جاء تلك الليلة وجاءت معه رائحة مسك تهب من بعيد لتعيد قلبي وتحييه لم يكن ذلك الليل يذهب سدى فقد كنت اهوى ليلته كنت فرحاً مبتهجاً لا تسعني تلك السعادة قد مزقت شريان روحي وتسللت حب الولي وعشق روح النبي ودينه والوصي فتجللت شوقا ً لصباح غد ولم تغمض عيني لأنه هو اسم الله الأعظم والمتحقق بعوالم القدس والطهارة، وهو اسم الله الحميد وحامل لواء الحمد والشفاعة الكبرى يوم القيامة إنه أميري ونعم الأمير ففيه اكمال الدين ولعشقه نوراً لا ينتهي.
فقد ضام قلبي للقائه والشوق يسبقني وروح تهفو لعلي ووصي النبي أبو الحسن والحسين (عليهم السلام)، كنت أنتظر لحظات وأحسب لذلك الليل طويل ساعةٍ ساعة وثانيةٍ ثانية، لم أرَ النوم فكلي مستعد له لحضور عيد الولاية عيد لم يأتي مثله.
وهنا طرق أبي باب غرفتي ودخل حدثني عنه وحكى لي قصصاً رائعة ومشوقة تعشق الروح روايتها وتسكن بين أدراج سطورها فقال لي: قرأت اليوم كتاباً عن زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في عيد الغدير عن أحمد بن محمد بن أبي نصر: كنا عند الرضا (عليه السلام) والمجلس غاص بأهله ، فتذكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، فقال الرضا عليه السلام): حدثني أبي عن أبيه (عليه السلا م قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار: نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت، فتنفض ذلك عليهم، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة (عليها السلام)، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا: انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطأ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
ثم قال: يا بن أبي نصر، أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.
فغفوت وانا استمع لأبي كنت واضعة رأسي على ساقيه ويمسح على رأسي وأصبح الصباح وذهبنا لزيارته لحضور يوم عيد المسلمين عيد اكمال الدين علي امير المؤمنين والنور المبين قسيم الجنة والنار شفيعي ووليي، اعشق حروفه ولم يخلو يوماً عن ذكره فبلساني لهجاً في الحب والعطاء فبه نلوذ وبيدنا يأخذ.
(هلا بالعيد البي تهل انت
وبكل الشدايد تحلها انت
وبالدين يكمل وبي انت
علي وثم علي وانت
مختارينه قبل الكل احنه...).
اضافةتعليق
التعليقات