ما إن تطلق المرأة حتى تقع في غابة المجتمع الممتلئ بالوحوش ، البعض ينظر لها بنظرة قاسية ، بحكم العادات والتقاليد والفهم الخاطئ لهذه الكلمة ، فتصبح منبوذة بين طبقات المجتمع ،فيحكم عليها بالسجن داخل الدار من دون حرية او حتى ان تمارس حياتها كالسابق ، وهذا ما جعل بعض النساء يتحملن العذاب والويل، فقط من اجل ان لاتصبح مطلقة يطاردها المجتمع بعاداته وتقاليده .
فكيف لهذا المجتمع ان يعرف حرية اختيار الزوجة ومدى تحملها وان كان اول من أمر بتسريحهن واطلاقهن بمعروف هو الله سبحانه وتعالى بقوله :(وعاشروهن بمعروف أوسرحوهن) , (سرحوهن ) فالمراة كرمها الله وأمر بتسريحها اي اطلاق قيدها ، إلا أن المجتمع والعرف جعل من كلمة سرحوهن (قيدوهن ) .
نعم ليس كل المجتمعات هكذا ، ولكنها الاكثر تعاملا ، وخاصة المجتمعات المحافظة على عرفها الاجتماعي فتصبح المرأة المطلقة عورة ويجب ان تستر ورغم تحملها للظلم والاضطهاد وتحملها الضرب والسب وغيرهما... وقد صبرت ولكن لاجدوى من تحسين معاملة زوجها.
هل لكونها كيانا مستلباً !؟ فكيف لنا ان لانرحم هذه المراة ونقف معها لتعيد مافقدته ، فليس من السهل ان تقف المراة أمام المحاكم وقضايا النفقة ومشاكل رؤية الاطفال بعيدا عن إذلال الطرف الآخر والانتقام منه ، ليس كل امرأة مطلقة هي السبب وراء طلاقها فقد يكون الرجل هو السبب ، والحياة الزوجية مليئة بالأسرار ولا احد يعرف عنها شيئا،فلماذا يضعون اللوم دائما عليها وخاصة مسألة الطلاق. لماذا دائما نقف مع الرجل وندافع عنه , والمؤلم ان البعض يقول ,مهما فعل يبقى رجلا !! فلماذا لانحاسب الزوج ؟ هل كل المطلقات مخطآت ؟.
نظرة المجتمع السلبية تجعلها تعيش على هامش الحياة وبعيدا عن فكرة تكرار تجربة الزواج برجل ثاني وتكوين أسرة سعيدة بعد محاولة فاشلة ، هناك فئة من أفراد المجتمع ينظر إليها نظرة ايجابية ويحترم وضعها لأن فشلها في الحياة الزوجية، لا ينعكس على شخصيتها وكيانها ، فالمثقف لا ينظر من جانب واحد من حياتها، وإنما ينظر إلى جميع الجوانب ، التخلف والجهل هما الرئيسيان لنظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة نظرة سلبية ويجعلها تعاني من ضغوطات معنوية ونفسية.
في سياق هذا الموضوع استطلعنا آراء بعض الناس حول النساء المطلقات ووجهة نظرهم , البعض رفض ان تكون ابنته او شقيقته مطلقة , الأرملة ارحم من كونها مطلقة .وقال الآخر حول ضرورة تغيير نظرة المجتمع حول المرأة المطلقة، تقول " مها " :انها تزوجت منذ خمس سنوات من رجل مدمن منذ أول أسبوع في زواجها وعندما أخبرت أهلها أكدوا بأن عليها الصبر فقد يتغير ، وفعلاً صبرت خمس سنوات على هذا المدمن الذي لايعرف ليله من نهاره ، "كلما ضربني رجعت إليه بسبب رفض اهلي استقبالي ، وبعد سلسلة من المعاناة والضرب والتي لا يتحملها أحد طفح الكيل وقررت الانفصال عنه ، لأن حياتي وحياة أبنائي الاربعة في خطر ، فقد حاول زوجي ان يحرق ابني عندما رفض اعطائه المال ،لولا مساعدة الجار لكن ولدي مات" .
