في داخل كل منا يقبع شيطان، يسكن هناك حيث الوتين كنقطة سوداء صغيرة ثم اننا نكون قد خُيرنا مابين ان نترك لها العنان فتنمو بسرعة لدرجة اننا لانستطيع التمييز اين الانسان واين الشيطان .. فندخل في متاهة الاختيار وتقع اصابع الوهم على العشق الذي جعل منا سرابا في متاهات الحياة المؤطرة بالاحلام.
فنجزم انه لايوجد عشق كعشقنا المؤلم لدولتنا الموقرة فهي تجعل من ساكنيها كدمى مشرحة تصرخ هذا جحر ام قبر، وينطق العامدين على الامن (سلام على النزاهة) ونحن نواري فقيدتنا الثرى وبعد نفاذ المأتم المحكم المرتب على اصول ملكية بانت مطامع الشعب الذي لايشبع فبات يصرخ اين النزاهة بعدما قتلها وسار في جنازتها، يا له من شعب فقد الحياء بل انه تطاول واتهم الرؤساء الابرياء..
وهم ياحزني عليهم جالسين في منازلهم لايراودهم النوم لكثرة سهرهم على هذا الشعب الظالم، حتى شركائهم مثاليين ..فهم لايتكلمون ولايحدقون بإشمئزاز لوجوههم الكالحة المكفهرة، فمنذ بداية الوجود على المنصات هناك فقط حلم صغير يراودهم وهو الخلود..
اما نحن فلا نكف عن طمعنا ومطالبنا التي لاتنتهي، نحن نطالب بمعجزات وهي كالاتي ..
عمل لمن يتخرج من الجامعة بشتى الشهادات، الم اخبركم اننا لانستحي، اي بلد هذا الذي يدلل طلابه كبلدنا العزيز، فنحن منذ الابتدائية مدللين، مدارسنا في فصل الشتاء تكون لوحة ربيعية جميلة في اوسطها بحيرة صالحة للشرب وللسباحة، اي بلد يقدم الترفيه والدراسة، ثم ان مناهجنا اثقل مايكون وكل هذا الدلال ونحن لانكف عن ازعاج دولتنا الموقرة التي باتت لاتفهم مايدور بعقولنا الباردة كجو تشرين والان بتنا نطالب بتعيين، اوه انا احزن على العامدين على النزاهة والامانة حتى انهم ظهروا على شاشات التلفاز وصرخوا نحن سارقون ومن لايسرق لايحق له البقاء ضمن تيار حماية البلاد فماذا نريد اكثر من اناس تتقاتل في مابينها لتبقى كالام تسهر على راحتنا واين نجد اشخاص يضعون المفرقعات بالطرق لاسعاد اطفالنا! .
وبلاحياء نطالب بتوفير الخدمات متناسين انهم وفروا لنا الراحة بل تعدوا هذه المرحلة وباتوا يقدمون المسرحيات علنا فمنها مسرحية الجور الكاذبة والمناصب الظالمة ثم انهم تأرجحوا على حبال الوتين وقدموا مسرحية الشهداء فتنوع ابطالها مابين اطفال ونساء ورجال..
بعد كل هذا الدلال نطالب بشيء، فعلا اننا قطعة ثلج في مقلاة نتأرجح على حبال الالم ونذوب بمحض ارادتهم فتنجبنا مياه ساخنة لانصلح مرهم لجرح ولاشرابا لدواء ولاتبدر منا اي ردة فعل ولااعتراض على ما يحصل بل اننا ننتظر على امل ان المقلاة تتنازل عن كونها مقلاة وتكف عن التلذذ بطهينا على نار هادئة متناسين قوله تعالى في محكم كتابه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
نعيش في عالم ساخر.. الناس تقتل بعضها فضاع المشتري والذي باعه، الساعات تتلذذ بموتنا والبلدان تسخر من شعبنا فإعتدنا على السكوت، الخوف وحتى الموت، فباعوا الدين بأسم الدين وقتلوا الشعب وتوضؤوا بدمه..
فيا خيبة وطن رسم بكم الامال فأصبح الواحد منكم قاتلا بدل المعين وظالما بدل السلام.
لكن وان طال الامد وابطأ نصر الله لن يثبت الا من عصم الله، فالظلم مفردة غائرة في الوجدان العراقي نتيجة اشتباك التاريخ بتفاصيله العديدة مما جعل السلطة تشكل اساس الظلم والاستبداد فبالماضي كان الظالم شخص واحد واما الان لاعدد لهم، يتعاطون الدكتاتورية مع جميع المجتمع العراقي دون تمييز فالطبقة السياسية جاءت من رحم الظلم والمعاناة، ولكن اداوت وبريق المناصب جعلتهم بعيدين كل البعد عن الناس ومايصيبهم بل كل مايرونه ان المواطن رصيد للانتخابات فحسب، ففشل حلم العهد الجديد الخالي من الظلم وضاعت طيوره البيضاء بين هجرة وشهداء وتكسرت سهام الامل على صلابة استبدادهم المستمر لكن وان غفلت العيون فعين الله مبصرة ..
قال تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة غافر، الآيات (17-20(.
اضافةتعليق
التعليقات