بدأت ظاهرة قضاء العطل في المنازل باكتساب شعبية حتى قبل أن تهز جائحة كورونا القطاع السياحي من أساسه.
فمنذ الأزمة المالية التي هزت العالم في عام 2008، قرر العديد من المسافرين خفض نفقات عطلهم عن طريق تجنب السفر إلى بلدان أخرى والبقاء قريبين من منازلهم، حسب ما تقول مارلوس دي فريز، كبيرة محللي السفر لدى وكالة (مينتل) لبحوث سلوك المستهلكين.
وقالت لبي بي سي إنه من المرجح أن يستمر أفراد جيل الألفية على هذا النهج لأسباب مالية وأخرى تتعلق بأساليب الحياة.
أجبرنا انتشار مرض كوفيد 19 هذه السنة على اتباع شروط جديدة تتعلق بالصحة الشخصية والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى تسببه في إغلاق الحدود بين الدول وفي إشاعة جو من الشك والريبة بمستقبل الاقتصاد، لذا فعلى الأرجح أن تزداد ظاهرة قضاء العطل في المنازل شعبية أكثر من أي وقت مضى.
تجدون أدناه مجموعة من النصائح التي من شأنها جعل العطلات التي تقضونها في منازلكم ناجحة إلى أبعد الحدود
لا تكترثوا بالواجبات التي تعودتم على القيام بها يوميا
تقول كلوديا أونغر، محللة شؤون السفر في شركة (فوكاسرايت) المتخصصة بأبحاث السوق إنه "من المهم الخروج من أدمغتكم" من أجل الحصول على أكبر قدر من الراحة.
وقالت لبي بي سي "عندما تكون منشغلا بالتفكير في مشاكلك اليومية، لن ترى المشاكل الحقيقية التي تواجهك.
أو، بعبارة أخرى، إذا كنت مسافرا في عطلتك، لن تكون موجودا في البيت لأداء الأعمال البيتية أو لتجديد تأمين سيارتك.
ولذا لا تقم بهذه المهام عندما تكون متمتعا بعطلتك في المنزل.
ولم يكن من المفاجئ أن يكشف إستطلاع أجراه بنك باركليز في العام الماضي أن 9 من كل 10 بريطانيين تتراوح أعمارهم بين الـ 25 والـ 34 كانوا يريدون "التخلص من كل شيء" خلال إجازاتهم، وأن 70 في المئة من هؤلاء قالوا إنهم يريدون التخلص من الإدمان على الإنترنت.
ضع حاجاتك في المقام الأول
توصي لينا شميت، وهي مدربة لليوغا من مدينة سان دييغو الأمريكية، وكاتبة في مجال التنمية الشخصية، بأن نخبر الأهل والأصدقاء بأننا ذاهبون في إجازة تماما كما لو كنا متوجهون فعلا إلى خارج البلد.
أغلق هاتفك، أو على الأقل أسكت الإشعارات. فعّل نظام الإخطار بأنك خارج المكتب في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص بالعمل، وتأكد من أنك لا تنظر إلى بريدك الإلكتروني بشكل مستمر.
وتقول أونغر "تأكد من أن احتياجاتك الخاصة ستستوفى قبل أن توافق على طلبات الآخرين لجزء من وقتك".
انظر إلى القديم بأعين جديدة
سواء كنت تقيم في مدينة أو منطقة ريفية، فمن المرجح أن تكون قد تعودت على نمط معين من الحياة، حالك حال الآخرين منّا.
ولكن قضاء الإجازة في المنزل تمنحك فرصة لرؤية الأمور الجديدة بأعين جديدة.
يجنح الاختصاصيون في علم الاجتماع إلى التأكيد على منافع التخلص عن العادات المكتسبة عن طريق اتباع سلوكيات بسيطة، كارتياد نفس المطعم ولكن الجلوس على مائدة مختلفة، أو زيارة نفس الأماكن ولكن في أوقات مختلفة من النهار.
وتقول أونغر "لا تكن إلا نفسك في تلك اللحظة، ولا تهتم إلا بما تفعله في تلك اللحظة".
اعتني بنفسك
ما من شك في أن تدليل نفسك يعد أسلوبا مؤثرا للتخلص من الضغوط والإرهاق.
وتقول شميت "إن العناية بالنفس هي أفضل طريقة للتعامل مع الإرهاق".
فقد يتاح لك أن تتمتع بحمامك اليومي عن طريق الإنفاق على شراء منتجات باذخة تستخدمها في حمامك الخاص إن كان لك حمام.
ولكن شميت تقول أيضا إن العناية بالنفس ليست موضوعا يلائم الجميع، وإن إستكشاف طبيعتك الخاصة قد يساعدك في تجديد نشاطك أيضا.
ضع لنفسك ميزانية خاصة بالإجازة
مما لا شك فيه أنك توفر المال بعدم شراء تذاكر طيران وعدم حجز الغرف في الفنادق وغيرها من المصاريف. فلماذا لا تستخدم هذه الأموال كميزانية تستخدمها في إجازتك التي ستقضيها في المنزل؟
تقول لوري كامبل، التي تعمل لدى موقع (Good With Money) الإلكتروني "أنفق على نفسك بالخروج عندما تكون متمتعا بالإجازة في المنزل، تماما كما لو كنت في إجازة في الخارج".
وإذا كنت تمل الطهي، فكّر في تجنبه تماما خلال الإجازة. ولكن إذا كنت تجد لذة في الطهي، قد يكون لاستخدام المكونات الغريبة ومحاولة طهي الأطباق المعقدة أثر مريحا.
وتقول كامبل إنه لا ضير في إنفاقك للمال على شراء ملابس جديدة، تماما كما لو كنت تنفق الأموال على هذا الأمر قبل توجهك إلى وجهة خارجية.
وتقول "لا يجب أن يعني بقاؤك في البيت لأسبوع أو أسبوعين أن يتدهور مظهرك أو شعورك بنفسك".
احجز في فندق.. أو ابني لنفسك مخيما في بيتك
وإذا كنت تشعر بروح المغامرة، لم لا تحجز لك غرفة في فندق إذا كانت ميزانيتك تسمح لك بذلك؟
تقول شميت "احجزوا في مطعمين كنتم تتوقون للذهاب إليهما (مطعم لوجبة الإفطار، وآخر لوجبة العشاء)، وفكروا بمعلم سياحي أو معلمين تزورونها في اليوم الواحد، وكرسوا الكثير من الوقت لاستكشاف المدن التي تقيمون فيها.
وإن لم تسعفكم ميزانياتكم، قد يكون من الأجدى أن تجربوا إقامة مخيمات في بيوتكم. فالأطفال على الأخص سيتمتعون بإزالة الأثاث من غرف الجلوس واستبدالها بالأسرة والأفرشة.
وإذا كان لديكم بطانيات وألحفة، يمكنكم التمتع بألعاب الظل ورواية القصص المخيفة، تماما كما لو كنتم تشاركون في مخيم في الخارج.
لا تعملوا شيئا على الإطلاق
ولكن، ومهما كان الشيء الذي ستعملونه، تذكروا أن الوقت قصير وثمين، ولذا فإنه من الترف أن تعطوا لأنفسكم وقتا لتضيعوه.
لا تقسوا على أنفسكم، بل خذوا الأمر بسهولة. كرسوا بعضا من الوقت للبقاء في البيت وتجنب عمل أي شيء.
تقول أونغر "من الحيوي جدا أن يتوصل الناس إلى الأمور التي تلائمهم. فلا يجب على الناس أن يعتقدوا بأن الأمور الملائمة للجميع ستلائمهم أيضا".
"ولذا فيجب على الجميع اتباع أهوائهم حول الطرق التي ينبغي أن يقضوا أوقاتهم بها".
فإذا كنتم ستظلون في منازلكم في موسم الإجازات هذا العام، لا يعني هذا إن إجازاتكم ستتأثر سلبا. بل بالعكس، قد يؤدي هذا إلى حصولكم على المزيد من الراحة. حسب بي بي سي
كيف تستثمر أموالك بأمان في زمن كورونا؟
ومع تمدد الفيروس يوماً بعد يوم شهدت بعض الأسواق صعوداً في بعض أسعار السلع خاصة المرتبطة بشكل مباشر بوباء كورونا كالأدوات الطبية والسلع الغذائية، في حين كان الانهيار من نصيب البورصات وأسواق المال والنفط والاستثمارات الأجنبية المباشرة وحركة الأموال التي فرت بسرعة من الأسواق الناشئة والنامية إلى الأسواق الغربية بحثاً عن ضمان مفقود وأمان قلما يتوافر في أداة استثمارية أو سوق بعينه.
ومع الانهيارات المتواصلة في أسواق وبورصات العالم، امتد هذا الارتباك حتى للأفراد وصغار المستثمرين والمدخرين الذين صدموا مما حدث في أسواق وعملات العالم جراء ضخامة الخسائر التي طالت الجميع، والأموال التي سارعت الحكومات بضخها في الأسواق والتي تقدر بتريليونات الدولارات في محاولة منها لإيقاف انهيار الاقتصاديات الوطنية وإفلاس المصانع والقطاعات الإنتاجية والصناعية وتعويض ملايين الموظفين الذين فقدوا عملهم في ليلة وضحاها.
لقد صدم هؤلاء الأفراد مما حدث في أسواق المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، كما صدموا حينما راحوا يسمعون أراء شاذة ومتشائمة تحدثهم عن انهيارات متوقعة في سعر الدولار الأمريكي، أقوى عملة في العالم من حيث التداول، وأهم عملة في مكونات احتياطيات الدول والبنوك المركزية العالمية من النقد الأجنبي.
العملات الآمنة
القاعدة الاستثمارية والنصيحة الجاهزة التي يتم تقديمها دوماً للأفراد، وحتى المؤسسات، في أوقات الأزمات هي أنه إذا زادت المخاطر، فعليك بأدوات الاستثمار الآمنة وشبه المضمونة والتي يأتي في مقدمتها الذهب والفضة، وودائع البنوك، وأدوات الدين الحكومية مثل السندات وأذون الخزانة، ثم تأتي العقارات والأراضي في مرتبة تالية، حيث إنها أداة شبه مضمونة في مجتمعاتنا العربية، لكنها صعبة البيع والتصرف وبطيئة في تحويل قيمتها إلى سيولة مالية.
لكن أزمة كورونا جعلت كثيراً من المحللين يعيدون النظر في هذه القاعدة، فالمضمون من الناحية الاستثمارية لم يعد مضموناً، فبعض أدوات الاستثمار التي كان من المفروض أن تشهد قفزات سعرية مع اندلاع أزمة كورونا تراجع سعرها بشدة، وأسهم قطاع الطاقة انهارت مع تهاوي أسعار النفط بسبب تفشي كورونا وتراجع الطلب العالمي على الخام الأسود.
هناك قاعدة أخرى تقول إنه "في وقت الأزمات تصنع الثروات"، وهي قاعدة يستفيد منها المغامرون وقناصو الفرص وأمراء الحروب وغاسلو الأموال القذرة والمحتكرون الذين يستغلون الطلب المتزايد على سلعة ما، ويقومون برفع سعرها بشكل مبالغ فيه ويزيد كثيراً عن التكلفة لحصد أرباح ضخمة خلال فترة زمنية قصيرة.
لكن هذه القاعدة اهتزت أيضاً في زمن كورونا، حيث بات الجميع تحت ضغط الخسائر الفادحة وتجميد الأنشطة الاقتصادية، وباتت الدول هي اللاعب الرئيسي في المشهد الاقتصادي، حيث إن الأزمة فرضت على الحكومات ضخ تريليونات الدولارات في الأسواق لمنع تهاوي الاقتصاد والحفاظ على فرص العمل ودعم قطاع الصحة.
الاستثمار في الذهب
كما قلت يعد الاستثمار في الذهب أعلى أنواع الاستثمار أماناً، ولذا تقبل الدول والبنوك المركزية على شراء مزيد من المعدن الأصفر، لكن في زمن كورونا اهتزت ثقة المستثمرين في الذهب الذي كان من المفروض أن يشهد سعره قفزات تدفع به سريعاً إلى حاجز الألفي دولار للأوقية من 1628 في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، لكن ما حدث هو تراجع السعر إلى نحو 1400 دولار ثم زاد بعد ذلك ليصل إلى 1621 دولاراً في نهاية مارس/آذار الماضي.
الودائع المصرفية
الأداة الثانية التي ينصح للأفراد الاستثمار بها وقت زيادة المخاطر، كما هو الحال الآن، هي الودائع المصرفية وإيداع مدخراتك في شكل شهادات ادخارية أو حسابات توفير لدى البنوك مقابل الحصول على سعر فائدة ثابت أو متغير حسب البنك الذي تتعامل معه وما إذا كان بنكاً تقليدياً أم يتعامل بالنظام الإسلامي، وهذه الأداة مضمونة "زيرو مخاطر".
الدولار والعملات الرئيسية
الأداة الثالثة التي ينصح للأفراد الاستثمار بها وقت زيادة المخاطر هي العملات الرئيسية وفي مقدمتها عملات مجموعة السبع G7 مثل الدولار والجنيه الإسترليني واليورو، فهذه العملات تستمد قوتها من ضخامة اقتصاديات الدول الصادرة عنها، حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات