• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فَقدُ الأَحِبة غُربة.. ولكن!

فاطمة الركابي / الأربعاء 18 كانون الأول 2019 / ثقافة / 2346
شارك الموضوع :

لو سئل أي إنسان عاقل هل ترغب بالعودة إلى عالم الأرحام؟ بلا شك سيجيبك بكلا! لأن الانسان لما أتى للدنيا باكياً -وهذا أمر طبيعي- لكونه عالم جديد،

لو سئل أي إنسان عاقل هل ترغب بالعودة إلى عالم الأرحام؟ بلا شك سيجيبك بكلا! لأن الانسان لما أتى للدنيا باكياً -وهذا أمر طبيعي- لكونه عالم جديد، ولشعوره بالغربة والوحشة منه، إلا إنه ما أن تحتضنه أمه ويسمع دقات قلبها، تلك الدقات التي كان يأنس ويطمئن بسماعها وهو في بطنها-كما أثبت ذلك علمياً- تراه سرعان ما يَسكن ويهدأ، ثم يتعايش مع العالم الجديد فيغدو عالمه الأجمل.

هكذا الإنسان الذي يعي أن الدنيا معبر، وأن العيش في هذا العالم الدنيوي ليس آخر العوالم فهو يترقب لذلك اليوم الذي سيأتي ليرحل منه، يخرج من رحم الدنيا إلى عالم جديد؛ نعم هو عالم مبهم ويخاف الاقدام له في بادئ الأمر لأنه مجهول، لكن المستعد لذلك العالم لن يطول خوفه ووحشته بل سرعان ما سيألفه ويرتاح فيه، فهو سيرجع لتحتضنه رحمة الرؤوف الرحيم الذي رحمة الأم قطرة في بحر رعايته ومظهر من مظاهر رحمته عز وجل، ولكونه عالم أوسع من عالم الدنيا، والحياة فيه حياة خلود-كما نعلم-فكما لم يبدي رغبته بالعودة لعالم الإرحام وظلماته الثلاث وهو في الدنيا، سوف لن يرغب للعودة لها وهي سجن المؤمن بعد انتقاله للأخرى.

وهذه ما يوجب على كل مؤمن بالغيب أن لا يبتأس برحيل الراحلين او حتى بترقب رحيله هو، ونحن نعيش في وطن شبح الموت يطارد كل فرد منا، بشكل واضح للعيان- مع إنه كذلك على كل حال- حيث بتنا لا يمر يوم إلا ونفقد زهور بعمر الورد تتساقط ظلماً وعدوان، ولكن علينا أن لا ننسى أن الموت سنة ألهية وهي جارية، سواء بأسبابها الطبيعية أم بفعل فاعل.

فلو تأملنا لرأينا أن الذي يغادروننا ويقتلون ويرحلون هم في مكان فيه مئات الأشخاص، تُرى لم هم دون غيرهم من يرحل؟ الجواب جداً بسيط لأن لكل انسان يوم ينتهي فيه إختباره في هذه الحياة الدنيا، لينتقل للحياة الأخرى الأبدية، لكل منا رسالته، منا من يبقى في الدنيا طويلاً ليتمها، ومنا من رحيله هو رسالته التي تبقى بعده ليقرأها الذين لازالوا في عالم الدنيا، فهذه الحقيقة لابد من إستحضارها في وجداننا لكي لا نرى ما نراه من إظهار السخط وكره فكرة الموت على أثر ذلك.

فإن الشعور بالجزع لفقد الأحبة- قلنا الجزع وليس البكاء والتألم فهو شعور إنساني طبيعي- وخاصة أولئك الذين يرحلون عنا ظلماً وعدواناً، الذين يستشهدون من أجل إحقاق الحق، لهو شعور[الجزع] مذموم! وإظهار الإعتراض يكشف عن نقص في إيمان نفس ذلك الجازع لأنه يعترض بذلك على سنة من السنن الإلهية القائمة في هذه الحياة ألا وهي أن الدنيا دار صراع مستمر بين الحق والباطل، ولابد من وجود تضحيات وبذل الأنفس ليبقى الحق، وتبقى مبادئه.

وهذا مبدأ يرسم ملامحه إمامنا السجاد (عليه السلام) لما قال لطاغية زمانها: "أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"(١)، فأن إمامنا يعلمنا أن أتباع الحق يعلمون أن القتل وبذل النفس هو أمر إعتيادي ومسلم به وليس دخيلاً على الذوات الناصرة للحق، لذا هم لا يتركون الحق لأنه طريق ذات شوكة، ولا يجزعون بالفقد لأنهم أصحاب كرامة.

لذا تبقى رسالة الموت وكل من نراهم يرحلون عنا أن أستعدوا فالسفر قريب، مهما ظننتم إنه بعيد أو لغيركم، وإن إتباع الحق ثمنه أن تكون من أهل الإستعداد للتضحية والبذل سواء بنفسك أو أي نفس تعز عليك..

الانسان
الحياة
الموت
الحق والباطل
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    سلسلة الزواج الذهبي.. كما تدين تدان

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ثقافة الاحتواء من نبل القيادة الحكيمة

    النشر : السبت 17 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    جدائل من ذهب..

    النشر : الأثنين 30 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الجوع العاطفي: أحد أنواع التنفيس النفسي

    النشر : السبت 18 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    المنظومة التكامليّة في التحوّل من القوّة إلى الفعل

    النشر : الأربعاء 04 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    السيد محمد رضا الشيرازي.. ذاكرة خالدة

    النشر : الخميس 22 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 447 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 441 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 430 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 406 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 400 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1593 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة