(نموت ويحيا الوطن) لا يمكن ان نقول مقولة لم تعد تجدي نفعا أو انتهت صلاحيتها، فالأصح هي مقولة ولدت عليلة تفترسها الأمراض النفسية وتغلفها الانانية والمكر، الأجيال السابقة اُشعلت حماستها هذه العبارة وما شابهها من المعاني التي زفتها الحكومات الدكتاتورية والفاسدة لتطبع في أذهان الشعوب الفقيرة لاستنزاف قدراتهم وتحويلهم وقود لنار اطماعهم متى ما اوقدوها.
في الدول المتقدمة لا يوجد من يروج لهذه المعادلة الخبيثة، وعليه ندعوهم بالدول المتقدمة، وهي صفة جاءت لأنهم استطاعوا توفير سبل العيش المنظم والمتوازن لشعوبهم، وعمرت البلدان وفق مبدأ: (اعمل، انتج، اصلح، ابدع)، كي يحيا الوطن وعلى هذا المبدأ يربى المواطن وينشأ، وحتى الانتاج والابداع هو لذات الشخص أولا ثم لعائلته وأخيرا لوطنه، انتج كي تكون أنت وتستفد من انتاجك.
فالأوطان تحيا وتقاوم بإبداع مواطنيها وعملهم، وليسوا مطالبين أن يأخذوا دور الأضاحي أو كبش فداء، وتقديم أرواحهم أو سلبها بقوة قانون يضعه مختلي العقول لتنعطف حياتهم باتجاهات اجبارية ويفنون تحت التراب كي يحيا الوطن، ليصبحوا ظاهرا مواطنين صالحين ضحوا من أجل بلدهم وباطنا ادراج تسلق على أكتافهم المنتفعون، ولم تعد بأرباح على البلد ومواطنيه وانتاجهم يذهب للأفراد الذين ألفوا وتبنوا هذه العبارات خدمة لمصالحهم.
الوعي الذي يتمتع به هذا الجيل رغم أنوف المستبدين الذين أرادوا اطفاء وهج الشباب والسيطرة عليهم داخل حفرة الجهل والفقر، رفسوا ورفضوا هذه المعادلة الباطلة متسائلين إذا متنا فمن الذي يعيش على أرض الوطن ويتمتع بخيراته؟، ولماذا نموت ويبقى المسؤول هو وحاشيته؟. وبما إننا قدمنا أرواحنا فداءً للوطن لما لم يحيا ويبنى ووطن الأرامل والأيتام والطفل الجائع والشاب المحبط؟.
وظهرت جليا هذه التساؤلات والأفكار الواعية في المظاهرات التي دخلت شهرها الثالث ولم تزل مستمرة مطالبة بتدمير جميع الأفكار والقوانين التي جعلت المواطن فقيرا في أغنى بلدان العالم وعملت على قتل مواهبه، واثباط هممه في البناء والاعمار وتحطيم أهدافه في التطور والعلم والمعرفة، هذا الجيل المثقف لديه كل المقومات لبناء بلد على أسس وأفكار ناضجة متطورة تمنح الأفراد حقوقهم في ثروات بلدهم وفي تقرير مصيرهم وفي تغيير وتشريع القوانين لتتماشى مع تطلعاتهم ليلحق بركب الدول المتقدمة، ليحيا المواطن ويحيا الوطن.
اضافةتعليق
التعليقات