• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لحن المطر

سرى حميد البياتي / الأثنين 12 كانون الأول 2016 / منوعات / 2287
شارك الموضوع :

أكتب عَن من لا يَنتبه لَهم العالم، ولا يلتفت الحَظ إليهم، تداخل الايام اهلكهم، فباتوا يستجدون الموت، كذلك العجوز العازِب، يُبدع يَومياً بـ

أكتب عَن من لا يَنتبه لَهم العالم، ولا يلتفت الحَظ إليهم، تداخل الايام اهلكهم، فباتوا يستجدون الموت، كذلك العجوز العازِب، يُبدع يَومياً بـخلق شَريط زفاف مَعدوم ممن هام بها عشقاً، يظُن الجميع إنه نَسي، لكِنها تعيش بِخلاياه، وبِداخل كُريات دمه، يفصله عنها شارع، ورَجل وَهو يعيش على أوهام تقوده للهاوية.

و فتاة تقضم اظافرها بِهوس، تحاول إيقاف حروب في رأسها، تلملم حُزنها وتختبئ، "مريضة نفسياً" تشطر املها لألف قطعة، من يخبرها أحد من قبل بإنها "جَميلة"، وأن فُستانها يليق بِها كثيراً، و لم يُثني والدها على درجاتِها المدرسية، وصاحت بها والدتها بأنها غبية، أو ربما عديمة النفع لأنها ارادت يوما أن تمسك قلما وتكتب وتثور! حتى تجردَت من كُل الاحاسيس، وغاصت بـ روتين يومي مكرر..

 وفَتى متخبطٌ في تجاويف الحياة، تائه بوسعها، في جُعبته احلام لا حصر لها، لكنه يجهل طريقها، انشغل عنه من حوله فأطوى ما بجعبته ومضى كما يسيرون.

شاب في العشرين من عمره، اعتاد الحزن حتى بات يتنفسه، يلملم قطع احلام فتتها الواقع، ينزف بلا دماء، يلتفُ حول قلبه شيء يشبه ملامح الموت، ليعلق في الأفق الفاصل بين السماء والأرض..

 وبريئة تسأل يومياً بإلحاح: أخبرتني جدتي ان والديّ يسكنان السماء، لماذا؟.

هل هما لا يحبانني؟ لماذا لا اسكن بجوارهما، انا لست كبيرة لن آخذ حيزاً كبيراً بين الغيوم، أعدكم لن أصدر أي ضوضاء.. وتنهال على الحاضرين بجموع وعودٍ مقابل تنفيذ طلبها، لم يستطع كُل من صادفت أن يُفسر، يُقنع، او ينفذ!

أُم تتابع طفلها ذو الاربع سنوات يركض ويُشير للسماء مُلوحاً لطائرات عسكرية، تختفي وتظهر بين الغيمات منذ ساعات متتالية، أصوات غريبة، مخيفة وتحمل الموت، تُفرغ حمولتها من الصواريخ صوب الارض، يتعانق الدم والياسمين في صفوف فوق المقابر الجماعية..

فتى ذَبُلت زهرات عُمره، منذ اختطاف والده، كلما لَمح ظله، جرى خَلفه محاولاً الامساك بـ سراب، تَجوب ذاكرته كلمات والده بأنه سيكون سَنداً و كـظله لَن يفارقه أبداً وأنه هناك دوماً الى جانبه لحمايته، يندفع ارضاً بغية احتضانه، وفي كل مرة اسوأ من سابقتها يكسب خدوشاً وجراحاً تملأ ملامحه الباهتة وتزيده أسى وأنينا، والكثير مِن اليُتم.

فقيرة حَظ تنام أغلب يومها  لأن أحدهم أخبرها "مَن تحبيه، سَيزور أحلامك يَوماً"، ولكن لَم يزرها من تَترقب منذ أربع سَنوات!..

 مُهشّم الحُلم يجلس بين قبرين، يقبّل كُل منهما ثم يضع وردة حمراء على يمينه وأُخرى بيضاء على يساره، يشهق بقوة، فـيتمتم بكلمات عتاب لوالديه: (إنتو ليش عفتوني؟ هواية استعجلتوا والله، زين ما كدرتوا تنتظرون أسبوعين بس، والله بس أسبوعين حتى تطلع نتيجة السادس بس تشوفوها، يمكن تفرحون أنتو مو حلمكم اصير طبيب؟ والله تحقق الي تريدوه بس كعدوا شوفوا، هاي النتيجة جبتها هسه من المدرسة، بابه، مامه، بابا أكعد).

وَحين يَمل النداء والأنين، يحفر بأصابعه في التراب ثم يدس الورقة بقوة ويُغلق عليها، (أخذوها يمكم، مااريد الطب أني، بدونكم ما تسوى).

يلتفت يئن بعد أن قام بـ "وأد" طموحُه، يزفر بقوة عَلى الحياة، يخرج من جَسده، يكمل سيره بخطى متثاقلة كي يُكمل عَمله في ورشة تصليح السيارات التابعة لـ "عمه"..

 تنتهي من وضع طلاء الاظافر باللون الذي يُحبه عند صراخه امراً اياها أن تلحقه بسرعة، في الطُرقات تلف يداها حول ذراعه، ينهرها بقوة رافعاً يده اليسرى في وجهها ثم يبعد جسده قليلاً،

يجذبها خُلو أصبعه مِن خاتم ارتباطهما، تتلألأ كُتلة نَدم فِي عينيها الواسعة، غرقت في امواج الخَيبة حَين ترى رأسه يدور بالكامل ملاحقاً فتاة مَرت بالقرب، تركض بِعكس الاتجاه فلا يَنتبه لابتعادها، (يا يمه تحملي وأصبري عليه، لعد يتركج وترجعين يمنة، شيكولون الناس علينه؟)..

كعادة كُل مَرة تَعودُ القِطة ذليلة لصاحبها، فيركلها بقوة أكبر، ربما حتى يأكل الموت أحشاءها فترتاح.

الحياة
الموت
الفقدان
الحزن
الارهاب
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    برنامج "Shark Tank" من أفكار بسيطة إلى شركات عملاقة

    كربلاء في عالم التقنية

    الزواج في الفكر الإلهي.. علاقةٌ مقدسةٌ ورباطٌ متينت

    حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشاط والفرح؟

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    آخر القراءات

    كيف تحمي نفسك من التسمم الغذائي: ورشة اقامتها جمعية المودة

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الامام المجتبى.. وفقه المكارم

    النشر : الثلاثاء 18 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كربلاء في عالم التقنية

    النشر : منذ 5 ساعة
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    انتبه من صودا الدايت.. لهذه الأسباب

    النشر : الخميس 18 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    أهمية التفريق بين المحسن والمسيء

    النشر : السبت 19 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 682 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 532 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 423 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 419 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 392 مشاهدات

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    • 372 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1292 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 910 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 688 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 682 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 673 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 640 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    برنامج "Shark Tank" من أفكار بسيطة إلى شركات عملاقة
    • منذ 5 ساعة
    كربلاء في عالم التقنية
    • منذ 5 ساعة
    الزواج في الفكر الإلهي.. علاقةٌ مقدسةٌ ورباطٌ متينت
    • منذ 5 ساعة
    حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشاط والفرح؟
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة