حلمٌ بعيد المنال، سراب سرعان ما يتلاشى مع إعلان الأسماء، خيبات متوالية مع مرور الأعوام، مازلت تراوح مكانك!!
ليس شرطا أن تكون موظفاً لتكون غنياً، (الوظيفة تمنعك من الفقر لكنها تمنعك من الغنى أيضاً) !! مقولة ترددت كثيراً فما سرها؟
الراتب الثابت الذي ستجنيه من الوظيفة يتبخر تدريجياً كل شهر لتعود لنقطة الصفر إن لم تستثمره بالشكل الأمثل، هي دوامة يقع ضحيتها أغلب الموظفين، لذا كان حرياً بالعاقل أن يقرع أبواب الرزق الأخرى، فما هو أوسع تلك الأبواب؟
إنه باب التجارة، فقد ورد في خزائن علوم سيدنا محمد وآله الأطهار أن الرزق عشرة أجزاء، تسعة في التجارة وواحدة في غيرها، فلماذا نُصر على التشبث في الجزء الواحد الضيق وهو الوظيفة؟
إنها توفر أماناً مؤقتاً وربما يكون وهمياً، فالكثير فقدوا وظائفهم لعدة أسباب كالمرض وسوء الإدارة وانهيار الاقتصاد وغيرها من الأسباب التي لا مجال لحصرها.
إن قانون الأثرياء في العالم يقول: (لا تضع البيض في سلة واحدة)، أي لا تضع كل ما تملك في مجال واحد بل عدّد طرق كسبك واستثمارك ، فكل الناجحين جازفوا وخسروا وتعلموا ثم نهضوا أكثر قوة وصلابة وخبرة، فالتاجر الجبان محروم والتاجر الجسور مرزوق كما قال أمير المؤمنين (1).
وقد تتساءل من أين أبدأ؟ ابدأ حيث أنت، ضع فكرة ومخططاً ثم اجمع رأس المال عن طريق السلف أو القروض أو الدين، ويمكنك المشاركة أيضاً مع أحد الثقاة، ثم توكل على الرزاق وانطلق بهمة عالية وروح متفائلة.
أيتها المرأة لستِ مستثناة من هذا الموضوع فلكِ في سيدتنا خديجة عليها السلام أسوة حسنة، فقد بني الإسلام على مالها،
والتطور التكنولوجي فتح آفاقاً ومهد طرقاً حديثة لم تسلك من قبل، قصدته نساء اليوم للبيع والشراء والتسويق من داخل المنزل.
علينا جميعاً أن نبدل قناعتنا بأن الرزق مرهون بوظيفة، إن الرزق متاح ومتوفر للجميع، فسيُكتب للذين بادروا وعملوا واجتهدوا، وهناك رزق آخر يطلبنا وإن لم نطلبه.
فانهض بكل نشاط وحيوية، تعلم الصيد ولا تنتظر سمكة الوظيفة، وكما قال النبي يعقوب عليه السلام لبنيه: (لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة). (2)، واعلم أنك إن لم تجنِ المال وأنت نائم ستظل فقيراً للأبد.
اضافةتعليق
التعليقات