أطلقت مصر أول قمر صناعي لها للاتصالات ويحمل اسم طيبة والذي يعد الأول الذي تطلقه البلاد في مجال الاتصالات.
ومن قاعدة في جزيرة غويانا الفرنسية، انطلق الصاروخ التابع لشركة آريان سبيس الأوروبية حاملا القمر الصناعي المصري صوب الموقع المدارى 35.5 درجة شرقا.
ومن المفترض أن يظل القمر الذي أنتجته شركتا إيرباص وتاليس ألينا سبيس، في مداره مدة 15 عاما.
وستضطلع الحكومة المصرية بعملية التحكم في القمر الصناعي الذي يُنتظَر أن يسهم في دعم أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب، إلى جانب أغراض تنموية أخرى كسدّ الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية عبر تحسين خدمة الإنترنت في المناطق النائية، كما يقول مسؤولون مصريون.
وقال بيان لمجلس الوزراء المصري نقلته بي بي سي: "لقد أظهر تحالف شركتى (تاليس ألينا سبيس- إيرباص) قدراً كبيراً من المهنية والاحترافية طوال سنوات عمر المشروع، شهدت الكثير من التحديات، كان أبرزها الجدول الزمني الطموح لبناء القمر، وكذلك العديد من العقبات التي تم تجاوزها، لذلك تتوجه الحكومة المصرية بشكر مستحق للتحالف المنفذ للقمر ممثلا في فريق إدارة المشروع، ومئات المشاركين في بناء القمر وتجميعه واختباره".
وأضاف البيان إن القمر الصناعي "طيبة - 1" هو أول قمر صناعي مصري للاتصالات، ويهدف إلى "تعزيز البنية التحتية لخدمات الاتصالات، لدعم القطاعين الحكومي والتجاري داخل جمهورية مصر العربية، وعدد من الدول العربية ودول حوض النيل".
ويقول مسؤولون حكوميون إن عملية إطلاق "طيبة-1" جاءت لتحسين البنية الأساسية للاتصالات وخدمات الإنترنت وجذب الاستثمارات.
كما ذكرت صحف محلية نقلا عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن القمر الصناعي المصري "سوف يسهم في النهوض بقطاعات: البترول والطاقة والثروة المعدنية، والتعليم، والصحة، والقطاعات الحكومية الأخرى، وسيدعم أجهزة الدولة كافة في مكافحة الجريمة والإرهاب".
تحذيرات علماء الفلك
وفي جانب آخر حذر علماء للفلك من أن إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية يهدد قدرتهم على رؤية الفضاء والكون.
وكان من المفترض أن تُرسل مئات من الأقمار الصناعية لغرض تحسين خدمات الأنترنيت إلا أن الدفعة الأولى من هذه الأقمار الصناعية، والتي أرسلت بالفعل إلى الفضاء عبر شركة "سبيس أكس" الأمريكية تؤثر على صور السماء في الليل، حيث تظهر الأقمار على شكل شرائط ساطعة بيضاء، وتؤثر على رؤية النجوم.
ويخشى العلماء من أن الحزم العملاقة من الأقمار يمكن أن تحجب في المستقبل صور التلسكوبات الضوئية وتتداخل مع عمليات الرصد الفلكية التي تعتمد على استخدام موجات الراديو.
وقال البروفيسور ديف كليمينت، عالم فلك في كلية أمبريال كوليدج في لندن، لبي بي سي "السماء في الليل متاحة للبشر.. وما لدينا هنا هو مأساة تهدد ما لدينا".
وتقول الشركات التي تطلق أقمارا اصطناعية إنهم يعملون مع فلكيين لتقليل تأثيرها على رؤية الفضاء.
فبدلا من التقيد بالأسلاك والكابلات، توفر الأقمار الاصطناعية هذه الخدمة مباشرة من السماء إلى الأرض.
وإذا كان هناك الكثير من تلك الأقمار تدور في مدار الأرض، فهذا يعني أن أكثر المناطق عزلة على كوكبنا يمكنها الوصول إلى شبكة الانترنت.
لكن مراقبي النجوم أعربوا عن انزعاجهم من ظهور مركبات الفضاء على شكل ومضات بيضاء لامعة في صورهم الخاصة.
وتقول داهارا باتيل، عالمة فلك في مرصد غرينتش الملكي، هذه الأقمار في حجم الطاولة لكنها عاكسة، وتعكس ألواحها الكثير من ضوء الشمس وهو ما يعنى أنه يمكن رؤية هذا الضوء في الصور التي يتم التقاطها عبر التليسكوب.
وأضافت "الأقمار الصناعية مرتبطة بموجات موجات الراديو بقوة وهذا يعني أنها يمكن أن تتداخل مع الإشارات التي يستخدمها رواد الفضاء". وحذرت من أن المشكلة ستكبر مع زيادة عدد الأقمار الاصطناعية في المدار.
اضافةتعليق
التعليقات