وتقص "شكرية " -وهي موظفة- قصتها المريرة مع زوجها العاطل عن العمل: انه أصبح يلجأ الى شركات الربا ليقوم بالصرف على ملذاته ، في اول كل شهر ينتظرني لياخذ الراتب وان اعترضت كان الضرب والشتم ينهال علي ،لم أصبر عليه طويلا فقط ل سنة ونصف وقدمت اوراقي للقضاء ،بمساعدة أهلي استطعت ان انقذ حياتي من لقمة حرام جاء بها ، ولازلت اسمع بعض كلام الناس لكنني واثقة من نفسي واعلم ان مافعلته كان هو الصحيح .
"آيات " ايضا و بنبرة عصبية تقول: ماذا افعل لزوج خائن ،تعدت خيانته الارقام القياسية حتى أصبح مثل يضرب به ،غير انه كان مريضا ،مررت بمتاعب نفسية صعبة جدا ، بعد أن اكتشفت علاقته بأحدى قريباتي، وما زاد من معاناتي ،انه سجن اكثر من مرة ،وبتهم كبيرة جدا ، اخر مرة سجن فيها طلبت فيها الطلاق خوفا على سمعة اطفالي من جرائم ابيهم ، في البداية كانت ردة فعل أهلي قاسية جدا و طلبوا مني العودة إلى منزلي وكأن شيئاً لم يكن خوفا من كلام الناس والاقرباء ، أعيش في بيت والدي في ظل وجود والدتي وأخواتي وزوجة والدي وأبنائها، في منزل صغير لا يتحملنا جميعاً، أعاني كثيراً من قسوة والدي الذي يريد أن أعود إلى طليقي، فهو لا يسمح لي بالخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، حتى أخي تأثر بتصرفاته وأصبح يدقق علي وكأنني مذنبة.
الدكتورة (يسرى علي )في حديثها لمجلة بشرى الحياة : الله سبحانه وتعالى جعل الطلاق حلال وان كان ابغض الحلال لكنه في نفسه حلال , عندما لاينفع مع الزوجين اي حل وتكون حياتهم عبارة عن نزاع وضرب ولم ينفع الصلح ولا حتى التأديب هنا الدواء لحل هذه المشكلة هو الطلاق , ولكن للأسف دائما المرأة تظلم في الطلاق, ويقع الاتهام عليها , ويظلمها اهلها قبل المجتمع الذي تعيش فيه, فقد تكون بريئة ويكون زوجها الظالم ،واحيانا يكون العكس الزوج يعاني من زوجته وعدم قيامها بواجباته هنا نعم ممكن الزوج يكون على حق ولكن نسبة قليلة جدا ونراها في المحاكم ولاتصل نسبة حق الازواج في الطلاق 25في المئة ،واغلب مشاكل الازواج في الوقت الراهن هي الخيانة والادمان ،والحافز الاكبر هو الانترنت .
وترتفع نسبة الطلاق في الدول العربية حتى 40في المئة، وكل ما نتمناه الآن هو الوقوف على هذه الظاهرة ، والتقليل من الطلاق اذا كان في مجال اصلاح الزوجين ورجوعهم الى العش الزوجي .اما اذا كان الوضع لا , فأحترام الطرفين واجب ، واطالب بتغيير وجهة نظر المجتمع حول كل مطلقة واحتوائها لتعيش سعيدة وبأمل جديد. ان المرأة شجاعة لا تخشى نظرة الناس والمجتمع, لأنهم لم يعيشوا حياتها الصعبة التي عاشتها مع زوجها وفــــي النهايــــة نصيحة الى المطلقة, عزيزتي كلنا نخطيء وخير الخطائين التوابين ان كنت قد اخطأتي في حق زوجك أصلحي خطئك قبل فوات الاوان ،وان كان زوجك قد اخطأ واخذت حقك منه توقفي عن الكلام عنه وابدأي حياتك من الان .
اضافةتعليق
التعليقات