شهد على عظمته وعلمه القريب والبعيد وهو الصادق الذي يؤيده المحب والمبغض واعترف له المنصور بالفضل ورجاحة العلم حيث قال فيه بعد وفاته: إنّ جعفراً كان ممّن قال الله فيه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا).
وكان ممّن اصطفى الله، وكان من السابقين بالخيرات وكيف لايكون كذلك وهو ينتمي إلى حبيب الله و نبيه العظيم والعالم مدين له فهو الذي كشف الغطاء عن كثير من الألغاز العلمية و كان سببا لانتشار العلوم في مشارق الأرض و مغاربها فقد روي عنه أحاديث كثيرة حيث يعلمنا صلوات الله عليه كيف نعيش و كيف نتعامل و كيف نهتم بأمور حياتنا و كيف نطلب العلم ومن الأحاديث المهمة حديثه المبارك حول الحفاظ على حفظ الحدود في العلاقات و الانتباه على طريقة الحفاظ على حرم الله والساكنين.
قال الإمام الصادق (ع): (القلب حرم الله، فلا تُسكن حرم الله غير الله)..
إننا مدعوون إلى أن تكون علاقتنا بالله سبحانه وتعالى على قاعدة الحب.
ورغم أن طبيعتنا البشرية تحتم التدرج للوصول إلى أعلى مراتب حبنا له سبحانه، إلا أن الهدف أن لانسكن في حرم الله غير الله.
كما أننا مدعوون إلى أن تكون علاقتنا برسول الله صلى الله عليه وآله علاقة حب وكذلك بأهل البيت عليهم السلام، فيكفي دليلاً اية (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 23 - 24] .) فهي واضحة الدلالة على وجوب حب رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما أهل البيت عليهم السلام فيكفي قول الله تعالى "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى".
مع فارق جوهري بين حبِّنا لله عز وجل وبين حبِّنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام، وهو أن الحب الأساسي والأصلي هو حب الله عز وجل، ولا محبوب على نحو الأصالة والإطلاق غيره سبحانه وتعالى، وكل من وما نحبه يجب أن يكون حبه متفرّعاً على هذا الحب الأساس الذي هو حبّ الله تعالى، وفي الحقيقة ليس حب رسول الله صلى الله عليه وآله وحب أهل البيت عليهم السلام إلا فروع ذلك الحب الأساس والأصل أي أننا نحب المصطفى الحبيب لأنه رسول الله – كما تقدم - ونحب أهل البيت عليهم السلام لأنهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصياء رسول الله، نحبهم من أجل الله لأن الله تعالى أمرنا بحبهم.
يجب أن نعرف من نحب وبمن نتمسك ومن ندخل في حياتنا ونعرف ان الحب لله ولاهل البيت فحب الرسول واله هو فروع حب الله لا اقصد لايجوز حب الاهل والاقرباء والاصدقاء ف كل هذا من الحب وهل الدين إلا الحب؟ ولكن اختاروا من يقربكم لله ولاهل البيت اختاروا من تطيرون معهم فوق السحب من شدة نقائهم اختاروا من تنامون وانتم مطمئنين ان ارواحكم و قلوبكم بايادي امينة اختاروا من معهم يحلىو الوقت بالاذكار والقرب لله اختاروا من مجرد رؤيتهم تزيح همومكم اختاروا من تتنفسون معهم ليس هذا الهواء الطبيعي بل تتنفسون معهم روحيا حب لله وفي سبيله حب يرتقي بكم. ولايشترط في ذلك ان ننظر الى العلاقات الناجحة وناخذ احد اطرافها في هذه الحالة يتحول الفرد الى فرد مسموم فبدل ان تصلحوا انفسكم تخربوها حاولوا ان تجدوا من يشبهكم لا تتحولوا الى نسخ فقط كونوا على قدر من الاخلاص و محبة الخير للاخرين وحتما سيرسل الله لكم من يسعدكم وبديهي أن من عَمَرَ قلبه هذا المخزون الهائل من حب الله تعالى وحب المصطفى الحبيب وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم فإنه لن يتعامل مع الناس على أساس البغضاء والحقد والضغينة.
مطلوب منا أن نحب الناس، الآيات والروايات تدعونا إلى حب الآخرين... لا تغتب، لا تؤذِ، لا تظلم، لا تسئ الظن، أكرم، حسّن خلقك، أحسن إلى من أساء إليك، وغيرها من الصفات الحسنة ومن يلتزم بهذه الأحكام يصبح تلقائياً محباً للناس.
أيها العزيز، إن المسلم كتلة حب، فيض حنان، يحب الخير حتى للكافرين، بل ويدعو لهم بالهداية، وقد ذكرالسيد ابن طاوس عليه الرحمة في أعمال ليلة القدر أنه كان يدعو للمؤمنين فتذكر أن الكافرين أحق بالدعاء فبدأ يدعو لهم، أللهم اهدِههم، أللهم أنقذهم من ضلالهم.
قال النبي صلى الله عليه وآله: "إنّ أوثق عرى الإسلام أن تحبَّ في الله، وتبغض في الله".
فعلينا أن نسعى جاهدين بأن نحافظ على عطايا ربنا وما ألطف علينا به كما أشار مولانا صادق الآل:
القلب حرم الله..
كيف نحافظ على هذا القلب؟
ومن نسكن في هذا القلب؟
وكيف نساعد أنفسنا في الحفاظ على طهره و نقاءه؟
أنا كنت فهيمة في اختياراتي، فماذا عنكم؟
اضافةتعليق
التعليقات