يُعرف الشكر بأنه اعتراف العبد بنعم الله تعالى وعظمة خلقه وفضله على عباده ومخلوقاته ونعمته عليهم، وعرفان النعم من المنعم وحمده عليها واستعمالها في مرضاته وذلك من خلال الكمال والصفات الطيبة والنبل وموجبات ازدياد النعم.
والشكر واجب على العبد للمنعم عليه المخلوق، فكيف بالمنعم الخالق الذي لا تعد ولا تحصى نعماؤه والشكر لايجدي المولى وذلك لاستغنائه المطلق عن الخلق إنما يعود بالنفع لهم أيضاً وذلك لتقديرهم النعم الإلهية واستعمالها في طاعته ومرضاته وبهذا سعادتهم وازدهار حياتهم لذلك حث الدين الإسلامي على شكر الله تعالى والتخلق والتحلي به.
قال تعالى: "واشكروا الله ولا تكفرون"، "كلوا من رزق ربكم واشكروا له"، قال الصادق عليه السلام: (شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عز وجل عليها). قال الصادق عليه السلام: (من أعطي الشكر أعطي الزيادة).
أقسام الشكر
ينقسم الشكر إلى ثلاثة أقسام:
١-شكر القلب: هو تصور النعمة وأنها من الله تعالى.
٢- شكر اللسان: حمد المنعم والثناء عليه.
٣-شكر الجوارح: إعمالها في طاعة الله والتحرج عن معاصيه كاستعمال العين في النظر إلى خلق الله والتفكر به وغضها عن المحارم واستعمال اللسان في حسن المقال.
وذلك متى امتلأت نفس الإنسان وعياً وادراكاً بعظم نعم الله تعالى وجزيل نعمه عليه فاضت على اللسان بالحمد والشكر للمنعم الوهاب ومتى تجاوبت النفس واللسان في مشاعر الغبطة والشكر سرى إيحاؤها إلى الجوارح فغدت تعرب عن شكرها للمولى بانقيادها واستجابتها لطاعته.
كيف نتحلى بالشكر؟
هنا بعض النصائح لاكتساب فضيلة الشكر والتحلي به:
١-التفكر فيما أغدقه الله على عباده من صنوف النعم وألوان الرعاية واللطف.
٢- ترك التطلع إلى المترفين والمنعمين في وسائل العيش وزخارف الحياة والنظر إلى البؤساء والمعوزين ومن هو دون الناظر في مستوى الحياة والعيش.
٣- تذكر الانسان الأمراض والأزمات التي نجاها الله تعالى منها بلطفه فأبدله بالسقم صحة وبالشدة رخاءً وأمناً.
٤- التأمل في محاسن الشكر وجميل آثاره في جلب ود المنعم وازدياد نعمه وفي مساوئ كفران النعم واقتضائه مقت المنعم وزوال نعمه.
من المؤكد أنه قد سبق وقدمت لأحدهم معروفاً فنكر ذلك؟ نسِيكَ مباشرة! لم ينعكس ذلك المعروف على صفحات وجهه، بقي كما كان تجربة مؤلمة ولا شك لأن الحياة ممتلئة بهؤلاء الناس الذين ينكرون المعروف ولا يتقنون حتى عبارة أحسن الله إليك، وهذا لعدة أسباب نفسية منها العُجُب والتكبر فتعتبر الابتسامة لديهم كأنها معجزة.
دعكَ منهم لأنك قوي وحياتك قصيرة أقصر من أن تضيعها معهم وبلومهم أو التفكر في مملكة النُكران التي قرروا العيش فيها، إنصرف إِلى (الشكور) سبحانه جل وعلا لتحيي أزهار قلبك لتحيي ما بداخلك من ركام.
عش مع الشكور تأمل صنعه وعظمته وعطايا هذا الاسم وفضائله، امسح تجعدات الحياة المتعبة بمعاني هذا الإسم الجليل..
فجميعنا نتساءل وتفنى أعمارنا كيف الله يشكرنا، فكما أن الله تعالى لا تدركه الأبصار كذلك أسماؤه وصفاته أيضاً لاتدرك معانيها جميع العقول لهذا علينا أن نبحر في هذا الإسم الكريم فمن عطاياه سبحانه:
يغفر الذنوب ويستر العيوب.. يوفي الحسنات ويعظم الأجور.. يستجيب دعواتك ويشعرك بقربه..
يشفيك من أسقام مات غيرك بمثلها.. يرفع عنك بلايا لا تدرك أنت ذاتك كيف ومتى حصلت..
يهديك إلى الحق وقد ضل عنه الكثير.. يثبتك على الهداية وقد زاغت عنها أفئدتهم..
فهو الذي قال: "فإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إِذا دعانِ فليستجبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" البقرة 186.
اضافةتعليق
التعليقات