مقارنة أفضلية الرجال على النساء في رحلات الفضاء مثيرة للاهتمام نظرا لاختلاف قابلية الجنسين وطاقة تحملهما في مواجهة الأمور، حيث يواجه الإنسان ظروفا حصرية أثناء وجوده في الفضاء، بحسب البيانات الطبية التي جمعتها ناسا لرواد الفضاء من خلال دراسة استجاباتهم الفسيولوجية أثناء رحلات الفضاء طويلة الأمد.
وأهم هذه العوامل تعرضه إلى كميات عالية من الإشعاعات (المرتبطة بفرص الإصابة بالسرطان)، وانخفاض استجابة جهاز المناعة، وتحول السوائل في الجسم، إضافة إلى تغير طريقة استجابة الجينات وأخيرا تدهور قدرة الإنسان على الرؤية لأسباب غير معروفة حتى الآن.
فمنذ عقود، تجند ناسا طواقم أغلب روادها من الرجال، وبحسب الأرقام فإن حوالي 11 في المائة من الفضائيين فقط كانوا من النساء. وتبين دراسة نشرتها ناشيونال جيوغرافيك بأن النساء أقدر على التأقلم في رحلات الفضاء الطويلة كما أن إرسال طاقم من النساء سيوفر من الميزانية بشكل كبير.
فالنتائج المتعلقة بالفوارق القائمة على الجنس هي نتائج أولية ولكنها مثيرة للاهتمام، يبدو أن الرجال أقل تأثراً بمرض الحركة الفضائية ولكنهم أقدر على السمع، فيما تعاني النساء بدرجة أعلى من التهابات المسالك البولية ولكنها مشكلة لا تنفرد برحلات الفضاء فقط هذا ما قالته فرجينيا ووترينج، من مركز طب الفضاء في كلية بايلور.
وتقول أمينة المتحف الوطني للطيران والفضاء مارغريت ويتكامب_ بحسب ما نقله يورونيوز:
"تتجنب ناسا إرسال النساء في مهمات للفضاء في حين أنهن أكثر ملائمة للسفر إلى الفضاء من الرجال".
ويعود ذلك لأسباب مختلفة. أهمها صغر حجم المرأة، كما تعاني النساء أعراضا جسدية أقل مرتبطة في تأقلم الجسد مع المشكلات الفضائية كما تتمتع النساء بصفات شخصية تجعلهن أقدر على تحمل رحلات طويلة الأمد.
كما يؤكد مدير برنامج ناسا السابق ومدير برنامج مكوك الفضاء، واين هيل، بأن الوزن يلعب دورا مهما في الفضاء، فكلما زاد وزن الشخص تطلب وقودا أكثر. بشكل عام، تستهلك النساء كمية أقل من الطعام والأكسجين وباقي الموارد الضرورية لبقاء البشر على قيد الحياة في الفضاء. علما بأن الرجال يحتاجون سعرات حرارية أكثر ب 15 إلى 25 في المائة عند مقارنتهم مع النساء.
وقد لاحظت كيت غرين أثناء مشاركتها في مهمة استغرقت أربعة أشهر في المريخ، وكانت مهمتها تتضمن مراقبة عمليات الأيض لزملائها حيث سجلت أن النساء أنفقن أقل من نصف السعرات الحرارية مقارنة بنظرائهم الرجال، بالرغم من تطابق النشاطات الجسدية فيما بينهم. إضافة إلى ذلك تنتج النساء كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى مما يسهل إعادة التدوير والتخلص من الفضلات.
ومن صعوبات التأقلم في الفضاء والفوارق القائمة على الجنس، تقول فرجينيا ووترينج، من مركز طب الفضاء في كلية بايلور للطب إن النتائج المتعلقة بالفوارق القائمة على الجنس هي نتائج أولية ولكنها مثيرة للاهتمام. يبدو أن الرجال أقل تأثراً بمرض الحركة الفضائية ولكنهم أقدر على السمع. فيما تعاني النساء بدرجة أعلى من التهابات المسالك البولية ولكنها مشكلة لا تنفرد برحلات الفضاء فقط.
وبعيدا عن الاعتبارات المادية والفسيولوجية، وجدت معظم الدراسات التي ركزت على مظاهر الفشل أو النجاح في التعايش بمناطق صحراوية مثلا أو البعثات الموجهة إلى القطب الجنوبي، أن الرجال متفوقون في التجارب قصيرة الأجل وذات الأهداف الواضحة في حين أن النساء أفضل بالتأقلم في التجارب طويلة الأمد.
لا يعرف العلماء سوى القليل عن الآلية التي سيتعامل بها طاقم كامل من النساء محاصر في سفينة فضاء ضيقة لشهور أو سنوات في بيئة فضائية مكثفة ورتيبة. ولكن البيانات المتعلقة بآليات تفاعل المجموعات البشرية تشير أن الفرق المختلطة بين الجنسين تبقى الأنجح والأفضل.
اضافةتعليق
التعليقات