• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فزتُ وربّ الكعبة

خديجة الصحاف / الخميس 21 نيسان 2022 / حقوق / 5633
شارك الموضوع :

الإمام علي لم يكن عادلا فحسب، بل كان طالبا للعدالة؛ لأن هناك فرق بين العادل وطالب العدالة

عندما خطب رسول الله صلى الله عليه وآله عند دخول شهر رمضان بكى في آخر الخطبة، فسأله الإمام علي عليه السلام: يا رسول الله ما يبكيك؟

فقال: (يا علي، أبكي لما يُستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك).

حقا إنه لأمر جدير أن يبكي له رسول الله، بل ويبكي له كل منصف وشريف، فكيف وصل الحال بالأمة الجاحدة أن تقتل بطلها الذي أرسى لها قواعد دينها، ورفع شأنها بين الأمم، ومنحها الهيبة والسؤدد؟

لماذا يُضرب أمير المؤمنين تلك الضربة النكراء الذي وصفها المجرم الشقيّ ابن ملجم بقوله:

 (والله لو كانت هذه الضربة لجميع أهل الكوفة ما نجا منهم أحد)!

لماذا يُستحلّ دمه الشريف في مسجد من أشرف مساجد الأرض، وفي شهر نسبه الله تعالى لنفسه، وفي ليلة وصفها في كتابه بأنها سلام، وخير من ألف شهر، كيف تُنتهك حرمة المكان، وحرمة الزمان، وحرمة ولي الله بهذا الشكل السافر؟

علي شهيد العدل !

لقد كان العدل منهجه، ودستوره في الحكم، والسياسة، والحياة الإجتماعية، عاش من أجله، واستُشهد من أجله؛ كان هاجسه الوحيد، وهمّه الأول، وقد بذل جهودا جبارة ليعيد المسيرة التي انحرفت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن يحقق النموذج الرائع الذي بدأه الرسول، وقد أشار الرسول إلى التساوي بين عدله وعدل علي بقوله: (كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء).

الإمام علي لم يكن عادلا فحسب، بل كان طالبا للعدالة؛ لأن هناك فرق بين العادل وطالب العدالة، كالفرق بين الصالح وطالب الإصلاح، فقد يكون الإنسان صالحا بذاته ولكن لا يهمه صلاح الآخرين، وكذلك قد يكون عادلا بذاته، ولكنه لا يسعى لتحقيق العدالة في المجتمع، الإمام علي أراد أن يكون قائما بالقسط كما قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ بِٱلۡقِسۡطِ}، لذا كان حكمه قائما على أساس العدل، لم ينحرف عنه قيد أنملة مهما كانت الدوافع، ومهما كثرت الضعوط من حوله، ومهما اعترض المعترضون، أو نصح الناصحون .

ولذا رفض عليه السلام الخلافة عندما انثالت عليه الجماهير لتبايعه بعد مقتل عثمان، لأنه كان يعلم إن الغالبية من الناس لن يرضوا بسياسته في تطبيق العدل، وخاطب الجماهير المتحمسة للبيعة قائلا: (دعوني والتمسوا غيري ... وأنا لكم وزيراً، خير لكم منّي أميرا) وبيّن لهم بصراحة ووضوح شروطه في القبول: (واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغِ إلى قول القائل، وعتب العاتب) .

وعندما استلم الحكم لم يقتصر نهجه على تحقيق العدل، والحيلولة دون وقوع الظلم على الناس، بل حرص على استرجاع الحقوق المنهوبة في زمن من سبقه، والقطائع التي أقتُطعت بدون وجه حق، وقد أشار إلى ذلك بقوله: (ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شي‏ء، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلى حاله، فأن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق) .

وأما في توزيع المال على الرعية فقد أعاد نهج رسول الله القائم على التسوية في العطاء، ولم يفرّق كما فعل من سبقه لاعتبارات السبق في الإسلام أو الجهاد؛ لأن تلك الأعمال أجرها عند الله كما بيّن عليه السلام في خطبته: (فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يقسم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء وأفضل الثواب، لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجرا ولا ثوابا، وما عند الله خير للأبرار) .

هذا الطراز في التفكير والسلوك لم يعجب أصحاب المصالح والمنتفعون في عهد من سبقه، وكان من الطبيعي أن يثوروا عليه، ويحاربوه، ويقفوا في صف أعدائه، وكما عبّر عليه السلام: (فلمَّا نهضتُ بالأمر نكَثت طائفةٌ ومرقتْ أخرى وقسطَ آخرون)، وهكذا فُتحت عليه الجبهات من كل جانب؛ فأضاعوا وقته، وبدّدوا جهوده في إعادة المسيرة إلى نهجها القويم، وصار عليه السلام ينتظر يومه الموعود بفارغ الصبر ويقول متألما من الأمة التي تنكّرت له، وحادت عن منهجه: (اللهم إني قد مللتهم وملّوني، وسئمتهم وسئموني) !

وقوله: (أما والله لوددت أن ربّي قد أخرجني من بين أظهركم إلى رضوانه، وإن المنيّة لترصدني، فما يمنع أشقاها أن يخضبها ؟) .

حتى جاءت تلك الضربة من يد اللعين لتريح الإمام، ولتضع حدا لتعبه ومعاناته، وللمرارة التي كانت تملأ كيانه، لقد أراحته ولكنها أحزنت العالم إلى يوم يبعثون .

إن هتافه عليه السلام المقترن بالضربة المشؤومة: (فزت ورب الكعبة) يعني خسارتنا الفادحة لإمامنا العادل، وكسرنا الذي لن يحظى بجبر، وإننا سنظل على مدى الأزمان تتقاذفنا أيدي الجبّارين والظلمة حتى يظهر الله من نسل علي من يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا .

الامام علي
الايمان
الدين
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي

    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    آخر القراءات

    كيف يمكن معالجة متلازمة الطفل المدلل؟

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الشهر الوردي مع تقنيات الذكاء الصناعي

    النشر : الأثنين 14 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رحلة في عالم الاجنة

    النشر : الأحد 19 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    قبل شدّ الرحال

    النشر : الثلاثاء 19 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    وللكعب العالي أضراره

    النشر : الخميس 21 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    العبادة منقذة لكمائن حيواتنا

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 469 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 405 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 396 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 374 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1284 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 701 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 681 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 659 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 620 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وعي العباءة الزينبية ٢
    • منذ 16 ساعة
    الامام الحسين.. صياغة ربّانية
    • منذ 16 ساعة
    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي
    • منذ 16 ساعة
    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة