• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فتاة من الزكاريط

ضمياء العوادي / الثلاثاء 14 شباط 2017 / حقوق / 3907
شارك الموضوع :

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل، موتك قبل الخطوة ال

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل،  موتك قبل  الخطوة الأولى انتصارا على حياتك..

 يفوح عطرها في باحة المنزل البسيط، تصنعُ قصرها من الطين خلف ذلك المسمى منزلا وتُسيّر فيه ماءً وتصنع منه جسرا، إقتربت منها: متى ينتهي قصرك ياحبيبتي؟

 فأجابت: خالي انظر سأشارف على الانتهاء.

هو حلمها الذي تمسكت به (أن تصنع البيوت الكبيرة)..

اكمَلت الأبتدائية وحاولت أن تذهب الى المتوسطة  إلا إن  قريتهم وقرى "عرب هذال" لاتحتوي على متوسطة، صبّتْ انهار الدموع ولم تجدِ، فمسافة ثمانين كم عن كربلاء ليست بقليلة، قاتلتْ، اعترضتْ، ثارتْ.

ثم رفعت الراية البيضاء الممزوجة بطين يديها من بناء دور الأحلام، مرت أيامها وهي تبني الدور الصغيرة بزخارف وتصاميم دقيقة، أعلنت قتلها الأبدي لحلمها ذاك، واختارت أن تكون عروساً فنانة في قرى الزگاريط، حَمِلتْ بجنينها  الذي بَنَتْ عليه أحلامها، تذهب كل يوم لتحدثَ من سكن أحشائها عن أحلامها وتريه انجازاتها،  امضت التسعة اشهر من الحمل وهي تنسج أحلامها على ذلك الجنين.

ونَسِيتْ أنه أوهن النسيج،  حضرتها الولادة في الليل، كنتُ هناك حينها، أقبلت الولّادة..... تدهوت حالتها... نقلناها الى اقرب مركز صحي يبعد عنا 40كم سرتُ بأقصى سرعتي ومعي زوجها لأصل هناك دخلنا فلم نجد أحد صرخ زوجها: لينقذ أحد زوجتي.

أجاب الحارس: حاولوا نقلها الى مستشفى الولادة في كربلاء لايوجد هنا طبيب.

جن جنوني وانا اراها  تصارع الموت أمامي والطريق الى كربلاء 40كم أخر!!، بكلماتها المتعبة خرجت لتقول: خالي حطم كل تلك البيوت دعها تفنى معي. لم تسعفني دموعي، حطمتُ أرقام عداد السرعة، سكن أنينها مع طلوع الفجر، وصلنا للمستشفى ولي أمل أن تخرج لتُعَمّر بيوتها الطينية، لكنها غادرت خلف حلمها الميت وأخذت جنينها معها حتى لايَقْتُلَ حلمه ويُقْتَل

فكم من حلمٍ في بلدي بعد مخاضه ولد مِيْتَة؟، وكم من قرية عانت من نقص في المدارس؟،  وكم من مهندس وطبيب ومعلم وعالم كاد أن يكون، ولكن منعه الافتقار الى المدارس؟، وكم من فتاة قتلت حلمها الدراسي لان قريتهم تخلو من مدرسة؟،  وكم من مريض كان علاجه سهلاً لكنه مات لعدم وجود مشفى قريب؟،  وكم من شعاع طفلٍ اخفته المسافات؟.

الى متى يبقى البلد يعاني من الافتقار؟ الى متى تبقى الروح العراقية أرخص  مايكون؟، من هي الجهات المعنية؟ وأين هي الاموال؟، ستبقى هذه التساؤلات تطرح نفسها الى ابد الآبدين، وستبقى الإجابات مهدومة، كتلك البيوت الطينية التي تركتها  تلك الفتاة من منطقة الزكاريط. 

المرأة
العراق
الظلم
الانسانية
الموت
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    nebim
    عراق الهم و الغم2018-11-02
    والله قهرتني بقصتك هذي اوووووف اوووف عليكم يا مظلومين

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    آخر القراءات

    وظّف مخاوفك لتُعبّد لك الطريق

    النشر : الأربعاء 09 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    النشر : الأحد 22 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    القطن والنظارة الشمسية ومكعبات الثلج..هل تبرر غاية خسارة الوزن كل هذه الوسائل؟

    النشر : الأحد 18 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    ما هو الوجه الآخر لمتلازمة ستوكهولم؟

    النشر : السبت 17 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    فن الحديث.. مفتاحك للوصول الى قلوب الناس

    النشر : الأربعاء 21 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    هل من محيص؟

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 448 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 420 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 393 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 381 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 362 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1434 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1371 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1247 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1097 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1089 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1059 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 16 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 16 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 16 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة