• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مواصفات الشخصية الاضطهادية: الطواغيت الصغار إنموذجا

ليلى قيس / الأربعاء 15 شباط 2023 / تطوير / 1617
شارك الموضوع :

هكذا تشكلوا على مر السنين بفعل عوامل كثيرة ساعدت في نحت هذه النماذج

بعض الناس يجعلون الحياة صعبة بقصد أو بدون قصد، وربما بدون قصد أكثر لأن هكذا شخصياتهم وهكذا هو بناؤهم النفسي، هكذا تشكلوا على مر السنين بفعل عوامل كثيرة ساعدت في نحت هذه النماذج، ولعلك عندما تتعمق في شخصيات الطواغيت على مر التاريخ تجدهم يتمتعون بصفات مشتركة مثل التزمت وحب السيطرة واضطهاد الاخرين...الخ.

ولكن الأمر لا يتوقف على الطواغيت الكبار والحكام، بل الأمر يتوسع على الطواغيت الصغار الذين يتعايشون معك بصورة يومية فتجد نفسك في حيرة ماذا تفعل وخاصة إذا أجبرتك الظروف للتعاون أو التعايش أو الحياة مع هذا الإنسان، زوج زميل جار، صديق رئيس مرؤوس. وقد لا تكون هذه السمات واضحة في البداية ويبدو الأمر على السطح عادياً ويبدو هو إنسانًا طبيعياً، ولكن ما تحت السطح يغلي يلسع يؤذي ويؤلم.

وتمضى الحياة مع هذا الإنسان وأنت لا تدري من أين تأتي الصعوبات ولكنك تشعر دائمًا أن هناك شيئًا غلطا. شيء ما يؤدى إلى التوتر وتعكير الأجواء بل تجد نفسك تعيش في حالة دائمة من التوتر، وذلك لأن الطرف الآخر يكون دائما في حالة تحفز واستنفار تشعر بروح التحدي والتصيد تملؤه، تشعر أن ثمة حاجزاً يقف فاصلاً بينك وبينه، لا يتوحد ولا يذوب مع أحد أبدا، بل يجعل بينه وبين كل الناس مسافة. وهي مسافة كبيرة لا تسمح بالتواصل الإنساني الطبيعي، شيء ما يجعلك تشعر أنه بعيد وأنه يحيط نفسه بسياج خرساني أصم لا مسام فيه، أما داخله فهو أيضا جامد به صلابة لا يرق وتشعر بدرجة معينة بالجفاف الوجداني معه.

لا يلين حباً ولا يستسلم حباً ولا يضعف حباً. وإنما يحتفظ دائما بوجهه القوي الملامح ومشاعره الجامدة وتعبيراته الصارمة وعباراته الجافة الخالية من أي مودة. ليس ذلك بشكل مطلق ولكن إلى درجة ما. وليس في كل الأوقات ولكن في معظم الأوقات، وقبل أن نتطرق إلى تفاصيل العلاقة نقول إن هذا البناء النفسي الخاص غير السوي يؤدى إلى أن العلاقة مع إنسان آخر تتسم بما يسمى الجفاف العاطفي وهو أيضا درجات ومستويات، فصاحب هذه الشخصية التي نصفها لا يميل كل الميل بل هو شحيح في عواطفه لا يذوب كل الذوبان بل هو جامد إلى درجة ما في مشاعره. إشعاعاته محدودة. دفئه محدود. سطحه به درجة من البرودة ولا يعكس إلا القليل، وهو سطح خشن من الممكن أن يجرحك إذا حاولت الاقتراب أكثر من اللازم. وهذا الجفاف العاطفي يؤدي تدريجياً وبدون أن تشعر إلى صعوبات في العلاقة.

الأمر لا يصل إلى جنون العظمة أو ضلالات العظمة المرضية، ولكن ثمة إحساسً بأنه أفضل، ولذلك فهو يقابل الناس بوجه جامد في البداية، ويكون شديد التحفظ ولا يقبل بسهولة، ولا يتبسط. لا يظهر قبولاً، لا يتودد، ولكن على الناس أن يحاولوا الاقتراب وعليه هو تجده يشيح بوجهه بعيداً عنك دون أن تدري لماذا؟ تجده جامد الوجه غاضب النظرات دون أن تعرف ماذا فعلت، ولكن في كل الأحوال هناك شيء ما أغضبه منك شيء بسيط لا تقصده، بل لا شيء على الإطلاق ولكنه يفسر كل شيء بطريقته الخاصة وعلى الجانب السيئ. هذه الحساسية تجعل العلاقة متوترة دائما.أن يصدهم ترفعا وتعاليا، وقد يكون هذا مقبولاً مع الغرباء في البداية. أي أن يكون هناك درجة أو درجات من التحفظ وجس النبض والاختبار، ولكنه لا يكون مقبولاً مع شخص يعمل معك أو يعيش معك، إن ذلك يزيد من درجة الجفاف العاطفي، ومما يزيدك ألما في التعامل مع هذا الشخص هو أنه لا يحاول أن يثبت أنه الأفضل باستعراض صفاته وإمكانياته.

ولكن يحاول بشدة أن يثبت أنك الأدنى وذلك بتوجيه النقد لك. بالتقليل المعلن من إمكانياتك وقدراتك. بعقد مقارنات بينك وبينه أو بينك وبين الآخرين وتخرج أنت خاسراً في هذه المقارنة، وفي أوقات المواجهة الحادة لا يتورع عن أن يقوم بتجريحك وإظهار عيوبك وتسفيهك، وقد ينبش في الماضي ليأتي بأدلة على وضعك المتدني، وقد يخترع أشياء من خياله أو قد يفسر أشياء على هواه لدعم وجهة نظره فيك أو قد يبالغ في أشياء أو قد يقلب الحقائق، وتجد نفسك في النهاية مدانا محاصراً مهانًا فتكره نفسك أولاً وتكرهه ثانيا وتكره الحياة ثالثًا، أي مزيد من الجفاف العاطفي ومزيد من التباعد وهو لا يغفر لك شيئًا، ولا ينسى، وإنما يقوم بتخزين كل شيء ليخرجه عند الحاجة، ولا يتسامح، ولا يتنازل، لا يلين.

