• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إنسان بنكهة مختلفة!

بنين قاسم / الأحد 27 آذار 2022 / منوعات / 2651
شارك الموضوع :

كارثة بشرية أن ندس الطبقات الاجتماعية في تعاملنا مع الأحداث

منذ المساء استولت عليّ كآبة جريحة تسمرت في قلبي حتى ظلَّت تنهش به بتوحش قاتل، كنت أشعر بثقل على صدري (ذاك أمامي, وهذا إلى جانبي، ثم أين تسرب الآخر ومضى؟) لم ينفعني تجولي على طول الأرصفة بالهدوء ولم أعد أشعر بالراحة عما حدث في تلك الحافلة اللعينة!

كان هنالك رجل خمسيني يبدو عليه الوقار والوهن يرافقه شاب منهك يحاول أن لا يفرغ ما بجوفه من تعب حتى لا يظهر أمام الركاب بموقف يجعلهم يقللون من شانه أو ربما يشفق عليه أحدهم، هكذا شعرت من حركات جسده..

جلسا تحديدا أمامي في حافلة النقل العامة بملابسهم البسيطة التي بدت لي مباركة ولكن أثار فضولي ما يعانيه الشاب من خلال جلسته المتوترة على الكرسي المتحرك ولم أجد سببا يجعله ينكمش على بعضه ويحاول أن لا يلامسه الآخرين..

بقى طرف عيني يتابع الأحداث حتى انزلق الشاب على الرجل الجالس إلى جانبه الأيمن بسبب مطب ما عصف بنا وتركنا نغادر بسلام فسمعت اعتذاره الذي انهال كسيل من الاحراج، اعتذر عن ملامسته بملابسه المليئة بالدهن ومخلفات العمل الصناعي فرد الطرف الآخر باسما: لا داع للاعتذار ولا تشعر بالحرج فجميعنا مسافرين للحصول على أرزاقنا بشرف.

الآن فهمت سر انكماشه على نفسه وتوتره المستمر لقد كان خوفه من الوقوع بحرج مع أحدهم يسبب له الارباك فراحت عينيّ تتجول على بقية الركاب لم أجد حركة غير محببة ما عدا شخص كان ينظر بتقزز إلى الشاب!.

يا ترى لو كان هو من يجلس على المقعد الآخر من الشاب هل ستكون ردة فعله طبيعية أم كان سيثور غضبا؟

بعد توقف القافلة ترجل صاحب النظرة المقززة وحذر الشاب أن لا يلامسه تلافيا لحدوث نزاع، لقد كانت كلماته صفراوية جدا وكأنها غُمست بالسم قبل تقديمها!

وفهمت مرة ثانية وبطريقة مختلفة عن الأولى أن البشر غير متكافئين، منهم من يحافظ على كرامة ومشاعر الغير كأنها له وفيهم من يقسو خوفا على وجهته الاجتماعية التي يعيشها ويرتادها وما بين الاثنين يعيش صاحب العيشة.

مصيبة كبيرة أن نكون أناسا لا نرحم بعضنا البعض ولا نداوي جروح غيرنا!

كارثة بشرية أن ندس الطبقات الاجتماعية في تعاملنا مع الأحداث حيث أن لا يوجد احتمال في الوسط أن نكون غير منصفين ولا يمكن أن نكون مشغولين إلى درجة نفقد بها الشعور بمن حولنا.

فليس من المحبب ايلاء الطبقات الاجتماعية أهمية فيما نحن عليه اليوم فقد نكون في أحسن الأحوال وبمشيئة الله "جل وعلا" نكون في أسوئها أيضا إذ أننا لا نعرف أقدارنا حتى نعيشها بالكامل وصولا إلى تسليم أمانة خالقنا إليه لنغرب عن الحياة إلى الأبدية.

ويعلم الله يا سيدي/تي أن هذه الرحلة الشاقة التي تدعى بالعمر ليست إلا بوصلة ايصالنا إلى نهاية النفق الذي جهدنا في انشغالاتنا ونسيناه، فتذكروا حقيقة وجودكم قبل أن تتذمروا، قبل الندم وفوات الأوان.

الانسان
الاخلاق
السلوك
القيم
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية

    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    آخر القراءات

    إذا عاش المراهقون جواً من المسئولية فسيعتمدون على أنفسهم

    النشر : الخميس 14 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الجاذبية.. هل هي مكتسبة؟

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف تحمي بشرتك من الداخل الى الخارج؟ إليك بعض الأطعمة التي تساعدك بذلك

    النشر : السبت 13 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    مقاييس ودّعت ارقامها

    النشر : الأحد 04 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    أنثى الشرق.. عطاء لا ينضب

    النشر : الخميس 16 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    عصبية الرجل.. كيف تواجه المرأة غضب زوجها

    النشر : الأحد 23 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 627 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 420 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 408 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 378 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1464 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1440 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1092 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1078 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام
    • منذ 14 ساعة
    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض
    • منذ 14 ساعة
    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية
    • منذ 14 ساعة
    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة