• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عندما تفقد السعادة: تبدأ الرحلة الحقيقية

زينب مشتاق الموسوي / الثلاثاء 15 تشرين الاول 2024 / تطوير / 996
شارك الموضوع :

بدأت مشواري بالتوبة، وكلما ابتعدت عن ما كنت أحبه، كنت أقترب أكثر من ما يحبه الله

كانت السماء تلك الليلة ملبدة بالغيوم، وكأنها تعكس الضباب الذي يغطي روحي. جلست وحدي في الغرفة، أشعر بشيء ينقصني رغم كل ما أملك . كان في داخلي فراغاً لم أستطع تفسيره. نظرت إلى المرآة، ولكنني لم أكن أرى نفسي حقاً، بل كنت أرى ظلاً لشخص تاه في دروب الحياة، وقد فقد بوصلته.

وفي هذه الأثناء وقعت عيني على المصحف الذي طالما تجاهلته. فتحت الصفحة عشوائياً، وقرأتها: "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133). كانت الكلمات تخاطبني، تدعوني للعودة إلى الله.

ومع ذلك، شعرت بالتردد. كيف أعود بعد كل ما فعلته؟ إلا أني تذكرت قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". إنها ليست مجرد كلمات. إنها وعد. وعد بأن الله ينتظرني رغم كل ما فعلته. تلك اللحظة كانت مفتاح تحولي. تلك الكلمات اخترقت عقلي وكأنها تحثني على السير نحو الطريق الصحيح. هل يمكن أن يكون الحل أقرب مما أظن؟

بدأت أسترجع ذكرياتي مع أصدقائي، خاصة يوسف، الذي كان دائماً يذكرني بأن الله قريب. لكن في خضم مشاغل الحياة اليومية، مثل العمل والالتزامات الأسرية، كنت أشعر بأنني أبتعد أكثر عن ذكر الله. كانت هناك دائماً مغريات الشيطان التي تجعلني أشعر بأن ما أقوم به من ملذات هو ما يجعلني سعيداً، لكنني كنت أدرك في قرارة نفسي أنني أشعر بالفراغ رغم كل تلك المظاهر.

بدأت مشواري بالتوبة، وكلما ابتعدت عن ما كنت أحبه، كنت أقترب أكثر من ما يحبه الله. في البداية، كان الأمر صعباً. شعرت بأنني أخلع ثوباً قديماً ممزقاً، لأرتدي ثوباً جديداً ناصعاً. كنت أواجه رغباتي، أقاوم نفسي، لكنني كنت أشعر بالحرية. لأول مرة في حياتي، شعرت بأنني على قيد الحياة.

مرت الأسابيع، ومع كل يوم كنت أشعر بأنني أقترب من الله أكثر. أدركت أن الحياة ليست مجرد وجود مادي، بل هي تجربة روحانية تتجاوز الأكل والشرب والعمل. الحياة الحقيقية هي أن تكون روحك متصلة بالله. أن تكون حياً بمعنى الكلمة هو أن تشعر بأن الله معك في كل لحظة، يرشدك، يحبك، ويمنحك القوة لتكون أفضل.

بدأت أخرج في نزهات طويلة في الطبيعة، أستمع إلى زقزقة العصافير وأشعر برائحة الأرض بعد المطر. كلما واجهت تحدياً، كنت أقول لنفسي إن الجهاد في سبيل الله أثقل في الميزان من أي متعة عابرة. لقد بدأت أرى كل شيء حولي بمنظور جديد، واكتشفت أن الحياة ليست مجرد مشاهد نراها، بل هي تجارب نعيشها بعمق.

لقد تعلمت أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وأن العودة إلى الله ليست نهاية بل بداية جديدة. أعيش الآن حياة مليئة بالمعنى والهدف، حيث يرافقني شعور السكينة والاطمئنان في كل خطوة أخطوها. لذلك، أنصح كل من يشعر بالضياع أو الفقدان أن يسارع إلى العودة إلى الله، فباب التوبة مفتوح دائماً، وهو السبيل إلى استعادة السعادة الحقيقية والطمأنينة في الحياة .

الانسان
الايمان
قصة
السعادة
صحة نفسية
النجاح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    كيف نتعامل مع الشائعات في ظل الأزمات؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الزموا حبل الجماعة.. من أفكار سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    شجرة زقوم

    النشر : الأحد 14 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    النشر : الخميس 04 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    نور العقل

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    النشر : الأربعاء 17 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 494 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 9 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 9 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 9 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة