من لا يحتمل الحقيقة يفضل ان يعيش في ظل التغافل مفكرا في ذلك انه استطاع تعدي ما لا يستطيع مواجهته!، اصناف البشر مختلفة كل منا يمتلك وجهة خاصة واهداف وطموح لا يمتلكها الاخر وان هذا الأمر يولَد داخل الإنسان صراعات ذاتية شخصية تختلف كل الاختلاف ما بين الافراد.
يتميز بعض البشر باستخدام خاصية تقيّد العقل وافكاره وحتى ذكائه وتركيزه ونباهته كي لا يقعوا في حفرة الحقيقة لانهم من جهة لا يمتلكون الجرأة والشجاعة لمواجهة الخسارة والهزيمة ومن جهة اخرى يرفضون الامور التي تأتي دون رضاهم رفضا باتا ويعتبرونها لامنطقية رغم واقعيتها.
هؤلاء يعطون فرصة لاقامة مسرحية الخداع في منزل الحقيقة كي لا يقعوا في مأزق الجدال والصراع حيث هم بقناعتهم الشخصية يأذون انفسهم طوعا ويتلون على انفسم ايات تدمير الحياة الى مابعد، أي بمعنى عندما تشارف الحقائق على الظهور ولن يستطيعوا بعد ذلك انقاذ انفسهم من الخراب الذي وقع فوق رؤوسهم..
ومهما اطالت مدة الاخفاء والاستغفال من الواقع المحتوم عليهم فانها ستنقضي ويخرج ما اخافهم امام اعينهم جبرا.
فلو ان الفرد يتقبل انه تم خداعه_حتى لو كان على يد شخص غالي_ لكان الأمر شدّة وتزول ولن يتبقى منها غير ذكرى قد تؤلم صاحبها، لكن ان لم يتقبل الفرد ذلك ويقوم بمداراة الحقيقة ودفنها وفوق كل ذلك يخدع نفسه انه لم يحدث شيء وليس لديه علم بما حصل ويحاول اكمال حياته وكأنه حقيقة، انه لا يملك ادنى فكرة عن كل الذي جرى هو بذلك "يضحك على نفسه"...
وحتما بكامل ارادته سيضع نفسه في احدى خانات الحمقى تعمدا!.
لو فكرنا تفكيرا عقلانيا لادركنا ان العواطف والمشاعر تلعب الدور الاول في الحياة وحسب ما تكون عليه سنكون نحن، ضعفها يسبب الضعف والاستسلام لنا وحكمتها تضعنا على جادة الصواب.
لذلك يتوجب على الانسان ان يضفي لعاطفته الحكمة والتروي في المشكلات التي تعترض طريقه ويركن خوفه على جنب، علينا ان نضع نقطة مهمة في عقولنا ان من يقدم لنا الخداع على طبق من ذهب من غير الممكن ان يصبح نبيلا معنا ذات يوم لذا من الافضل ان لا نتوقع منه خيرا أو نبرر له فعله إلا في حالات خاصة واستثنائية جدا.
لان القوة العقلية والفكرية تنبع من عقول ميكانيكية قوية في كيفية التصرف مع الانماط والعادات التي تؤثر تأثيرا سلبيا او ايجابيا في ملحمة الحياة التي نعيشها..
فالهروب من مواجهة الواقع هو ليس حلا بل دمارا يخرج انيابه ما ان تسنح له الفرصة ليصبح الامر اكثر تعقيدا من ذي قبل، وان معالجة الامر السيء في بدايته افضل من السكوت والتغاضي عن المأزق الفضيع الذي سببه الخداع او الغدر أو ما شابه كي لا يقع فريسة سهلة للاصطياد والاستغلال.
طالما ان الله خلق الإنسان بقدرات شاملة وواسعة هذا يكفي للعيش بلا غش أو القيام بقلب السحر على الساحر لبرهان ان منزل الحقيقة داخل الروح البشرية لا ترضى ان تكون مسرحا لإقامة احدى مسرحيات الظلم بحق الذات..
ويمكن للبشر ملاحظة وتمعن ان كل من على وجه الارض سواسية عند الله وليس هنالك شيء يدعى بالمميز ولذلك كان العادل احد اسماء الله تعالى أي انه العادل مع جميع البشر والطير والنبات والحيوان.. إضافة الى انه عادل مع سننه واحكامه وتشريعات الاسلام.
حتى (جل جلاله) يعاقب المخطئ والكافر والملحد رغم انه اقرب من حبل الوريد للبشر وارحم من الأم على طفلها ومع ذلك لا يرحم او يغفر للبعض، الذين يستمرون في السير على النهج الخاطئ ولا يتعظون من رحمته المنزلة عليهم، فعلاما يظلم الانسان نفسه ويهين ذاته بالسكوت والذل ويعيش في خوف متصاعد في سبيل ان لا يحدث ما لا يريده وبنفس الوقت يقدم الفرص للطرف الاخر لخداعه حتى يوهم كل حواسه ان كل اموره على مايرام!.
لو فكر هؤلاء الافراد منطقيا وبعيدا عن العاطفة لوجدوا انه من العادي جدا لو ينتفض الضعف من الاعماق الروحية ليبرهن قوته في التصدي والمواجهة، فالضعف داخله قوة كامنة تتحرر حين تسمح افكار العقل الميكانيكي بذلك، وثورته التي تقام في سبيل الدفاع عن النفس ثورة مقدسة تحتاج الى قائد مؤمن يضع في طريقه كل ما يتعلق بالفوز قبل الخسارة.
ولأجل الكرامة والكبرياء، وعزة النفس والاباء لا تسمح للمهرجان ان يقيم من منزل الحقيقة مسرحية عن الخداع.
اضافةتعليق
التعليقات