• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عطر العيد

فرح تركي / الأثنين 25 حزيران 2018 / منوعات / 3574
شارك الموضوع :

نهار رمضاني حار قضته أم شهباء وهي تعد أطيب الأكلات العراقية، طبعا ولم تنس شوربة العدس التي يفضلها جميع الصائمين، تبتسم لأن شهباء وزوجها مهن

نهار رمضاني حار قضته أم شهباء وهي تعد أطيب الأكلات العراقية، طبعا ولم تنس شوربة العدس التي يفضلها جميع الصائمين، تبتسم لأن شهباء وزوجها مهند وطفليها محمد وغادة على الفطور.

الآن كل شيء جاهز وبقت ساعتين على الفطور، أطفأت النار الموقدة تحت القدور وخرجت من المطبخ، وهي تغادر المطبخ لفح وجهها الهواء البارد المتجه من غرفتها ومن الصالة حيث ينبعث من المبردة، في ذهنها تقول: تستحق ابنتي وأكثر هذا التعب، أخذت نفساً طويلا ثم أخذت ملابس نظيفة وراحت تستحم، حتى الماء ساخن فالخزان والأنابيب تحت الشمس الحارة ودرجة الحرارة تجاوزت الخمسين، لم يفدها الحمام بأن تزيل الحرارة وتنسى العطش بل أسوء لقد أجهدت وكأن قواها خارت، لذا بقيت جالسة دون أن تفعل شيء لتستريح فقط وثم أرخت يداها واستلقت دون وعي ومقاومة للنعاس لتنم..

كانت تحلم بحلم غريب، غريب لأنها لم تفهم معناه رأت شهباء تبتسم وهي تمد يدها إليها وهي تبتعد إلى إن اختفت، فزعت لتفتح عيناها ولتجد شهباء وابنتها غادة جالستان بقربها بهدوء..

أهلا يا ابنتي لما لم توقظيني، انحنت لتقبل أمها بحرارة وأفسحت مجال لتأت ابنتها غادة وتقبل جدتها..

_تركتك لتستريحي قليلاً أنت صائمة وأكيد متعبة من وقفتك لتطبخي.

_أنا معتادة يا أمي فأنا اطبخ كل يوم.

وعادت لتحتضن شهباء وتشمها.

_ما بك أمي كنت قبل فترة عندك كأنك لم ترينا منذ سنة..

_مشتاقة لكم كثيراً ولا يكفي الاتصال المرئي لا تكفي الرسائل ولا حتى الصور فكلهن لا ينقلن عطرك.

 _عطر.. أمي أي عطر أنا استخدم عطر من النوع الرخيص وليس برائحة عطرة وجميلة.. لكن لا تخشي علي سوف ابتاع عطراً غالياً اليوم إن شاء الله وسوف تشميه وتميزيني به.

_ابنتي لا اقصد العطر الذي تضعينه بل اقصد عطر روحك وأنفاسك الزكية وكذلك هو ذاته عطر ريم، بالتأكيد ورثناه منك فأنت جميلة وحنونة.

_آه كفي عن مدحي واخبريني أين ستذهبين اليوم.

_إلى السوق في بغداد بعد المسلسل التي يتابعها مهند وسوف تأتين معنا.

_لا يا أمي يكون الوقت متأخرا، أنا أنام بعدها لأصحو عند وقت السحور.

_هناك نتسحر، لا تنامي فتبقى المطاعم مفتوحة وكذلك المجمعات التي فيها كل شيء.

_إلى أين عزمتم الذهاب.

_إلى الكرادة ردت غادة بفرح.

فضحكت أم شهباء من رد فعل حفيدتها، لتسأل شهباء وهي تهم بالنهوض وترفع الغطاء الخفيف الذي أسدلته على جسمها (الشرشف).

_ومن أين لكم المال لتذهبوا هناك، إنه مكان راق وعادة بضائعه غالية.

 _لقد أعطانا والد مهند المال كهدية وانأ ادخرت بعضا دعينا نذهب يا أمي أريد أن نفرح ولو يوم، فأنا كرهت الرتابة والحرمان في كل شيء.

توجهن إلى المطبخ فقد حان وقت تسخين الفطور ومن الصالة يرتفع صوت التلفاز ويُسمع قراءة القرآن منها.

_لماذا تسمين هذا حرماناً فأنت دوما تتبضعين من سوق منطقتنا لكن قولي انك طموحة.

_أجل يا أمي وأحب التغيير.

_هذا تعلل للتغير لا لإشباع حرمان لديك، احمدي ربك على نعمه عليكِ.

_الحمد لله على كل شيء ولكن أحب الذهاب هناك، كانت آخر مرة ذهبت فيها قبل سنة ونصف، لا يضر لو كان المرء يعيش في أطراف المدينة ليغزو سحرها وخاصة بغداد.

_ابنتي بغداد لم تعد كالسابق، ازدحامات خانقة ولا تعرفين بأي وقت يحدث انفجار، أنا أخاف عليك فقط.

_اعرف هذا لا تخافي لن يحدث شيء في هذا الليل.

_أتمنى لكم السلامة.

_أمي أتعرفين أن رائحة طعامك زكية جدا.

لنسكب معا فقد بقي وقت قليل جدا للفطور.

هناك سحر في وقت رمضان رغم الحر وصعوبة الصيام إلا أنه يرسل باقات صبر للصائمين وفرحة عند الفطور، رغم طول النهار وصعوبة الصيام إلا أن الدقائق التي تسبق الفطور تمر بسرعة وأسرع منها الفطور، وكانت أوقات مسرة إلى قلب أم شهباء وشهباء وعائلتها وكذلك أبوها وإخوانها.

وبعد الفطور جلست تتحدث مع أمها، كانت تصف لأمها أنها وصلت إلى تصالح نفسي كبير وتخطت مشاكلها مع كثيرين وكيف أن رمضان فاتحة خير عليهم.

_صلاة الليل أليس كذلك، قالت أمها وهي تنظر لها بفرح.

ووجه شهباء يشع نوراً..

 _الآن فهمت لما شددت علي أن التزم بها وفعلا إن فيها بركة.

قاربت الحادية عشر وقبل أن ينتهي المسلسل الذي يتابعه مهند غمز لشهباء، لم تره، انتظر أن تنظر إليه وغمز لها مرة ثانية، فهمت أنه قرر أن يفي بوعده لها، دخلت إلى غرفة أمها غيرت ملابسها، هذه المرة عليها أن ترتدي ملابس تختلف أخذتهن من أخت مهند فهي أنيقة جدا، هي طالبة جامعية، وكل فترة تقتني الجديد، حملت حقيبتها وأمسكت بيد غادة ونادت محمد، وكان مهند واقف يتحدث مع أخويها ووالدها.

_هل انتم جاهزون، سألها حين وقفت أمامهم.

_اجل.

_نستأذن يا عم ألا تأتون معنا.

_لا يا ولدي انتم عودوا إلينا بعد أن تنتهوا من جولتكم.

رحب مهند بالفكرة وودعهم بابتسامة وانطلق بسيارته العتيقة.

نصف ساعة بالسيارة ودخلوا إلى بغداد ونظرت شهباء إلى عبارة بغداد ترحب بكم وهي فرحة مستبشرة وهي لا تعلم ما الذي ستلاقيه هناك، إنسانة بسيطة بأماني ابسط.

بعد ساعتين.. عاد أخوها سالم إلى البيت طرق الباب وفتحت له أمه.

_مرحباً أمي ودخل..

 وأردفت: لست نائمة ما بك.

_صعب علي النوم.

_ستتعبين جدا إن بقيتِ للفجر سهرانة.

_حاولت يا ولدي لم استطع، بالي مشغول جداً.

_بم.

_لا اعرف قلقه من شيء أنا نفسي لا اعرفه.

سكتت ونهضت من مكانها.

_أين يا أمي.

_سأحضر شيء نأكله، قالت وهي تتجه للمطبخ.

_حسنا، رد سالم.

سالم لم يكن متصلا بالانترنيت ولحظة وصوله للبيت وأثناء ماكانت أمه تحضر شيئاً يأكلونه نادى:

_أمي..

ناداها لتأت بسرعة.

_ما بك تصرخ بهذا الليل.

_أين شهباء ومهند هل عادا لبيت أهل مهند أم لا.

_المفروض أن يكونوا هنا الآن.. لماذا تسأل ماذا هناك؟

_إلى أين ذهبا..

_إلى الكرادة يا سالم أسئلتك غريبة!

_ها كرادة وهو ينظر إلى هاتفه بقلق، وأي جهة منها.

_لا اعرف قالت شهباء كرادة وفقط.

_سأتصل بأهل مهند لأتأكد.

_سالم ولدي لخاطري اخبرني ماذا هناك.

_دقيقه لأتأكد لا أريد إفزاعك.

_اتصل سالم بأخ مهند وسأله إن كانوا قد عادوا للبيت.

الجواب كان لا.

_لا لا.. وراح سالم يبكي ويصرخ ويقول" لا".

 وبلحظة اسوّد وجهه وبلا وعي أخذ يرددها وكأنها ستعيد ما فات بلا وعي..

(انفجار في الكرادة) وشهباء لم تعد..

 _يا الله،  ابنتي.. قم لنذهب ونادي والدك.

 وراحت تبحث عن عباءتها وهي تصرخ يا أبنتي يا أحفادي..

لحظات وخرجت السيارة من المزرعة الهادئة وهي تقطع  الطريق بسرعة دون تردد وكان سائقها سالم يتمنى كونها طائرة لا سيارة.

 أهل شهباء لم يشاهدوا الخبر بشكل جيد كل ظنهم انه يشبه أي انفجار، بالتأكيد هناك  من يتفننون بأساليب الموت وخاصة في بلدنا العراق.

كل ما تمنته أم شهباء السلامة، في نفسها تتمنى لو أن شهباء مصابة ولم تمت، وكذلك مهند والأطفال هناك ناجون في كل مرة يحدث فيها انفجار، لم يخطر ببالها أنها مجزرة وأنه حريق بمادة لم تعرفها ولم تسمع بها، تلفح بلهيبها الكثير وتعدت لبنايات كثر.

وقفت سيارتهم وسط ذهول، نزلوا منها، حريق كبير وناس بلا حيلة متجمهرة حوله وسيارات إطفاء عاجزة وصلت متأخرة، وحتى لو جاءت بعد ثانية، الحريق انتشر وتم بسرعة، انه أسرع من البنزين.

حرقت نفوس حية كل همها أن تشتري ثوباً جديداً أو عطرا أو حلية أو حتى لم يشتروا شيء فقط كان بمكان لا يتوقع أن تكون هكذا نهايته دون أسباب، فهو أي ذنب لم يرتكب.

أمنيات وتصرفات لأشخاص عاديين كل همهم أن تكون حياتهم عادية، أمنيات لا داعي أن يموت المرء بسببها.

أي عطر اشترت شهباء ومهما كان فهي لم تضع منه بل زاد من وهج النار التي حرقت قلب أمها التي رأت الكرادة تحترق وتحرق من كان في تلك المجمعات الخاصة بالتسوق.

المنظر يشبه سقوط  نيزك على الأرض، وهكذا كوارث أقوى من مجرد أياد لتفعلها ذات ليلة رمضانية..

قصة
الموت
الظلم
الارهاب
الكرادة
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    خادمة اهل البيت
    العراق2018-06-25
    نص مؤلم و كلمات محزنه يا ترى ما ذنب الذي اقترفه المواطن العراقي ليموت و يذبح و يُحرق أحلامه واحد تلو الآخر ؟

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    البشر سيتواصلون بـ \"الصمت\" مستقبلا!

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهي مخاطر النوم في الضوء؟

    النشر : الأحد 20 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    رحلة في ربيع الحب

    النشر : السبت 10 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    مسلكان وصفتان لأهل التقوى

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    ثقافة الحوار بين الزوجين.. عصب أساسي في الحياة الزوجية

    النشر : الخميس 03 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الشر والخير.. صراع الحسناء والوحش

    النشر : الخميس 30 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3723 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 448 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3723 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 19 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 19 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 19 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة