• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صراع اللحظات

ضمياء العوادي / الأحد 15 كانون الثاني 2017 / منوعات / 2160
شارك الموضوع :

خلف تلك التلة... يجلس محتضنا معطفه، يتنفس منه رائحة دفئه المفقودة، فوق ذلك المعطف غطاء سميك يمنع قرصات البرد التي تكوي بدنه الهزيل، حيث لايظ

خلف تلك التلة... يجلس محتضنا معطفه، يتنفس منه رائحة دفئه المفقودة، فوق ذلك المعطف غطاء سميك يمنع قرصات البرد التي تكوي بدنه الهزيل، حيث لايظهر منه الا تلك العينين التي ترصد الفراغ.

يعانق السلاح بيديه، يجلس وحيدا هناك، يبتعد عن صخب الوافدين، شرابه دمعاته، وطعامه حنينه، يقف على ابواب الماضي لايريه الا الفراق، يرفع نظره الى السماء يتأملها (ترى هل عثرتِ على جنتي أم اصعد اليكِ للبحث؟!).

لترسم له تلك السماء الملحمة التي يراها كل يوم، تعود به الى ذلك اليوم... الى تلك اللحظة التي فرقت بينهما قذيفة حيث هو مرمي على الارض رافعا رأسه اليها وهي تريد أن تتقدم لأخذه،

 يشير لها بالذهاب، يسحبها رفيقه وعيناها تلاقي عيناه بأمطار الدموع وبذلك تُرسم له اللوحة الأخيرة .

قطع ذلك التأمل  صوت اتاه من بعيد:

مهدي... ألا تاتي؟

نظر بحزن آثرا السكوت على ان يفجر رصاص ألمه، اقترب منه اكثر:

عزيزي مهدي وصلت قافلة تحمل عوائل كثيرة... قم معي لنبحث، علك تجدها.

يُجيب بإنكسار: لا اظنها على قيد الحياة فالجسد لايعيش بلا روح كم قافلة أتت ولم اجدها لا أريد الخوض في صراع القلق مع اللحظات.

صرخ رفيقه: كفاك يأسا يارجل لنبحث واعتبرها الاخيرة.

سحبه من يديه ونزلا الى حيث التجمعات، عوائل كثيرة وزغاريد اللقاء تُخيم على الأسماع،

وقف ورأسه يتكئ على كتف رفيقه يجول بنظره عله يجد ضالته، آيست عيونه فأعلنت الإنخفاض.

لحظات وسمع صوت يتحدث من ورائه مع رفيقه (تُرى.. اخيال هو ام حقيقة؟) رفع عينيه، تيبست قدماه، لم يستطع الحراك، (هل هذا سراب... هل أنا أتخيل...) عاش سرابه لايريد، ان يلتفت حتى لايزول ليسمعها تقول بنحيب: (هل رأيت ولدي، اسمه مهدي؟).

ابتعد رفيقه عن ظهره ليكشف لناظريها صورة ابنها... شعر بالفراغ بينه وبين الصوت، سمع صوتها تنادي (مهد) لم تكمل الإسم ليلتفت ويراها امامه. هي أمه بعد ثلاث سنوات من الفراق تقف امامه بصورة عجوز، ركض يقاتل الثواني، انحنى على قدميها يقبّلها، وهي تحاول رفعه لتحتضنه، يأبى الاّ ان يسجد على موطئها، تقبّل رأسه، ولا شيء سوى كلام الدموع، رفع رأسه ليرتمي في ذلك الحضن، خبأ وجهه فيه، غاص الى أضلاعها، لايريد الخروج. سجنته بكلتا يديها، تخاف من الفراق الذي خطف فلذة كبدها منها سنون ثلاث، تمتمت بكلمات عذبة خرجت من اعماق روحها... لك الشكر يا الله، لك الشكر.

الأم
الارهاب
الحزن
قصة
العراق
النازحون
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    خلق الإمام المرتضى في حياة الرضا

    النشر : السبت 28 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رواية حَسنية وخارطة حياتيّة

    النشر : السبت 26 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الصحة والبيئة.. فريق تطوعي ضم فعاليات ارشادية ونشاطات مختلفة

    النشر : الأحد 07 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    اكتشفي فوائد الطبخ في المنزل لكِ ولعائلتك

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    إقبالٌ داكن!

    النشر : الأثنين 13 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    نصائح وحيل للأمهات الجدد

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 17 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 17 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 17 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة