الكثير منا يغضب بين الحين والآخر عندما نشعر بخيبة الأمل، بأن حقوقنا قد خُرقت، كرامتنا انجرحت، روابطنا بالآخرين بدأت تضعف لأسباب كثيرة، تعرضنا للعنف وقد يكون بسبب أشخاص وضعوا العراقيل بشكل مقصود أو العكس لمنع تقدمنا.
لكن هل هذه الأسباب تكفي لأنْ نغضب؟
إنّ القوة الحقيقية تكمن في مدى قدرتنا على التحكم في الغضب والسيطرة عليه لا السماح له بالسيطرة علينا.
بعض الأحيان تكون المشكلة ليس في الغضب نفسه؛ بل المشكلة في طريقة إدارتنا للغضب والتعبير عنه. ولقد أحسن الدالاي لاما حين قال "البطل الحقيقي هو من يقهر غضبه".
أي ليس علينا مواجهة العنف بالعنف وإنما بعض الأحيان علينا أن نتعلم الإصغاء للآخرين عندما يتوجه إلينا نقداً، نتعلم كيفية التفاوض مع الآخر لكي لا نصل لمرحلة الغضب.
التفاعل الجيد هو المطلوب في مرحلة الغضب لأنه ليس من الضروري أن نكون منتصرين في كل المواقف، الأشخاص، والأوقات علينا أن نكسب الجميع من خلال تفاعلنا الجيد مع الآخرين.
قال الباحث في مجال المشاعر بول إيكمان: الغضب واحد من المشاعر السبع العالمية، المشتركة بين الجنسين، وإن الغضب قد ينتج عن تداخل أمر ما مع سعينا لتحقيق هدف يهمنا، أو عند تعاملنا مع خطر يهددنا، سواء جسدياً أو نفسياً.
الغضب نفسه هو ليس المشكلة بل كيفية تحكمنا فيه والتعبير عنه، علينا أن نتعلم كيف يمكن أن نُسيطر على غضبنا حتى لا يُوقعنا في مشاكل.
ولإدارة الغضب على الإنسان أن يقوم بتحديد العوامل التي تُثير الغضب سواء كانت البيئة أو الأشخاص، لنتوصل إلى استراتيجية مناسبة لمنع الغضب كأن يكون اتباع وسيلة التخيل أو التنفس البطيء أو الاسترخاء حتى لا نصل إلى مرحلة الإعصار، الغضب بدون رجعة وما يحمله هذا الإعصار من عواقب.
وأخيراً إنّ المجتمع يتأثر بأكمله نتيجة للغضب، فإذا لم يتحكم كلاً منا بغضبه يتأخر المجتمع بأكمله ويعود إلى الوراء بسبب التسرع وعدم القدرة على التحكم فيه.
وعليه لا تُحول غضبك إلى إعصار يقتلع كل شيء.
اضافةتعليق
التعليقات