• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صورة ترسم كل أربعين

الاء طاهر / الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018 / منوعات / 1766
شارك الموضوع :

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة فتطهر الأرواح وتنتزع بالي ثيابها.

لم أعلم أيهم يتباهى بدره المنثور؟ هل السماء بما تلألأت ام الارض بنجومها السائرة على نعيم صراطه.

لم يسبت على طريقه ليل ولم ينتزع من سواده سكون ولم تتغشى الأبصار غفلة الراقدين، سارت الأقدام بخطوات الثابتين على زحاليف الطفوف، كل شبر من هذه الأرض تروي ملايين الحكايا.. حتى أنني لم استغرب حينما اخبرتني السيدة المؤتزرة انها تقطع الحد الفاصل بين الغري ونينوى بعشرة ايام! لعلها تغترف أكثر وتتزود بما يثبت الفؤاد ويسكن الروح ويصل بها إلى يقين  الناظرين.

لهجت الروح بمناجاة الذبيح.. واستنشقت عبق التراب.. فهو الدرب الذي لثم خطوات صغيرات الاسارى.. وأبت بعض ذراته النزول من أقدامهن بل راحت تغطي شخوصهن بهالة طينية لعلها تسدي لهن معروف ما..

صدى صوت المرأة يتردد (ها انا أسير قبيل منتصف الليل لا حامي لفتياتي.. ولا كفيل.. ماذا عساي أن اجيب إذا ما داهمهن غريب.. أو نظرت لهن عين.. اه يا سيدة الدرب والمحن.. ها انا اتذوق بعض لظاك.. واكتوي ببعض لهيب آهتك الحيرى..).

رغم اشتداد الريح التي تنكهت بعطر أصوات تحرس الطريق بكل ما أوتيت من غيرة وأباء وتجود  بكرم وعطاء.. فتتداخل رائحة الشاي.. مع الأرز المدخن وتفوح القدور بأطعمة الملوك وفواكه الأمراء لتسقى الحرائر بأكواب ممزوجة بشراب عفيف فتروى الضمائر قبل المهج.

تعانق الروح والجسد.. فنبض القلب بنبض عاشوراء.. كل تلك الصور جعلت السيدة المؤتزرة تنصهر بحنين كرب وبلاء.. دارت بها الأرض.. دوار يتبعه وصول..

لم يكن أمام فتياتها إلا البحث عن أقرب حسينية على جانب الطريق لعلها تستريح من تقاطع الأنفاس ويرعوي خفقان قلبها عن الهروب..

تمددت وسط مخيم باسم الامام الرضا عليه السلام.. مرت اللحظة ثقيلة بثقل لامت حرب وحادة مثلمة كسيف كسر شبى حده.. ركضت إليها النسوة.. بكف سقيى وكف الحنان..

ارتجفت الشفاه ومعها بقية الأعضاء.. غارت العينان.. حتى الدماء تتثاقل بسيرها في الأوعية المثخنة بتجلطات الهموم..

تلاغطت الأصوات واحتارت الأفكار.. ما الذي يحصل الآن.. مدت السيدة يديها.. واسبلت قدميها.. لكن لسانها بقي يصدح (يا حسين.. بأمك الزهراء تقبلني).. وصل طبيب المخيم الحسيني.. أجرى بعض الفحوصات.. لم يتوصل إلى شيء.. أخذ الجسم الهزيل يرتجف بقوة.. كورقة خريفية تقلبها الرياح.

لم تعد تستشعر باقدامها.. ها هي الروح تسحب من الأحداث.. تزحف ببطئ نحو الجزء الأعلى من الجسد..

_ هل ستنال مناها؟. هل تم اللقاء؟. هل ستطبع الروح آخر بصماتها على درب سرمدي؟.

لم يغادر السرور بصيرتها.. رغم ضجيج الهواء الذي يخترق المخيم كانت مطمئنة وهي تلوذ بسيدها فتحصد ثورة البركان بترديد (اشهد ان لا الله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله)، لتقطف مزيدا من الأماني مع (وأشهد أن علي ولي الله)، كيف لا وهي جائتك تسعى من فجاج الظلمات لتنسج من نورك رداء ضيائها فتسافر نحو السماء بألق الشفاعة، ولتغمر الأرواح بنظرتك الحانية..

نعم كما تعودناك بحر للندى تأبى إلا ان تكون عنوانا للحياة.. ومع اول زخات مطر.. وفي أول لحظات السحر طبعت خطواتها على رأس الطريق.. بعد أن قامت واستوت واقفة كنخلة تحتضن فسائلها الأربعة وهي تقول: (سأنتظر من جديد أربعين آخر للقاء أتم واكمل).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية

    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    آخر القراءات

    هل تواجه مشكلة في التخلص من أغراضك الشخصية؟

    النشر : الأحد 16 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كن راضياً بالقضاء والقدر

    النشر : الثلاثاء 09 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    سيكولوجية البكاء على الإمام الحسين

    النشر : الجمعة 11 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    علم الكيمياء.. في فكر الإمام الصادق

    النشر : الثلاثاء 16 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    على الكبار التعلم من براعة الصغار في تكنولوجيا العصر الرقمي

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 627 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 420 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 408 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 378 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1464 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1440 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1092 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1078 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1053 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام
    • منذ 15 ساعة
    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض
    • منذ 15 ساعة
    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية
    • منذ 15 ساعة
    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة