• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لطف المنطوق.. ما قل وندر

هدى المفرجي / الأربعاء 10 آيار 2023 / حقوق / 1725
شارك الموضوع :

عن أثر الكلمة التي ينتشلك بها وجه بشوش وأنت في سراديب الأحزان تتلقاها كنفحة من عطر فياح

كغيمة سوداء مدت ذراعيها لتغطي روحي، لعدة أيام شعرت فيها أنني مصابة بشلل تام جراء ذاك الحزن الذي أصابني وجعلني أبتعد عن كل الأشخاص الذين أحبهم منتشلة جسدي من شغفه، كانت رسالة بسيطة من صديقتي المقربة ظهرت على واجهة هاتفي الصامت كتب فيها: (هل تعلمين أنني أحبك)، نظرت إليها لدقائق فشعرت أنها تمدني بطاقة غريبة، كانت كلمة بسيطة أخرجتني من عمق حزني الذي راودني لأيام جراء كلمة خبيثة جرحت أحشائي وعزلت روحي، فما ضر الناس لو كلهم بلسانها ينطقون.

الشعاع السابع: لين الكلام ولطفه 

عن أثر الكلمة التي ينتشلك بها وجه بشوش وأنت في سراديب الأحزان تتلقاها كنفحة من عطر فياح، يقول جل جلاله (أَلَمْ تَر كيفَ ضربَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيبَةً كَشجَرةٍ طَيِبَةٍ أَصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرعُهَا فِي السَمَآءِ)، إن اللسان عضلة صغيرة ولكن شأنها عظيم، قد تنتشل انسانا من سراديب ألمه وتوقع آخر في عمق أحزانه إن نفثت سمها وقلصت حديثها وشح فيها اللطف، وإن أرخت نفسها وفتحت أبواب اللين كانت شهدا يهدى لسامعيه وصاحبها محبوبا عند الله ومحسوبا من الأتقياء قبل أن يكون بين الناس شجرة مثمرة يرغب الجميع بظلها، فقد ذكر إمام العارفين وأمير المؤمنين (عليه السلام) في مقطع من خطبته لوصف المتقين الذين وصلوا درجات عليا من القرب الإلهي قائلاً: «بَعِيداً فَحْشُهُ، لَيْنَا قَوْلُهُ»، وكان يقصد في قوله: «بعيداً فحشه» أي ليس يعني أنه قد يفحش تارة ويترك الفحش تارات، بل لا فحش له أصلاً، وأما

«ليناً قوله» أي يتكلم بالرفق ولا يغلظ في كلامه، فإن الرفق في القول يوجب المحبة ويجلب الألفة، ويدعو إلى الإجابة عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولذلك أمر الله عزوجل موسى وهارون عند بعثهما إلى فرعون بأن يقولا له قولاً ليناً، ليكون أسرع إلى القبول وأبعد من النفور مع أنه بلغ الغاية في التجبر والبطش، فلا شك أن الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية جبلت على حب الرفق واللين، ولا ينكر أحد فضلهما في إشاعة المحبة والألفة بين البشر.

فالرفق صفة من صفات المولى سبحانه وتعالى، ولكن من المؤسف أننا اليوم نرى أن لطف المنطوق قد قل إن لم يكن قد ندر، تجد الجميع جالسا يتغنى بصفات سلبية تحت إطار (التنمر) يأخذها في بادئ الأمر كمزحة فيُضحك الجالسين ثم إنها تطبع على لسانه لتصبح صفة ملاصقة له تبث فحشها أينما حلت فيعتاد عليها الناس ويروها شيئا طبيعيا لا يوجب الضجر أو رده.

بينما الحقيقة مغايرة تماما ومحزنة أن نبحث في المسلمين عن جزء من صفات الاسلام فلا نجدها أولها هو لين القول الذي جعله النبي (صلى الله عليه وآله)، في صدر الحسنات التي على الإنسان أن يتقرب بها لمولاه فهذا هو منهج الإسلام، لذلك يتعين علينا أن يكون كلامنا كله طيباً ينفعنا عند ربنا.

ونعيش به متحابين مع من حولنا فالكلمة الطيبة أصل عظيم في التعامل الاجتماعي التي بُعث بها الأنبياء والمرسلون، يكاد اليوم يخفِت نورها في هذا العالم المتواصل تقنياً، لسهولة الخوض في ما يعني وما لا يعني، لعدم وجود الرقيب الذاتي على الكلمة، وضعف الرقيب الولائي عليها، بحجة حرية الرأي، مع عدم صحة هذه النظرية في الواقع، فإن من الكلام ما هو جارح ومؤثر، فربنا سبحانه يقول: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، ويقول: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

فأمر بالقول الحسن مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، ومع ذلك فإن الناس يعرضون صفحاً عن كلام ربهم، بينما كلمة طيبة واحدة قد تحقق المآرب للناس، وتكسب التواد والتراحم، وهي خُلق الإسلام الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) قائلا: «الكلمةُ الطيبة صدقةٌ» أي تنال بها أجراً لأنها تسر السامع وتشرح الصدر، وقد لا تغير من الواقع شيئاً، لكنها حتما ستغير شيئا في نفس السامع فالناس جميعا بأمس الحاجة لكلمة طيبة في هذه الظروف المعتمة.

وبما أن الكلام لا يشترى وهو مجانا بفضل من الله فما ضر الناس لو فكروا مرتين قبل  صياغة كلامهم وثلاثاً قبل نطقهم فلن يُنقص من وزنهم، وسوء الكلام لن يثقل ميزانهم، فإن لم يكونوا يميلون لدين فأقلها يجب أن يميلوا إلى الإنسانية، فإما قل جميلا أو اصمت، فإن الصمت حكمة فإن لم يكن الحديث خيرا، فسلامة المنطق من سداد الرأي وحسن اللفظ من كمال العقل.

السلوك
صحة نفسية
القيم
التفكير
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    سيلفي مرض العصر

    النشر : الأربعاء 20 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل قضية تحرير المرأة تضعها في مواجهة الرجل؟

    النشر : الخميس 09 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تتعامل مع فرط الدريقات؟

    النشر : الأثنين 13 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    خيوط التحرر أم أغلال الأسر؟

    النشر : الثلاثاء 02 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ماهو ارتفاع التوتر البابي؟

    النشر : الأثنين 25 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ماهي أسباب القلق والخوف؟

    النشر : الأربعاء 01 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 382 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 2 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 2 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 2 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة