• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في جوار علي يحلو المنام

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2455
شارك الموضوع :

يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ وي

(القصة الفائزة بالمرتبة الاولى في مهرجان أجنحة السلام)

 يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ ويزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ، يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِ مطمئنةَ، الا عين واحدة ساهرة على النوم عاصية، تحاكي قدرها، ترتّل آيات حزنها وابيات عزائها، وحده الليل يسمع صرختها ويعلم وجعها، كل من حولها يذكرها بصوته بطيفه.

 الارض والسماء تشهد على ما جرى، تقف عند تلك المدينة الخاوية عند منتصف الليل لترى التراب مُبتل يحمل اثر تحركات أطفال، جُدران متشققة بالية، خُطىً غَابت القمر دونَ أن ينير دربها، تعثرت بالركام، لتعاوِدَ المسيرَ حين يودع الليل نجومه.

 كَانت هذه الوقفة لامرأة ثكلى، مليء بالصَّخب يومها، حِكاياتٌ تتلوها مدينة عَلى مَسامِع كل انسان  لعله يتصد لكنه صامِتْ بلا ضَجيج  هو الاخر.

لتَهبَ النار محملةً فتُصبح ارجاء المدينة مشتعلة، ذابت تحتَ وطأتها الشباب والاطفال، دموع السّماء  اطفأت جمرة قلبها فهي أم مفجوعة لا احد يجبر كسرها غير السماء، عامر قلبها بحنان ولدها لكلماته التي مازالت ترن في مسامعها لم يناديها أمي بل قلبي وحياتي وصديقتي، غادرتها  تلك الكلمات عندما غادرها طارق، كَان لها كل الحياة  وبهجةٍ وكل ايامها،  فأصبحت رثاءً  تنعى ما بقي من عمرها، صوتُ عويل لأمٍ أضناها الشوق واتعبها القدر، بالأمس زوجها العاجز فكأن اخر احلامها ان تحتضن ما بقي من الحياة  بحلوها و مُرها ببكائها بصداها.

فقد اكتفيت بزوجها العاجز وتكفلت بأمور الاسرة فكانت الام والاب، امتلأت بصفاء روحها راضية  بقضاء الله وقدره، لخطواتٍ تبَعثرت ذاتَ يوم سنين عجافها اخذت زهرة حياتها طارق لم يكن فقط الولد فكان الاب والاخ والحبيب والابن، عَبرةٌ ساخنة وصرخة تعلو صداها في السماء: اين انت يا ولدي.. لا تحيرني ان كنت حيا فارجع الى حضني  وان كنت ميتا فاعطني علامة تدلني عليك.؟

تشم ريح طارق ولا تملك قميصه، من بين الجثث المتفحمة ظهرت لها قدم ولدها وكأنه لبى نداء امه!!

ها هي رائحته عالقة في زوايا الأفئدة، عرفته ورب السماء والطارق، آه يا ولدي و يا قرة عيني، حرقوه قلبك حرقوه جسدك، كسرت ظهري، طارق مالي بعدك، هكذا ترحل من دون وداع واحتضان، يا رفيقي الحزين، يا عمري المسلوب قهرا وغصبا، أدمنت صوتك، وأدمنت وجودي معك، ثمّ فتحت عيني على غيابك ورحيلك...آه يا لقسوة القدر.

عندما استيقظ وجدت نفسي على زلزال رحيلك من حياتي، أصعب شيء أن أفارق روحاً ولا تفارقني، ويبقى صوتك في أذني، وتغيب وتبقى صورتكِ في عيني، وترحل وتبقى أنفاسكِ في قلبي، وتختفي ويبقى طيفك خلفي، يمزّقني يقطعني.

أن أغمض عيني فأراك، وأن أغفو، وأن أنظر على سطوركِ وتدمع عيني، وعندما أعود لواقعي لا ارى سوى برواز اسود خلف صورتك.

آه أن يأتي العيد وأنا وحيدة، وأن يطرق الحزن بابي وأنا وحيدة، وأن يمضي بي أغلب العمر وأنا وحيدة، ولا أحد يمسك بيدي، وأن أكتب فلا يصلك صوتي، ولا حتى صداي، وأن أصرخ فلا يصلك صوتي، وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك،  يا هلال ما كان  اقصر عمره، انت الان في وادي السلام ترقد بأمان عند من قتلت من اجله ومن حرقوا جسدك من اجل حبه، لا خوف عليكم ولا تحزنون انتم في دار علي امنون.

الموت
الارهاب
الامام علي
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن

    طبيبة تشرح ما يجب أن يعرفه الناس عن "كوكتيل الكورتيزول" المتداول عبر "تيك توك"

    من سعى للآخرة لا يلتفت إلى الدنيا: سيدة الصبر إنموذجًا

    خمس طرق للتعامل مع القلق

    آخر القراءات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    النشر : الأحد 03 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    طرق المحافظة على جمال البشرة الحساسة

    النشر : الخميس 02 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأسبرين مرتبط بزيادة خطر النزيف الحاد لدى كبار السن

    النشر : الثلاثاء 22 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    مواقع التواصل الاجتماعي.. إليكم تأثيرها الخفي على تواصل الأهل مع أبنائهم

    النشر : الأثنين 21 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ماهي الاطعمة التي تقوي عظامك؟

    النشر : السبت 23 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    يوم الشباب العالمي: الشباب هم أهل الجنة الذين لا يهرمون ولا يشيبون أبداً

    النشر : الأحد 12 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1090 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 766 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 681 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 551 مشاهدات

    وعي العباءة الزينبية ٣

    • 364 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 353 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1188 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1090 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1073 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1000 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 982 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 857 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية
    • منذ 3 ساعة
    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد
    • منذ 3 ساعة
    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن
    • منذ 3 ساعة
    طبيبة تشرح ما يجب أن يعرفه الناس عن "كوكتيل الكورتيزول" المتداول عبر "تيك توك"
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة