في قوله تعالى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} آية لقمان(6).
من الناس مَن يشتري لَهْو الحديث- فهو كل ما يُلهي عن طاعة الله ويصد عن مرضاته- ليضلَّ الناس عن طريق الهدى إلى طريق الهوى.
اللغو واللهو؛ ظاهرة منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا الحالية، وخاصة بين الشباب وبسبب ضيق الحياة النفسية، فهم يعتقدون أن الحل الوحيد لخلاصهم من الوحدة والارهاق، والمشاكل التي يعانون منها، وبسبب ايضا البطالة التي تحيط بهم بلا شغل ولا عمل.
فظنوا الحل الوحيد هو ذهابهم للمعاصي واللهو واخذوها لعبا دنياهم فبدؤوا بالاستماع للغناء والطبول والرقص في منتصف الشوارع خلال الأعراس.
لكن وجدت هوس شبابنا اليوم بالطرب والغناء الجديد بالكلمات الهابطة المسيئة، لفنانين جلبتهم قنوات لكسب الأموال ونشر المفاسد والمعاصي بين الشباب.
اليوم رأيت بعيني شباب يتراقصون أمام الأماكن المقدسة، فلا يوجد احترام للمكان، وأما بالنسبة لسواق السيارات فهؤلاء كارثة المجتمع الذي يسود بهم بسماعهم للأغاني ونشرها بين الشباب.
وسأعطيكم دليلاً.. حينما تركب سيارة تكسي للأجرة تجده يستمع للأغاني في سيارته حتى عند العبور من أمامها تسمع صوتها العالي وترن أصداؤه في الشوارع.
ونجد هذه الظاهرة كثيرا في سيارات الخطوط التي تأخذ الطلاب والطالبات لنقلهم لجامعاتهم، هنا السائق لا يهتم إذا كنت ممن يسمع الأغاني أم لا! وإن تحدثت معه يرد عليك بكلام بذيء...
مثلاً (لا تصير سيد برأسي، خليني براحتي اللي يعجبه يصعد والما يريد خلي ينزل يكون أحسن).
عجبي لهذه الأمة والمجتمع! أما سمعوا قول الصادق عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنهاكم عن الزفن والمزمار وعن الكوبات والكبرات.
الزفن: الرقص بأنواعه.
المزمار: من الآلات العزف الهوائية وتشمل الناي والبوق والكلارنيت والفيولا.
شبابنا اليوم في هوس الغناء وتمتعهم بالقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت في محط الأيدي من الصغار والكبار والكل يتابع جديدهم بلهفة وانتظار وسرعان ما يحفظوا كلامهم ويرددونه دائما في أفواههم ويشاهدونه في كل مكان، ألم يسمعوا بقول الإمام الصادق عليه السلام انه قال: بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة, ولا تجاب فيه الدعوة, ولا تدخله الملائكة.
وعن الإمام (عليه السلام)، أنه سأل رجلا ممن يتصل به، عن حاله، فقال: جعلت فداك، مر بي فلان أمس فأخذ بيدي وأدخلني منزله، وعنده جارية تضرب وتغني، فكنت عنده حتى أمسينا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
"ويحك، أما خفت أمر الله أن يأتيك وأنت على تلك الحال، إنه مجلس لا ينظر الله إلى أهله، الغناء أخبث ما خلق الله، والغناء شر ما خلق الله، الغناء يورث النفاق، الغناء يورث الفقر".
لذا علينا أن ننبه شبابنا ممن جاء بالفساد من الغرب لينشره بينهم، وهذا ما تعلمناه من الغرب وهو العمل الخاطئ الذي يغضب الله تعالى، فالله يزيد من بلائه عليهم لأنهم لم يعوا ويتفقهوا بدنيهم، بل أخذتهم أمواج الدنيا لتغوص في أرواحهم جهل النور والذهاب بهم للظلمات.
لنعلّم شبابنا الصحيح من الخطأ ونحن كأهل مسؤولون أمام رب العباد، ولنأخذ بأيديهم ونشد من عزمهم نحو العلم فهو نور والجهل ظلام في حياتهم.
لنجعلهم يعبّرون عن فرحهم بالطريقة الصحيحة واللائقة بحقهم، ولنصحب الأمل إلى قلوبهم الضائعة بين الحق والباطل، ولنجعل روح التفاؤل مزروعة في أجسادهم المتعبة، ولننهض فيهم نحو حياة واعية ترسم النور في وجوههم بشكل هلال الإبتسامة والروح العالية لترك المعاصي والرجوع بين يدي الخالق العظيم.
اضافةتعليق
التعليقات