"يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين. وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة." (علي الوردي)
ومع كل ما يحصل اليوم في الشوارع المجازية في عالم التواصل الاجتماعي نلاحظ جيدا انقسام الآراء بين أبناء الشعب العراقي، وهذا هو أمر بديهي جدا في غياب القيادة الحكيمة، فهذا التجمهر الشعبي يحتاج إلى قيادة واعية تحتضن الشعب العراقي تحت ظل هدف واحد، إذ إن هذا التشتت الحاصل بين صفوف الشعب العراقي أدى وسيؤدي إلى سفك المزيد من الدماء الطاهرة.
ومن ضمن الانقسامات الحاصلة ومع بالغ الأسف هنالك فئات محددة تحاول ضرب الدين من خلال أهم نقطة قوة للعراق وصمام أمانه، وصاحب الفتوى الكريمة التي أنقذت العراق من الغرق التام.
فالاستهدافات الحاصلة لمراجع الدين هي استهدافات فاشلة، لأن الشعب العراقي يعرف جيدا كيف يوجه بصيرته نحو القيادة الربانية التي تستمر حلقاتها إلى الأنبياء والأوصياء والأئمة الأطهار وصولا إلى المراجع العظام.
فالدين الإسلامي هو دين واضح وصريح وثابت، وليس هنالك ثورة أكبر من ثورة الإسلام التي خرج بها الرسول محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) بوجه التخلف والجاهلية والعقائد البالية وغيّر ما غيّر منها بالحرية والتطور والإنسانية والعدالة..
ففي غياب القيادة الحكيمة ستحل الفوضى وستأخذ الشائعات محلها بين عقول الناس البسيطة التي لا تدرك الوضع الحالي ولا تملك الرؤية الحقيقية للأوضاع والأشخاص، بل تنجرف خلف الكلام المفبرك والشائعات، كما أن الشخص العادي لا يملك الحكمة والبصيرة التي تمتلكها المرجعية، فالتوحيد على كلمة المرجعية والتفاف أبناء المجتمع حول خيمة القيادة الربانية، هو الطريق المبلط للوصول إلى الأهداف المنشودة واسترداد الحقوق الضائعة.
إذ إن دحر أخطر تنظيم إرهابي لم يتم إلاّ بعد الانضواء تحت خيمة المرجعية العليا، وكذلك النصر واسترداد الحقوق المسروقة لن ترد إلاّ بعد توحد الشعب حول كلمة الحق.. بشرط الاستماع التام إلى الارشادات والتوجيهات الصادرة من سماحته وترك المصالح الشخصية والأحقاد الفردية جانبا، ليكون حرب المجتمع وسلمه وحكمه كله تحت راية المرجعية الدينية كما نوه سماحة السيد محمد تقي المدرسي بذلك، وكانت اشاراته خير تذكير بضرورة تجميع الناس حول راية المرجعية العظمى من قبل باقي المراجع وأصحاب الكلمة المسموعة والنخب ذات الجماهير الواسعة، لأن القيادة المتعددة تعرقل سير الثورة وتشوش أهدافها، إنما وجود قائد واحد متفق عليه هو الذي سيسير بالعراق وشعبه إلى بر الأمان، والتوحيد حول كلمة الحق هو عين قوة العراق، فلا حجة لنا اليوم على الضلال والحيرة والتيه في زمن الغيبة وتكاثر الفتن بوجود صوت المرجعية في النجف وذلك بوصاية المعصوم الامام المهدي (عج الله تعالى فرجه الشريف) الذي قال:
"وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم".
اضافةتعليق
التعليقات