• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 09 نيسان 2025 / منوعات / 588
شارك الموضوع :

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط، وبعضها الآخر ينبثق من اختياراتنا وسلوكياتنا اليومية. هذه التصورات، وإن لم تكن اختيارية بشكل مباشر، إلا أن مقدماتها غالبًا ما تكون وليدة أفعالنا واختياراتنا. وهنا تكمن خطورة الأمر؛ إذ أن ما يسمح له الإنسان بدخول ذهنه يؤثر بشكل مباشر على نقاء قلبه ووضوح بصيرته.

التصورات وأثرها على الروح

إنّ التصورات ليست مجرد صور عابرة تقتحم الذهن دون تأثير، بل هي بذور تُزرع في النفس لتنبت أفكارًا وسلوكيات تحدد طبيعة الإنسان ومساره في الحياة. فمن يعيش في بيئة نقية مفعمة بالإيمان والصلاح، يجد أن مخيلته لا تزورها إلا صور نقية طاهرة، تعكس عمق روحه وتوجيهات قلبه. وعلى العكس، من ينغمس في أجواء ملوثة فكريًا وأخلاقيًا، كالإعلام الهابط والمحتوى الفاسد، يجد أن تصوراته تميل نحو الظلامية والانحطاط، مما يؤدي إلى انحراف أفكاره وأفعاله دون أن يدرك خطورة هذا الانحدار.

الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار

يقول العلماء: "الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار، والامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار." وهذا يعني أن الإنسان، رغم أنه قد لا يختار التصورات التي تقتحم ذهنه، إلا أنه مسؤول عن الأجواء التي يخلقها لنفسه، والتي تؤدي إلى هذه التصورات. فالذي يملأ حياته بالخير والطاعة والتأمل في آيات الله، يجد أن تصوره للعالم ينبض بالنقاء والنور. أما من يسمح لنفسه بالانجرار وراء المحتويات الهابطة، فإنه يهيئ أرضًا خصبة للأفكار المنحطة والتصورات المظلمة، والتي تقوده حتمًا إلى أفعال تتماهى معها.

التقوى: حارس الفكر والقلب

التقوى ليست مجرد اجتناب المحرمات الظاهرة، بل هي حارس داخلي يحمي القلب من الظلام، ويمنع الفكر من الانحراف. ولذلك، فإن تقوى الله تبدأ من الداخل، من حرص الإنسان على نقاء تصوره ونظافة مخيلته، لأن الأفكار التي نسمح لها بالتغلغل في أذهاننا هي التي تشكل وعينا وتحدد مسار حياتنا.

ظُلمة الباطن ونور القلب

كم من شخص يشعر أن داخله منير، وأن قلبه ينبض بحب العبادة والطاعة، وآخر يشعر بالثقل والظلمة والانحراف؟ إن الفرق بينهما ليس مجرد أفعال ظاهرية، بل هو تراكم تصورات وأفكار شكلت شخصيتهما من الداخل. التصورات الهابطة تجرّ صاحبها إلى أفكار منحطة، وهذه الأفكار تؤدي إلى أفعال هدامة تترك أثرها في الروح والعقل.

كيف نحمي تصوراتنا؟

البيئة الصالحة: اختيار الصحبة الطيبة والمحيط النظيف الذي ينعكس على تصوراتنا.

التحكم في المدخلات الفكرية: عدم التعرض للمحتويات السلبية التي تزرع بذور الانحراف في أذهاننا.

التأمل في آيات الله والتفكر في خلقه: استبدال الصور الذهنية الفاسدة بصور نورانية تغذي الروح وتفتح البصيرة.

الاستغفار والذكر: وسيلتان لتنقية القلب من شوائب التصورات السلبية، وتجديد النقاء الداخلي.

إن العقل البشري لا يمكنه أن يكون فراغًا، فهو إما أن يُملأ بالنور أو بالظلام. وما نسمح له بالدخول إلى أذهاننا سيحدد شكل أرواحنا ويخط مسار حياتنا. فكما نحمي أجسادنا من السموم، علينا أن نحمي عقولنا من التصورات الهابطة، لأنها أساس الفكر، والفكر هو أساس العمل، والعمل هو الذي يحدد مصيرنا في الدنيا والآخرة.

التفكير
الوعي
الشخصية
الدين
الايمان
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    جنات عدن في القرآن الكريم.. صفات وخصوصيات

    النشر : الثلاثاء 09 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    القراءة التخصصية.. أجنحة العقل

    النشر : الأحد 02 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    مع نفحات اليوم العالمي لمحو الأميّة: محو الأمية من أجل الإنعاش المتمحور

    النشر : الخميس 08 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    لماذا يريد الله من الانسان أن يكون شخصا مؤمنا؟

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الزموا حبل الجماعة.. من أفكار سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الصديق الصدوق.. ثاني النفس وثالث العينين

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 823 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 724 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 404 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 52 دقيقة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 56 دقيقة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 2 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة