بينما أتصفح الانترنت لا شيء جديد غير صور القتل والإجرام، تتناقلها بعض الصفحات الشعبية ويتناقلها الأشخاص على صفحاتهم وكأنها أخبار اجتماعية، زوجة تقتل زوجها مرة وأخرى أب يقتل أولاده، وآخر منشور رأيته قتل وحرق زوجة من قبل أهل زوجها.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن حرق الزوجة من قبل أهل الزوج، بين الصدمة والوعي أتساءل هل أصبحت الجريمة باردة؟، لم أعتد رؤية مثل تلك الجرائم التي تناولها الإعلام، كهذه الفتاة التي لم تتجاوز عقدها الثاني وهي تحترق على سطح الدار، مكان آخر انتحار شاب وقتل أخيه.. قتل فتاة على يد أهلها.. مقتل شاب بعد اختطافه..
جميعها تتفوق بالقراءة والمشاركة؛ والعجيب أن عدد المعلقين يفوق الألف تعليق، والمشاركات، ويشعر الفرد في حالة من الخوف من هذه الحوادث الاجرامية، هكذا يتساءل الناس وهم يستمعون لنشرات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعية، وكأن المجتمع يعيش في حالة فوضى، كل من حولي خائف من القتل أو الاختطاف أو القتل، بحثتُ حول هذه القصص وشاهدت كل المقاطع، لفت انتباهي أن معظمهم شباب وأطفال، ما السبب الذي دفعهم لارتكاب هذه الخطيئة، المال.. الحقد.. الغضب.. العائلة.. المخدرات.. تقليد المسلسلات الإجرامية..
سمعت في التحقيق أن القاتل كان متعاطي للمخدرات.. عاطلاً عن العمل، بحاجة إلى مال.. غضب من طلبات زوجته فقام بقتلها بأداة حادة.
من الصعب أن تسمع بأن هذه هي الأسباب الدافعة للجريمة.. والأصعب هي أن ترى قطرات دم تسيل على الأرض لسبب ما.. قد يكون عشائرياً أو عداوة شخصية راح ضحيتها؟ لماذا انتشرت الجرائم في وقتنا هذا؟!.
وشهد العراق في الأسابيع الأخيرة سلسلة جرائم مروعة طالت نساءً، ولماذا أصبحنا نستمع للقاتل ونرى صور الضحية، ولم يرف لنا جفن، هل أصبحت قلوبنا قاسية فهي كالحجارة أو اشد قسوة، أم أنها اعتادت على رؤية الدم، بينما هو يعتد حرمة قتل المسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية: (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وعن رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
وهناك خطوات لابد من معالجتها والكف عن هذه الظواهر منها:
ــ عدم التفاعل في المنشورات التي تحتوي على صور العنف.
- رصد الأبناء ومراقبتهم، وتحسين سلوكهم من خلال اشغال أوقاتهم بالدورات الثقافية.
ــ معالجة الشباب من الإدمان بمراكز خاصة وتحت رعاية مؤسسة حكومية.
- محاسبة المجرمين والإعلان عن محاكمتهم أمام الملأ حتى يعتبر الشباب.
- إيجاد فرص عمل للشباب وتوفير حاجاتهم.
- مهارة التعامل مع الشباب أثناء الغضب وتسوية النزاعات العائلية.
- إبلاغ رجال الأمن في حال حصول سرقة أو تهديد.
- الاتصال بالمركز، ومساعدة رجال الأمن في عملهم لسلامتك أولاً وسلامة المجتمع.
- عدم نشر الإشاعات والأخبار غير الصحيحة عن طريق مواقع التواصل حتى لا يفزع الآخرين من الخبر.
- عدم حمل السلاح، وأن يكون حصراً بيد من يملك رخصة بحمله.
- أخذ الحيطة والحذر من المتسولين.
- لا تتحدث أمام الآخرين عن الأموال أو ورثٍ ستحصل عليه.
أرقام عالمية حول جرائم القتل في العالم
(يُسجّل، كل عام في جميع أنحاء العالم، حدوث نحو 200000 جريمة قتل بين الشباب من الفئة العمرية 10-29 سنة، ممّا يمثّل 43% من العدد الإجمالي لجرائم القتل التي تحدث سنوياً على الصعيد العالمي. هناك، مقابل كل شاب يُقتل، 20 إلى 40 شاباً يتعرّضون لإصابات تقتضي دخولهم المستشفى لتلقي العلاج.. غير أنّ الذكور يشكّلون، في كل البلدان، معظم مقترفي جرائم القتل وضحاياها.
أمّا معدلات جرائم القتل المُسجّلة بين الإناث فهي أكثر انخفاضاً بكثير في كل الأماكن تقريباً.
انخفضت معدلات جرائم القتل في صفوف الشباب في معظم البلدان بين عامي 2000 و2012 إلا أن مستوى هذا الانخفاض في البلدان المرتفعة الدخل كان أعلى من المستوى المسجل في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ومن الملاحظ أنّ الشجار والتنمّر من الظواهر الشائعة أيضاً بين الشباب. فقد أظهرت دراسة أجريت في 40 بلداً نامياً أنّ معدلات تعرّض الذكور للتنمّر تراوحت بين 8.6% إلى 45.2% في حين تراوحت معدلات تعرّض الإناث له بين 4.8% و35.8%.).
ويقول بيتر هوكينز، ممثل اليونيسف في العراق: "إن العنف ضد النساء والفتيات انتهاك لحقوق الإنسان وله تأثير مدمر على صحتهن ورفاههن ومستقبلهن. وهذا أمر لا يمكن تبريره. النساء والفتيات يشكلن نصف عدد السكان ولديهن الحق في العيش في مأمن من الخوف والعنف بما يسمح لهن العيش إلى أقصى إمكاناتهن".
ومن جهته، أضاف الدكتور أولوريمي سوجنرو، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق: “إن إنهاء العنف ضد النساء والفتيات ليس خيارا بل التزام طويل الأمد يجب أن يصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع العراقي وذلك من خلال الجهود المشتركة. تعولنا النساء والفتيات على منع جميع أشكال العنف ضدهن والوقوف إلى جانبهن للوصول الى حياة كريمة". نقلاً عن منظمة الصحة العالمية
اضافةتعليق
التعليقات