• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 09 نيسان 2025 / منوعات / 472
شارك الموضوع :

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط، وبعضها الآخر ينبثق من اختياراتنا وسلوكياتنا اليومية. هذه التصورات، وإن لم تكن اختيارية بشكل مباشر، إلا أن مقدماتها غالبًا ما تكون وليدة أفعالنا واختياراتنا. وهنا تكمن خطورة الأمر؛ إذ أن ما يسمح له الإنسان بدخول ذهنه يؤثر بشكل مباشر على نقاء قلبه ووضوح بصيرته.

التصورات وأثرها على الروح

إنّ التصورات ليست مجرد صور عابرة تقتحم الذهن دون تأثير، بل هي بذور تُزرع في النفس لتنبت أفكارًا وسلوكيات تحدد طبيعة الإنسان ومساره في الحياة. فمن يعيش في بيئة نقية مفعمة بالإيمان والصلاح، يجد أن مخيلته لا تزورها إلا صور نقية طاهرة، تعكس عمق روحه وتوجيهات قلبه. وعلى العكس، من ينغمس في أجواء ملوثة فكريًا وأخلاقيًا، كالإعلام الهابط والمحتوى الفاسد، يجد أن تصوراته تميل نحو الظلامية والانحطاط، مما يؤدي إلى انحراف أفكاره وأفعاله دون أن يدرك خطورة هذا الانحدار.

الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار

يقول العلماء: "الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار، والامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار." وهذا يعني أن الإنسان، رغم أنه قد لا يختار التصورات التي تقتحم ذهنه، إلا أنه مسؤول عن الأجواء التي يخلقها لنفسه، والتي تؤدي إلى هذه التصورات. فالذي يملأ حياته بالخير والطاعة والتأمل في آيات الله، يجد أن تصوره للعالم ينبض بالنقاء والنور. أما من يسمح لنفسه بالانجرار وراء المحتويات الهابطة، فإنه يهيئ أرضًا خصبة للأفكار المنحطة والتصورات المظلمة، والتي تقوده حتمًا إلى أفعال تتماهى معها.

التقوى: حارس الفكر والقلب

التقوى ليست مجرد اجتناب المحرمات الظاهرة، بل هي حارس داخلي يحمي القلب من الظلام، ويمنع الفكر من الانحراف. ولذلك، فإن تقوى الله تبدأ من الداخل، من حرص الإنسان على نقاء تصوره ونظافة مخيلته، لأن الأفكار التي نسمح لها بالتغلغل في أذهاننا هي التي تشكل وعينا وتحدد مسار حياتنا.

ظُلمة الباطن ونور القلب

كم من شخص يشعر أن داخله منير، وأن قلبه ينبض بحب العبادة والطاعة، وآخر يشعر بالثقل والظلمة والانحراف؟ إن الفرق بينهما ليس مجرد أفعال ظاهرية، بل هو تراكم تصورات وأفكار شكلت شخصيتهما من الداخل. التصورات الهابطة تجرّ صاحبها إلى أفكار منحطة، وهذه الأفكار تؤدي إلى أفعال هدامة تترك أثرها في الروح والعقل.

كيف نحمي تصوراتنا؟

البيئة الصالحة: اختيار الصحبة الطيبة والمحيط النظيف الذي ينعكس على تصوراتنا.

التحكم في المدخلات الفكرية: عدم التعرض للمحتويات السلبية التي تزرع بذور الانحراف في أذهاننا.

التأمل في آيات الله والتفكر في خلقه: استبدال الصور الذهنية الفاسدة بصور نورانية تغذي الروح وتفتح البصيرة.

الاستغفار والذكر: وسيلتان لتنقية القلب من شوائب التصورات السلبية، وتجديد النقاء الداخلي.

إن العقل البشري لا يمكنه أن يكون فراغًا، فهو إما أن يُملأ بالنور أو بالظلام. وما نسمح له بالدخول إلى أذهاننا سيحدد شكل أرواحنا ويخط مسار حياتنا. فكما نحمي أجسادنا من السموم، علينا أن نحمي عقولنا من التصورات الهابطة، لأنها أساس الفكر، والفكر هو أساس العمل، والعمل هو الذي يحدد مصيرنا في الدنيا والآخرة.

التفكير
الوعي
الشخصية
الدين
الايمان
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    لماذا غفلتم عن الأصل؟!

    لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

    الإمام الجواد.. الطفل الذي أرعب العروش

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    آخر القراءات

    أطعمة لا تبدأ بها يومك

    النشر : الخميس 08 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماهي قصة المرأة التي طبخت الأحجار لأطفالها الجائعين؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    قطع صلة الرحم.. جذور تمتد للأحفاد

    النشر : السبت 11 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    قراءة في كتاب: الحجاب سعادة لا شقاء

    النشر : السبت 02 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    إذا الشعب يوماً أراد الكهرباء!

    النشر : الثلاثاء 24 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    رجاء..

    النشر : الخميس 24 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 843 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 531 مشاهدات

    تصفح الإنترنت وأثره على العقل الباطن للإنسان

    • 444 مشاهدات

    أطفالنا والزراعة.. تأثير البستنة في تنشئة الأطفال

    • 375 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 362 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 349 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3838 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 950 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 843 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 743 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 537 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 531 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عقد مقدّس تحت سماء مكة
    • الخميس 29 آيار 2025
    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري
    • الخميس 29 آيار 2025
    لماذا غفلتم عن الأصل؟!
    • الخميس 29 آيار 2025
    لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
    • الخميس 29 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة