• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 09 نيسان 2025 / منوعات / 528
شارك الموضوع :

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط، وبعضها الآخر ينبثق من اختياراتنا وسلوكياتنا اليومية. هذه التصورات، وإن لم تكن اختيارية بشكل مباشر، إلا أن مقدماتها غالبًا ما تكون وليدة أفعالنا واختياراتنا. وهنا تكمن خطورة الأمر؛ إذ أن ما يسمح له الإنسان بدخول ذهنه يؤثر بشكل مباشر على نقاء قلبه ووضوح بصيرته.

التصورات وأثرها على الروح

إنّ التصورات ليست مجرد صور عابرة تقتحم الذهن دون تأثير، بل هي بذور تُزرع في النفس لتنبت أفكارًا وسلوكيات تحدد طبيعة الإنسان ومساره في الحياة. فمن يعيش في بيئة نقية مفعمة بالإيمان والصلاح، يجد أن مخيلته لا تزورها إلا صور نقية طاهرة، تعكس عمق روحه وتوجيهات قلبه. وعلى العكس، من ينغمس في أجواء ملوثة فكريًا وأخلاقيًا، كالإعلام الهابط والمحتوى الفاسد، يجد أن تصوراته تميل نحو الظلامية والانحطاط، مما يؤدي إلى انحراف أفكاره وأفعاله دون أن يدرك خطورة هذا الانحدار.

الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار

يقول العلماء: "الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار، والامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار." وهذا يعني أن الإنسان، رغم أنه قد لا يختار التصورات التي تقتحم ذهنه، إلا أنه مسؤول عن الأجواء التي يخلقها لنفسه، والتي تؤدي إلى هذه التصورات. فالذي يملأ حياته بالخير والطاعة والتأمل في آيات الله، يجد أن تصوره للعالم ينبض بالنقاء والنور. أما من يسمح لنفسه بالانجرار وراء المحتويات الهابطة، فإنه يهيئ أرضًا خصبة للأفكار المنحطة والتصورات المظلمة، والتي تقوده حتمًا إلى أفعال تتماهى معها.

التقوى: حارس الفكر والقلب

التقوى ليست مجرد اجتناب المحرمات الظاهرة، بل هي حارس داخلي يحمي القلب من الظلام، ويمنع الفكر من الانحراف. ولذلك، فإن تقوى الله تبدأ من الداخل، من حرص الإنسان على نقاء تصوره ونظافة مخيلته، لأن الأفكار التي نسمح لها بالتغلغل في أذهاننا هي التي تشكل وعينا وتحدد مسار حياتنا.

ظُلمة الباطن ونور القلب

كم من شخص يشعر أن داخله منير، وأن قلبه ينبض بحب العبادة والطاعة، وآخر يشعر بالثقل والظلمة والانحراف؟ إن الفرق بينهما ليس مجرد أفعال ظاهرية، بل هو تراكم تصورات وأفكار شكلت شخصيتهما من الداخل. التصورات الهابطة تجرّ صاحبها إلى أفكار منحطة، وهذه الأفكار تؤدي إلى أفعال هدامة تترك أثرها في الروح والعقل.

كيف نحمي تصوراتنا؟

البيئة الصالحة: اختيار الصحبة الطيبة والمحيط النظيف الذي ينعكس على تصوراتنا.

التحكم في المدخلات الفكرية: عدم التعرض للمحتويات السلبية التي تزرع بذور الانحراف في أذهاننا.

التأمل في آيات الله والتفكر في خلقه: استبدال الصور الذهنية الفاسدة بصور نورانية تغذي الروح وتفتح البصيرة.

الاستغفار والذكر: وسيلتان لتنقية القلب من شوائب التصورات السلبية، وتجديد النقاء الداخلي.

إن العقل البشري لا يمكنه أن يكون فراغًا، فهو إما أن يُملأ بالنور أو بالظلام. وما نسمح له بالدخول إلى أذهاننا سيحدد شكل أرواحنا ويخط مسار حياتنا. فكما نحمي أجسادنا من السموم، علينا أن نحمي عقولنا من التصورات الهابطة، لأنها أساس الفكر، والفكر هو أساس العمل، والعمل هو الذي يحدد مصيرنا في الدنيا والآخرة.

التفكير
الوعي
الشخصية
الدين
الايمان
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    آخر القراءات

    الزواج الناجح.. علم وعمل  

    النشر : الأثنين 27 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    انقذوا أطفالكم من الغول الوهمي!

    النشر : السبت 24 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الفيس بوك: وجه الكتاب المظلم

    النشر : الأحد 20 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ما الذي يجعل شعرنا مجعداً؟ الأمر ليس كما يظنّ العلماء

    النشر : الأحد 15 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    زيت الخروع.. فوائد لا تحصى من كرم الطبيعة

    النشر : الأحد 17 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    كيف تحافظ على صحة القلب والكوليسترول؟

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 603 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 406 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 400 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 387 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 353 مشاهدات

    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3629 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1484 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1297 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1164 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1104 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 931 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محرّم في زمن التحول
    • منذ 24 ساعة
    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع
    • منذ 24 ساعة
    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟
    • منذ 24 ساعة
    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • الأثنين 30 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة