الصين تتعرض لإبادة بشرية كالتي يتعرض لها الشعب العراقي ولكن بمسببات مختلفة ومسميات أخرى فالشعب الصيني معرض لخطر الموت بسبب الاصابة بفايروس يدعى فايروس كورونا الذي سجلت أول حالة اصابة في شهر ديسمبر الماضي بينما يباد الشعب العراقي بفايروس الفساد المتفشي بصورة كبيرة في البلد ابتداءً بالحكومة مرورا بكل أركان الدولة، منذ عام 2003 خسر الشعب العراقي بسبب هذا الفايروس الكثير من الضحايا خلال هذه المدة.
اقتحم فايروس كورونا بيوت المواطنين الصينيين وهجم عليهم بصورة وحشية مما تسبب بإعلان حالة النفير العام في عموم البلاد بسبب مخاطر هذا الفايروس الفتاك الذي أودى بحياة أكثر من 106 شخصا، كما زاد عدد الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس إلى 4515 حالة.
ومن أجل سلامة المواطنين أعلنت الحكومة الصينية النفير العام واتخذت أقصى التدابير لمكافحة فيروس كورونا والسيطرة على هذا المرض والمحافظة على أرواح مواطنيها لذا تم فرض حجر صحي على مدينة ووهان التي تعتبر مصدر المرض، بالإضافة إلى مدينة مجاورة.
وأعطى الرئيس الصيني شي جين بينغ إشارة للتحرك لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وشرع المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد الذي أثارت احتمالات انتشاره وتفشيه مخاوف كبيرة في الصين والعالم. بحسب الوكالات الرسمية للصين.
ليس هذا فقط بل دخلت السلطات الصينية في سباق مع الزمن من أجل تشييد مستشفى ضخم خلال 10 أيام فقط وبث التلفزيون الصيني لقطات تظهر عشرات الجرافات تعمل ليلا ونهارا من أجل وضع أسس المنشأة الطبية. حيث يتسع المستشفى الجديد لنحو 1000 سرير، وتبلغ مساحته 25 ألف متر مربع.
كل هذه الإجراءات وأكثر اتخذتها الحكومة الصينية من اجل المحافظة على أرواح مواطنيها. بينما الشعب العراقي مرابط في ساحات التظاهرات لمدة أربع أشهر ليلا ونهارا رغم قساوة الجو لكنهم مستمرون وبدلا من تلبية مطالبهم البسيطة والتي هي قانون انتخابات عادل، رئيس وزراء غير جدلي، تحديد موعد لانتخابات مبكرة تقوم الحكومة العراقية بالتصدي لهم بأبشع الطرق من حيث القتل والاعتقالات.
في بلدي العراق منذ ستة عشر عاما ابناءه يبادون بأسماء ومسميات مختلفة تارة باسم الجوع وأخرى باسم داعش وثانية باسم الطائفية وأخيراً باسم الحرية والسبب الرئيسي لهذه الانتهاكات وهذا القتل المبرمج لأبناء الشعب هو فايروس الفساد الذي أهلك الحكومة العراقية لتوغله في جميع أركانها واستفحل هذا الفيروس في جميع مرافق السلطة حتى أنهكها وجعل منها عجوز خرساء مقعدة وضعيفة القوى، كل من هب ودب يتحكم بها ويحرك الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه حسب أهواءه.
وعندما صحى الشعب من غيبوبته عن فايروس الفساد كان الأون قد فات فالفايروس خرج من مرحلة حضانته وبانت الأعراض واضحة جدا وبالأخص على الحكومة المقعدة التي انتشر فيها الفايروس وتوغل بكل أجزاءها ووصلت إلى مرحلة متأخرة من الاصابة حتى أصبحت ميتة سريرياً.
لذا أعلن الشعب النفير العام على فساد الحكومة والمحاصصات في أكبر ثورة شهدها تاريخ الشعب العراقي وهي ثورة تشرين، فانتفض الشعب بعد أن رأى أن حكومته تلفظ أنفاسها الأخيرة، خرج أبناء الشعب شيبا وشبابا ونساءً وأطفالا لاسترجاع ماتبقى من الوطن بعدما أكلت آفة الفساد جسده، كانت نتيجة هذه الثورة هو سيل دماء وابادة شبابية جماعية لأكثر من 690 شخصا وأصيب أكثر من 17 ألف بجروح خلال المظاهرات الشبابية ضد فايروس فساد السلطة في العراق.
ولم تعلن الحكومة العراقية النفير العام لهذه الانتهاكات بحق المواطنين ولم تتخذ أي احتياطات لإنقاذ حياة الأبرياء وحتى لم تكتشف أي مضاد حيوي أو لقاح لهذا الفايروس بل على العكس أخذ البرلمان عطلته التشريعية للاستجمام وقضاء وقت ممتع. وتركوا الفايروس ينتشر والشعب يقتل بأبشع الأشكال.
فبمجرد ظهور فايروس بالصين والذي لا استبعد أن يكون من جراء غلطة مختبرية كالتي تحدث في الأفلام الأمريكية، تعالت الأصوات منددة ومتضامنة وأعلنت الدول كافة الحيطة والتدابير لمنع هذا الفايروس من المرور عبر أسوارهم العاجية، أحسوا بخطر الموت فانتفضوا.
المضحك المبكي أن فايروس الفساد هو أقدم من فايروس كورونا ومنتشر بصورة مخيفة في جميع أنحاء العالم وعلى وجه الخصوص في البلدان العربية ولكن لم نسمع تلك الأصوات تندد به ولم تذكر القنوات علاج له، هل لأنه غير قاتل أم لأن ميزة فايروس الفساد هو البقاء للأقوى على حساب الأضعف. من أجل ذلك نلاحظ التكميم عن هذا الفايروس لأنه بالنسبة للشعوب المغلوب على أمرها فايروس بينما لاتراه الحكومات موجود لأنهم قد أخذوا اللقاح المضاد له فلن يقتلهم هذا الفايروس كما يعمل مع الفقير والمغلوب على أمره من الشعب.
لذا لم يهمهم فايروس الفساد في العراق بقدر ما اهتموا بفايروس كورونا لأن فايروس كورونا عادل ولايصيب فقط الفقراء والمغلوب على أمرهم من الشعوب يصيب أي شخص يصادفه لذا خافت الحكومات واتخذوا كل التدابير لمنع وصوله لهم ليس من أجل الشعوب بل من أجل أرواحهم فعندما يدق ناقوس الخطر صوبهم تصبح الاجراءات سريعة وعندما يكون الأمر مرهون على الشعب يستمر بالموت والعذاب لمدة ستة عشر عام، ولايبحثون عن علاج أو حل لهذا الشعب المسكين وعندما قرر الشعب الاعتماد على نفسه في انهاء فايروس الفساد كانت النتيجة الموت والاغتيال والقتل بالاجماع.
ليست نيتي هو التقليل أو الاستهزاء بخطورة فايروس كورونا ولكن أريد أن أقول أن خطورة هذا الفايروس بنفس خطورة فايروس الفساد المتفشي في العراق والذي بات منتشرا بصورة مخيفة ومقلقة، وأتساءل لماذا لم نعلن النفير العام عليه منذ ظهوره وانتظرنا بعد أن استنزف كل قوانا وأخذ شبابنا واستفحل في جسد وطننا وعندما اردنا اعلان النفير العام ضد فايروس الفساد كان العلاج قد انتهى والمضاد الحيوي الذي نمتلكه منتهي الصلاحية ولايوجد أحد ليمد لنا يد العون أمام هذا الفايروس الكبير والخطير وأتساءل هل سيقضى على هذا الفايروس وهل سنجد مضاد حيوي للتخلص منه أم سيبقى أو يذهب ويأتي فايروس باسم وثوب مختلف يكمل مسيرة الفايروس السابق بقتل وابادة الشعب العراقي؟.
اضافةتعليق
التعليقات