يشهد العالم الإسلامي هذه الأيام أيام مباركة وشهر رمضان الذي أعده الله في موازين حسنات الناس جميعاً إذ تتمثل الحسنة بأضعافها وتتضمن سفرة الأسر العديد من الأطعمة وفي ظل صعود الدولار تعاني أغلب الأسر العراقية من تغلب الدولار على الأصعدة جميعا حتى باتت ظروف الأسر متغلبة على أمرها، خاصة وأن الأسواق تشهد يومياً رواجاً مستمراً للتبضع، والتجار يجدون فيه فرصة مناسبة لزيادة أرباحهم، وخصوصاً مع ازدياد الطلب على المواد الاستهلاكية والغذائية.
ومنذ بداية الشهر الفضيل تلتهب أسعار الخضراوات والفواكه والعصائر والتمور، ومع أيامه الأخيرة واقتراب عيد الفطر تحلق أسعار الحلويات والألبسة عاليا خاصة كذلك التنافس بين الشركات المنتجة واختلاف المنشأ كان سببا فارقا في الأسعار وإضافة إلى ذلك يستمر المواطنين في التبضع ولم يثنيهم ارتفاع الأسعار عن إقامة موائدهم وطقوسهم.
ازدياد المحتكرين وعددهم خلقوا أزمة اقتصادية في ظل ارتفاع الدولار والأسعار التي تزامنت مع الشهر الفضيل وازدياد سعر صرف الدولار الذي يرتبط بالمستورد ارتباطا وثيقاً كان له أثراً واضحاً في اضطراب الأسواق والناس، فالرقابة معدومة، كما إن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يجعل الأسرة أمام صدمة كبيرة في هذا الشهر الفضيل، والذي اعتاد أغلب الصائمين فيه على أن يملأوا موائدهم بأنواع الأكلات ويذكر البنك المركزي العراقي "وجد أن القيمة الحالية لسعر الصرف مناسبة، وحققت النتائج المرجوة في السياسة النقدية" متجاهلين بذلك وضع المواطن والدخل الفردي الذي بات يتأرجح في ظل ارتفاع الدولار، ويعزى بعض المواطنين إلى ارتفاع الأسعار بسبب جشع التجار والتلاعب في السوق وبعضهم يبرر الارتفاع إلى أن الاستيراد من الخارج يكون بالدولار وهذا ما يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على حال المواطن.
ويذكر "أن المسؤولية المباشرة لما يشهده السوق العراقي تقع على وزارة التجارة، حيث كان من المفترض أن تقوم بفتح منافذ للبيع المباشر وضخ المواد الغذائية الأساسية من خلالها، ما يؤدي إلى تغطية العرض في السوق لضمان عدم حصول احتكار للسلع، لكن الوزارة كانت عاجزة في قضية توزيع مفردات البطاقة التموينية، وبالتالي لم يكن لها أي دور إيجابي في السيطرة على حالات الاحتكار التي حصلت في السوق وانعكست على المواطن" .
لذا من الضروري احتواء الأزمة المالية وإيجاد حلول سريعة، لإعادة الحركة الاقتصادية وتقليل الأثر السلبي من خفض قيمة الدينار وحالة الركود الحاصلة في السوق المحلي ومساعدة الفرد في تخطي الوضع الراهن .
اضافةتعليق
التعليقات