وهو يتمادى في خصامه، وخصومته ولا يبدأ بالمصالحة. ولا يتنازل، ولا يصل إلى حلول وسطية، إلا إذا كان مضطراً أو مقهوراً أو لتحقيق مأرب أو نوع من المناورة والتكتيك المرحلي ورغم نقده اللاذع وجرحه للآخرين فإنه شديد الحساسية لأي نقد بل لأي كلمة يشتم منها شيئًا في غير صالحه بل يرفض أي رأي مخالف لرأيه بل ربما يرفض أي رأي مشابه لرأيه حتى يكون هو صاحب الرأي وقائله الأول، هذه الدرجة العالية من الحساسية تجعل الاقتراب منه والتعامل معه صعبا، وقد تجد نفسك مدانا دون أن تدرى أي خطأ أو أي جرم أقدمت عليه.

تجده يشيح بوجهه بعيداً عنك دون أن تدري لماذا؟ تجده جامد الوجه غاضب النظرات دون أن تعرف ماذا فعلت، ولكن في كل الأحوال هناك شيء ما أغضبه منك شيء بسيط لا تقصده، بل لا شيء على الإطلاق ولكنه يفسر كل شيء بطريقته الخاصة وعلى الجانب السيئ. هذه الحساسية تجعل العلاقة متوترة دائما.

كما يحاول أن يحصن نفسه بالسلطة وبالمال ليكون في الوضع الأقوى، ولهذا فهو يسعى للمناصب الرئيسية التي من خلالها يستطيع التحكم في الآخرين ويبذل جهوداً مضنية للتقرب من السلطة ليزداد قوة، ويميل كذلك للاشتغال بوظائف كالأمن والمباحث والمخابرات أي التي تكسبه خوف الناس ومهابتهم له، وهو يسعد حين يرى الخوف في عيون الناس، فهذا يؤكد له قوته وهذا دفاع عن خوفه الشخصي فعقله الباطن يقول حينئذ: هم الذين يخافون ولست أنا الخائف، بل أنا الذي أخيفهم. وهو يحمل في داخله طاقة عدوانية وطاقة تدميرية هائلة، ويكون شديد العنف في المواجهة ولا يتورع عن الإيذاء والإيلام بل وحتى تدمير حياة أو مستقبل إنسان آخر.

ورغم غروره وغطرسته ونقده وتحقيره للآخرين فهو يشعر دائماً أنه مضطهد أو أنه لم يأخذ حقه وأنه محط غيرة وحسد وحقد الآخرين، وأنه لتفوقه وتميزه فإنهم يتحدون ضده ويكرهونه ويحاولون النيل منه والانتقاص من قدره ووضع العقبات في طريقه واختلاق الأزمات ونشر الإشاعات الباطلة عنه، وهذا يفسر حالة التحفز الدائم التي يكون عليها إذ يعتقد أن الجميع ضده وأن الجميع لديهم الاستعداد للتآمر ضده أعود وأقول إن هناك درجات تبدأ من البسيط إلى المتفاقم وليست كل الوقت ولكن بعض الوقت أو معظمه حسب الدرجة، ولهذا فمن الصعب إرضاؤه من الصعب مداواته بمزيد من المودة والحب. من الصعب استقطابه عاطفياً ناهيك عن صعوبة إقناعه برأي أو جهة نظر فهو عنيد.

أي لا يقبل الآخر، بل لا يستمع إليه، ويأخذ سلوكًا معاكساً مغايرا وينفرد تماما في الرأي ولا يقبل أن يعارضه أحد أو أن يقف في طريقه أحد، وهو على استعداد لأن يدوس من يهم برأسه إذا امتلك القوة والسلطة لذلك. فهو نموذج متكامل للديكتاتور وحب السيطرة والسطوة والتحكم في الآخرين وأن تكون كل الأمور في يده وتحت تحكمه. والهزيمة تميته وتجعله يشعر بالإحباط ويصاب بالاكتئاب ولكنه يظل عنيداً متصلبًا، ولا يتراجع إلا حينما يشعر أنه محاصر وأنه لا أمل ورغم ذلك يحاول أن يجد مبررات لفشله ولهزيمته يسقطها على الآخرين.


المصدر: 

مقتبس بتصرف من كتاب "كيف تنجح في الحياة" للمؤلف "د. عادل صادق"

الشخصية
السلوك
التفكير
الظلم
الارهاب
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية

    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    آخر القراءات

    ماهي فوائد البوتاسيوم وأين يتواجد؟

    النشر : الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    غاب المتطوعون.. فأجروا التجارب على أنفسهم

    النشر : الثلاثاء 24 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    فاقد الشيء.. يعطيه

    النشر : الأحد 29 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الخوف من الشيخوخة.. مرض أو هاجس؟

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    العلاقة بين التعليم العالي والقضايا الاجتماعية

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    اضطراب ما بعد الصدمة في عالم كورونا

    النشر : الثلاثاء 07 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1120 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 628 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 420 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 409 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 379 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1464 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1440 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1120 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1094 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1078 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام
    • منذ 20 ساعة
    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض
    • منذ 20 ساعة
    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية
    • منذ 20 ساعة
    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة