طرق التهور كالرمال الناعمة تغريك بوهم العبور لتغرقكَ حتى لا يتبقى منك إلا خطوات وقفت حيث مكان اختفاءك..
تنظر بعين متعبة الى صورتي ولديها، تنساب دمعة تسير في طريقِ من سبقتها، تنظر الى تلك العبارة التي تحت صورة احدهم (انا لله وانا اليه راجعون) رددتها بحسرة وهي توجه نظرها الى صورة الاخر حيث العلامة السوداء في زاويتها، تتوجه عينيها بعتب الى زوجها وهناك عند عيناه تقف كثيرا في صمت يقطعه صوته بترديده المعتاد: سأنتقم منهم فر.. لتقطعه صارخة كفى.. كفى حفظتها فردا فردا لتلحق دمعتي بأخرى وحسرتي بغيرها ألم تكف، سحبته من ياقته وبدأت تضرب بقبضتيها على صدره قائلة بنشيج: كفاكِ ماذا تريدني ان اخسر بعد، ام تريدني أن اتبعهما، أبعد يديها عنه متجها حيث جاءتْ ابنتها مسرعة قائلة بخوف: هناك رجال قادمون ويصرخون أبي لاتخرج اليهم ارجوك، يلتفتون الى من نزل مسرعا يحمل بندقيته.
صرخت الام قاطعة طريقه: بالله عليك فراس لاتخرج لاتفجعني فيك انت الاخر ابني ارجوك فيتركها مغادرا يتبعه ابوه، تجلس على الارض توجه صوتها لابنتها، أرجوكِ اتصلي بعمك عسى ان تحل بدون دماء، تضع كفها على رأسها وهي تتذكر ذلك اليوم المشؤوم.
تقفُ مع إبنتها في المطبخ لتحضر الغداء وبين فيئة واخرى تذهب لتضع الأواني حيث يجلس ولديها وزوجها الغاضب كعادته يتكلم حديثه المعهود عن تلك العائلة، جلستْ تتبعها فتاتها، فقالت: يا ابا محمد لو تترك عدائك لهذه العائلة لاستطعنا ان نهنئ بطعام بدون لحومهم..
مط شفتيه بسخرية ثم اردف هذا العداء متأصل فينا يا فاطمة نتوارثه، حتى وان ناسبونا بخداعهم، تضجرت ثم قالت: لنسمِّ بالله ونترك هذا الحديث، في أثناء ذلك إرتفع صوت الرصاص، فقال ابنهم الاصغر ها هم من تدافعين عنهم بدأوا بالرمي، لترميه بقوة بكلامها: اما لاشأن لي بهم لأدافع عنهم انا احذركم من اغتيابهم فضلا عن ذلك هم اليوم لديهم احتفال بقدوم ولدهم من الخارج مع شهادته، اما مازن فقد سأل بفرح: هل فعلا عاد ثائر فقد كان صديق محمد، التفتت زينب لأمها: امي لم يتصل محمد اليوم وغدا الجمعة، قام فراس من مكانه ليقول يريد يفاجئكم البغيض بعودته، ليعلوا صوت طرق الباب وصراخ معه، ابا محمد... ابا محمد، ركض الاب يتبعه ولداه ليعلموا ان محمد قد اصابته رصاصة وقتلته في مكانه.
أتت زينب لتساعد امها واجلستها على الكنبة قائلة باطمئنان: عمي قريب وهو آت لاتخافي يا اماه، وضعتْ كفيها على وجهها ثم أتبعت، قلت لهم ان يوكلوا الامر للمحكمة حتى لاتراق الدماء قلت له في القصاص حقن للدماء، كنت اكررها على اسماعه لكن لم يقتنع ثم علا صوتها بكلمة عنيد... عنيد وقتل ولديه عناده، التفتت الى ابنتها هل كان من اللازم ان يقتل منهم رجلين بالخفية ما الذي جنيته انا فقد اعادوها له بقتلهم ابنه الثاني ياويلي على شباب ولدي: علا الصراخ خارجا فقطع عويلها صوت رصاصتين فخرجت حافية لترى رجلا منهم على الارض والاخر واقف.. الاخر... التفتْ اليها لترى في عينه نظرات العفو فات الاوان وفي جبهته رصاصة في نظرته تلك سقط على وجهه علا صوت ابنتها راكضة نحوه، أببببي.... ليس انت
لحظة صمتْ اوقفت فيها الزمن لعقود عقود ضحكات اولادها مع اباهم في نفس هذه الباحة التي أملئتْ بدماء البغض والعداوة الدماء التي لم تطبق حكم الله فراحت تعثو في الارواح زهقا ظنا بأنها تقيم العدالة.
جلست على ركبتيها ورفعتْ نظرها هناك حيث صغيرها الذي يحتضنه عمه كي لا يخرج لهم ويبدأ نزاعا جديدا يقابله المنظر نفسه في الطرف المقابل لرجل يحاول تهدئة احدهم، اخذتها خطواتها إلى ابنها المزمجر بصوته فرفعت يدها نحوه ليرن بين اسماع الجميع صوت الكف الذي اوقف صراخه، هتفت إن لم استطع السيطرة على ابيك يوما فأنت اقودك من اذنينك الى داري انظر له هل شُفِى غليله ها هو جثة هامدة ماذا جناه الجميع اجبني؟ اتجهت اليهم قائلة خذوا رجالكم واذهبوا الدماء الآن بجنب الدماء سفكت في بيت واحد وثلاث جثث قابلتها ثلاث انتهى كل شيء لتضرب الباب وتدخل متجهة الى المطبخ ثم التفتت اليهم وقالت بقوة: نظفوا الدماء وسلموا لهم جثتهم فقد اطفئ الجميع شمعته بيده واما انت فلا اسمع لك صوت والا ارفضك ياابن حليبي والحقك بهم.
اضافةتعليق
التعليقات