• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حُسن الجوار.... وما خلفه الزمان

زهراء جبار الكناني  / الخميس 21 كانون الأول 2023 / حقوق / 1891
شارك الموضوع :

مضت السنوات لتنطفئ جذوة تلك التحية اللاهبة لتصل حد الفتور وتوصد الابواب وتسكن الضحكات

قبل اكثر من نصف قرن كان في قلب المدينة ازقة ضيقة تحيى بروح المحبة والتآخي تملأها ضحكات الاطفال وهتافات التحية التي يتبادلها الجيران ورجل مسن يجلس على كرسيه الخشبي بمحاذاة البيوت المتعانقة التي يفصلها جدار هش يراقب المارة ويرحب بضيف جاره وكأنه ضيفه! 

مضت السنوات لتنطفئ جذوة تلك التحية اللاهبة لتصل حد الفتور وتوصد الابواب وتسكن الضحكات المتعالية ولم يعد للشيخ مكان ولا حتى كرسي!

فبعد التقدم الحضاري والتكنولوجي الذي غزا المجتمع مع مغريات الحياة المتزايدة وعدم توفر الثقة والتي بدورها اثرت سلبا على العلاقات الاجتماعية انحصرت علاقة الجار بجاره لتصل الى شبه الانعدام.

 بهذا الجانب كان لـ (بشرى حياة) هذه الجولة الاستطلاعية:

أذية الجيران

اعربت السيدة ام مؤمل عن استيائها ازاء ما الت اليه علاقة الجيران في الوقت الراهن فقد تعرضت للأذية من قبل جيرانها لرميهم للنفايات بمحاذاة بيتها مما سبب لها بنقل الحشرات والروائح الكريهة، فضلا عن المنظر غير اللائق كما ذهبت محاولاتها سدى في ردعهم عن فعل ذلك غير مكترثين لها.

علاقة متينة

بينما تستذكر الحاجة ام ياس ايام طفولتها في كنف اسرتها وهي تقطن في احد ازقة مركز المدينة حيث كانت علاقتها بجاراتها متينة جدا اذ تشاركها بكل شيء، الحديث والثياب والسفر والافراح والاحزان، غير ان هذه العلاقات المتينة امست تضمحل بمرور الزمن وباتت تنحصر بالتدريج.

نمامة الحي

فيما قالت السيدة ام اركان : في الماضي كان الجار  يسهر على راحة جاره والوقوف بجانبه بكل ما يمر به من مناسبات حزينة كانت أو سعيدة فتراه اقرب من ذويه إذ كان الجار يأتمن ماله وحلاله لدى جاره بل يسلمه مفاتيح داره إذا ما سافر، ولا تهز الجيرة هفوات الأطفال أو منغصات درداء المنطقة (نمامة الحي) كما يسميها البعض.

وتابعت: لقد تهاوت هذه العلاقات الحميمة في قعر النسيان لربما الامر يعود الى التقدم الحضاري واختلاف البيئة الاجتماعية فقد انتقلت الكثير من العوائل من مدن مختلفة بسبب ما مر به العراق من نكبات الحروب لهذا نجد ان عادات المدن الاخرى تختلف عن عادات سكنة المدينة الاصليين.

مضيفةً: بانه على الرغم من ذلك نجحت بعض العائلات في بناء علاقات وثيقة مع جيرانهم إذا توفرت الظروف المناسبة مثل استمرار السكن لفترة كافية لكسب الثقة او وجود عوامل مشتركة مثل الخروج معا في رحلات سفاري لزيارة المراقد المقدسة او السياحة او تجمعهم دراسة الاطفال في مدرسة مشتركة أو غيرها من العوامل.

لو خليت قلبت

وتقص أم رفل موقف جارهم المحاذي لهم قائلة: لقد حصل تماس كهربائي في بيتنا دون ان نعلم به فهرع جارنا إلى نجدتنا وإبلاغنا بالأمر بعدما رأى ألسنة اللهب تتعالى من نافذة المطبخ لندرك الموقف قبل وقوع الكارثة, وهذا يدل على وجود نكهة جيران زمان، فلو خليت قلبت.

أواصر الجيران

لقد أولت السنة النبوية المطهرة اهمية آداب الجوار لتوطيد أواصر المحبة بين الافراد والمجتمعات إلا إن هذه المقولة بدأت بالمواراة في عهدنا الحاضر.

هذا ما استهلت به الباحثة الاجتماعية ثورة مهدي الاموي ثم استرسلت قائلة: لقد اختلفت العلاقة بين الجيران بحسب البيئة وخصوصا في المدينة الا انها ما زالت تحتفظ بنكهتها واصالتها في القرى.

واضافت: لقد دعا الإسلام إلى الألفة والمحبة والتواصل بين الجيران وعدم اذيته وشدد في أكثر من نص على حقوقه، لكن وللأسف تأثرت العلاقات اليوم بالظواهر الاجتماعية الدخيلة وباتت تنحسر لتصل حد إيماءات السلام وهذا بسبب العولمة التي افسدت الأواصر حتى في البيت الواحد، لذى يتوجب اعادة الحياة للعلاقة بين الجيران بحدود المعقول وضرورة اختياره قبل الدار باعتباره اقرب من الأهل والأصدقاء.

ختمت حديثها: ما نحتاجه اليوم هو مزيد من التواضع والألفة والاحترام والتعاون قدر الإمكان لإعادة الثقة بين الجوار لتستقيم حياتنا ونتجنب كل حالات التوتر والعصبية وسوء الفهم الذي طالما ينتهي إلى نتائج مؤلمة ومؤسفة لا يحمد عقباها تقود الى مشاكل جمة بين الجيران تصل احيانا الى مراكز الشرطة او العرف الاجتماعي.

المجتمع
السلوك
الاخلاق
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة