عندما نكون بشخصية مزاجية يكون أكبر انجاز أن نجد شخص يفتخر أو يساند مزاجيتنا والأكثر ذاك الذي يعتبر أن كون الشخص المزاجي موهوبا أو عبقريا فهذا بحد ذاته نصر وإن استمر بدعمنا فبالتأكيد عشقنا له سيكون بلا حدود..
المزاجية والطقوس هي مفردات يستعملها فئة معينة ممكن ان نطلق عليهم اسم المبدعين، أو صناع الافكار بالطبع ستتوقعون أن أمدحهم، الجواب ولو كان مخيبا لكم ولكنه "لا" حتى لو كنت أنا منهم، لأن كون الأنسان عفويا وطبيعيا هذا تحدي أنه بأي لحظة من الممكن ان يقدم انجاز، معنى هذا ان العبقرية هنا البساطة بعيدا عن رفاهية الطقوس والمزاج وتوفر امكانات وظروف معينة..
كيف يعني طقوس؟
الان أوضح قصدي... مثلا الرسام أو الشاعر أو حتى الكاتب وطبعاً كثيرين ممكن يستشعرون المعنى ويجدون أنه ينطبق عليهم بل من الممكن بلحظة يتسرب لهم شك أن كاتب هذه المقالة كان يراقبهم، نظرة إلى السقف والجدران فقط لتتأكد أنها تخلو من وسيلة للمراقب.
لابد من الأجواء أو الطقوس وأولها العزلة والزمان، غالباً واجزاماً من كثيرين أن يكون ليلاً وبوقت متأخر، على دقة التحديد ضوء خافت، وكذلك بحضور متميز لنجم الجلسات ألا وهو فنجان القهوة..
وردة عطرة فواحة وربما بحضور الشموع اذا كانت هناك نية لتصوير تلك اللحظة التاريخية التي تبذل أما انجاز أو لقراءة كتاب احتل شعف في نفس الشخص وقد يكون الأنجاز رسما أو نحتا أو ممكن يكون الفن الذي أغدق عليه كثير من الأضواء بهذه السنوات وهو الرسم على السيراميك او عمل تحف وكذلك ميداليات او هدايا وcovers للهواتف المحمولة التي أصبحت رائجة لكثر الحاجة إليها او ربما الولع بإقتناءها بكثرة حسب الطبيعة والأمكانيات المتفاوتة من شخص لاخر..
وتم العمل بطريقة محترفة وتوالت النجاحات وبالطبع بلمعة ضوء التصوير فإن الأبداع كما ذكرنا بجوانبه المتعددة فأغلبه قد روج له وتم نشر صور له في صفحات التواصل الأجتماعي الممولة او غيرها..
وماذا إن لم يتوفر كل هذا، لو كان صاحب الفكرة ومنجزها ارتجالي التصميم ويمكنه الخوض في العمل بأي وقت ووفق أي ظروف مرفهة او ضاغطة وبإمكانات متاحة أو منعدمة..
ماذا لو كنت أكتب مقالتي هذه في ظهيرة من شهر آب بدل اللجوء إلى طقس الليل، والهدوء، ماذا لو كنت في وسط دوامة صراخ من لهو لمجموعة أطفال وظلٍ عادي لا يتيح أخذ النفس مع جمرة قيض والعة الأجواء.
هل سأكون عبقريا حينها وأستحق الثناء؟
الجواب أعرفه وحتما ستعرفونه كما أنا، "لا"..
فقد أعتاد الناس الجري وراء اللمعة والأضواء المسلطة بعيدا عن الظل، دوما هناك ظلال خلف الكواليس تسي~ر الحياة ليظهر النجوم وبقائهم في الظل منوط بنا جميعا فكثير منا لا يدقق في التفاصيل وأهمها بأي جهد تم كل هذا.
لمن هم خلف الأضواء.. للأغلبية الصامتة.. لمن يعمل دون تكلف.. لمن يجتهد دون شكر أو ثناء او تقدير لجهده.. نحن مقصرون، قليلا مانهب وكثيرا ما أخذنا، لا يكفي أي شكر، لا يكفي أي تعويض..
اضافةتعليق
التعليقات