كان من الضروري تناول هذا الموضوع وهذهِ المسألة والظاهرة التي باتت شائعة في مجتمعنا وقد تزداد يوما بعد يوم ومن المدهش أن الظواهر السلبية ما إن تطهر حتى تنتشر في المجتمع أكبر وأسرع من الفايروس الذي يواجه أغلب البلدان، وليس هذا فحسب فالفايروس ربما يستهدف فئة معينة واحدة كالأطفال مثلا أو كبراء السن أما الظواهر السلبية فيتأثر بها كل من هب ودب صغيراً كان أم كبيرا، ومن الغريب حقا إنهُ يصيب المثقف كما غير المثقف بالرغم من اطلاعه ومعرفته. يندرج كليا مع الظواهر السلبية..
ومانركز عليه في حديثنا اليوم هو انتشار ظاهرة اطلاع العالم بأسره على خصوصيات الفرد؛ طعامه، شرابه، نومه، عمله. مزاجه. خروجه. حالاته النفسية، أمراضه الجسدية، عاداته وعائلته ومعتقداته.
وبات الكثير من الناس ينزل إلى مستوى أعمق من هذا حت ، من المخجل بل ومن غير اللائق معرفة كل الناس عما بداخلنا إذ لا ينبغي على الجميع رؤية كل شيء ولابد أن تكون هناك جوانب مخفية تبقى لك وحدك ملكك أنت لا ملك الغير..
منذ متى أصبحت الخصوصية معدومة لدى الفرد المثقف؟!
هذا لا يعني أن الانسان العادي ومحدود الثقافة طبيعي أن يُظهر للمجتمع مايواجه ولكنه ما إن يرى المثقف يفعل فعله حتى يُثبت لنفسه ولمن ضده على أن الظاهرة والبوح للجميع أمر إيجابي وجيد.
من المعقول وربما تكون من الأمور الجيدة الحديث عن حالة مررت بها لكنك تخطيت هذه العقبة بنجاح بعد صبر وجهد. أو معرفة تاريخ ميلادك مثلا. أو الاطلاع على أماكن مفيدة قد زرتها؛ مكتبة مثلا. مقهى تراثي. معالم دينية أو أثرية لابأس باطلاع المجتمع عليها.
لكن مايثير الغضب والاستغراب حقا تلك الأمور التافهة بعض الأحيان والتي لا تستدعي البوح وربما تكون أمور عميقة وشخصية وذاتية ليس من المفترض أن يعلم بها أحد تكون في متناول الصغير والكبير.
لو أننا نظرنا بشكلٍ جيد لوجدنا أن مشاركة كل شيء أمر سخيف جدا ويحولك مع مرور الوقت لشيء أو لشخص شفاف بلا معنى.
فالعالم يسعى لمعرفة المفقود ليس الموجود ما إن وِجد حتى بدى لا يحمل من القيمة شيئا.. والجزء الغامض من شخصيتك هو الذي يُبقيك محترماً ويسعى الجميع لمعرفته، لهذا حاول أن تعرف ما يُظهر ومايُخفى..
اضافةتعليق
التعليقات