• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صورة ترسم كل أربعين

الاء طاهر / الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018 / منوعات / 1654
شارك الموضوع :

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة فتطهر الأرواح وتنتزع بالي ثيابها.

لم أعلم أيهم يتباهى بدره المنثور؟ هل السماء بما تلألأت ام الارض بنجومها السائرة على نعيم صراطه.

لم يسبت على طريقه ليل ولم ينتزع من سواده سكون ولم تتغشى الأبصار غفلة الراقدين، سارت الأقدام بخطوات الثابتين على زحاليف الطفوف، كل شبر من هذه الأرض تروي ملايين الحكايا.. حتى أنني لم استغرب حينما اخبرتني السيدة المؤتزرة انها تقطع الحد الفاصل بين الغري ونينوى بعشرة ايام! لعلها تغترف أكثر وتتزود بما يثبت الفؤاد ويسكن الروح ويصل بها إلى يقين  الناظرين.

لهجت الروح بمناجاة الذبيح.. واستنشقت عبق التراب.. فهو الدرب الذي لثم خطوات صغيرات الاسارى.. وأبت بعض ذراته النزول من أقدامهن بل راحت تغطي شخوصهن بهالة طينية لعلها تسدي لهن معروف ما..

صدى صوت المرأة يتردد (ها انا أسير قبيل منتصف الليل لا حامي لفتياتي.. ولا كفيل.. ماذا عساي أن اجيب إذا ما داهمهن غريب.. أو نظرت لهن عين.. اه يا سيدة الدرب والمحن.. ها انا اتذوق بعض لظاك.. واكتوي ببعض لهيب آهتك الحيرى..).

رغم اشتداد الريح التي تنكهت بعطر أصوات تحرس الطريق بكل ما أوتيت من غيرة وأباء وتجود  بكرم وعطاء.. فتتداخل رائحة الشاي.. مع الأرز المدخن وتفوح القدور بأطعمة الملوك وفواكه الأمراء لتسقى الحرائر بأكواب ممزوجة بشراب عفيف فتروى الضمائر قبل المهج.

تعانق الروح والجسد.. فنبض القلب بنبض عاشوراء.. كل تلك الصور جعلت السيدة المؤتزرة تنصهر بحنين كرب وبلاء.. دارت بها الأرض.. دوار يتبعه وصول..

لم يكن أمام فتياتها إلا البحث عن أقرب حسينية على جانب الطريق لعلها تستريح من تقاطع الأنفاس ويرعوي خفقان قلبها عن الهروب..

تمددت وسط مخيم باسم الامام الرضا عليه السلام.. مرت اللحظة ثقيلة بثقل لامت حرب وحادة مثلمة كسيف كسر شبى حده.. ركضت إليها النسوة.. بكف سقيى وكف الحنان..

ارتجفت الشفاه ومعها بقية الأعضاء.. غارت العينان.. حتى الدماء تتثاقل بسيرها في الأوعية المثخنة بتجلطات الهموم..

تلاغطت الأصوات واحتارت الأفكار.. ما الذي يحصل الآن.. مدت السيدة يديها.. واسبلت قدميها.. لكن لسانها بقي يصدح (يا حسين.. بأمك الزهراء تقبلني).. وصل طبيب المخيم الحسيني.. أجرى بعض الفحوصات.. لم يتوصل إلى شيء.. أخذ الجسم الهزيل يرتجف بقوة.. كورقة خريفية تقلبها الرياح.

لم تعد تستشعر باقدامها.. ها هي الروح تسحب من الأحداث.. تزحف ببطئ نحو الجزء الأعلى من الجسد..

_ هل ستنال مناها؟. هل تم اللقاء؟. هل ستطبع الروح آخر بصماتها على درب سرمدي؟.

لم يغادر السرور بصيرتها.. رغم ضجيج الهواء الذي يخترق المخيم كانت مطمئنة وهي تلوذ بسيدها فتحصد ثورة البركان بترديد (اشهد ان لا الله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله)، لتقطف مزيدا من الأماني مع (وأشهد أن علي ولي الله)، كيف لا وهي جائتك تسعى من فجاج الظلمات لتنسج من نورك رداء ضيائها فتسافر نحو السماء بألق الشفاعة، ولتغمر الأرواح بنظرتك الحانية..

نعم كما تعودناك بحر للندى تأبى إلا ان تكون عنوانا للحياة.. ومع اول زخات مطر.. وفي أول لحظات السحر طبعت خطواتها على رأس الطريق.. بعد أن قامت واستوت واقفة كنخلة تحتضن فسائلها الأربعة وهي تقول: (سأنتظر من جديد أربعين آخر للقاء أتم واكمل).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    آخر القراءات

    لنولد من جديد

    النشر : الثلاثاء 27 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماهي تقنية النانو المستخدمة في الطب؟

    النشر : الخميس 23 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    اليد الواحدة تصفق أيضا!

    النشر : الأحد 16 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    رسالة طالبة أتعبها السادس

    النشر : الأحد 04 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    أوَ كان عليٌ يصلي!

    النشر : الخميس 13 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    قصة لون: لماذا لون سيارة الاجر أصفر؟

    النشر : الخميس 13 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 890 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 425 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 393 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 375 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 364 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1282 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 890 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 696 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 678 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 655 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 612 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟
    • منذ 17 ساعة
    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟
    • منذ 17 ساعة
    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!
    • منذ 17 ساعة
    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة