مع اقتراب موعد السنة الدراسية الجديدة، ازدادت المصاريف على الاسرة لهذا الامر، فأصبحت مسؤوليتهم كبيرة وثقيلة، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب العراقي، فلم تعد مشكلة شراء القرطاسية والملابس فقط، وانما تزامنت مع تجهيزات العيد قبلاً ومن ثمّ تجهيزات شهر محرم وشراء الملابس السوداء لشهر محرم الحرام.
اضطر الاهل ان يأخذوا من ابنائهم العيدية اولا بأول خوفا من صرفها على الالعاب و شراء ما لا يلزم، بالوقت الذي هم يحتاجون فيه الى القرش لسد حاجة بعض المستلزمات وذلك على حساب متعة الطفل بعيديته التي طالما انتظرها، وبينما الاخر خيرهم بين ملابس العيد و المدرسة .
بينما اتجهت بعض الاسر ايضا لتطبيق نظام الدور الذي يعتمد على ترتيب الابناء لمجموعتين او ثلاث، لشراء نواقصهم على التقسيم المال والوقت، لتكبد عناء دفع مصاريف كبيرة مرة واحدة، لذلك فهم يقسمونها على اشهر او مواسم معينة، او تبادل الحاجات بينهم، قميص الكبير للصغير، وحذاء الكبيرة الى الصغيرة، والآباء تحت ضغوط كثيرة، فقد أنهوا على التو ثلاث مناسبات انهكت جيوبهم، هي الصيف وما يحمله من نفقات السفر، وشهر رمضان الكريم و مصاريفه الباهظة، وما يطلبه ذلك أيضاً من زيادة النفقات الشهرية للاسرة فلا يكاد ان يتنفس حتى تأتي الضربة القاضية كما وصفها الحاج خليل لموقع بشرى فيقول: لم يكد الأهالي يستريحون من متطلبات العيد القاسية حتى استقبلوا عاماً دراسياً جديداً يمثل الضربة القاضية للآباء، بمتطلباته التي لا تنتهي من الأبناء طوال فترة الدراسة، والمشكلة ليست في البضاعة بل في اختيار الابناء ومتطلباتهم وذوقهم، والنظر الى فوق مستوى العائلة، مما يجعلنا نخجل ان نقول لهم لا، فنضطر الى القرض او الشراء بالدين.
وتجيب ام شاكر ( ارملة ولديها ثلاثة بنات): بعدما غدت بداية العام الدراسي بمثابة جرس انذار يطرق في بيتي، في ظل ارتفاع أسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسية وغيرها، أنهكتها طلبات بناتها الثلاث، وها هي تواجه مصاريف المدارس، وشراء الاسود لشهر محرم الحرام بميزانية ضعيفة لا تتعادل 200 لبناتها الثلاث وتقول: لا اخفي عليكم الملابس ليست من الماركة وانما اغلبها من البسطات المنتشرة في الشارع، وبعض ما تبرعت المؤسسة لأيتام من القرطاسية والقمصان، جزاهم الله خير فقد حملوا عني ولو قليلا لكنه يبقى خيرا من الحرمان .
عامر متزوج اضاف لموقع بشرى: انا عاجز عن تأمين جميع المصاريف المدرسية خصوصاً أنني أتحمل اعباء اولادي الخمسة واولاد اخي الشهيد، ولا يمكنني أن أغامر بالاقتراض لأني أعلم بانني لن استطيع تسديد الدين لان راتبي لا يبقى منه شيء، لكن احاول ان اقدم اولاد اخي على اولادي .
ارتفاع الاسعار اول كلمة قالها السيد زين العابدين هاشم (موظف): نعيش حاليا اوضاعاً مادية صعبة بسبب قلة الرواتب وارتفاع اسعار السلع والبضائع في الأسواق لذلك يشكل لنا العام الدراسي عبئاً إضافياً على مصاريف العيد الفائتة، والواجبات التي لا تنتهي، ما يفرح القلب ان الاستيراد مفتوح تجد كل الانواع في السوق وحسب المبلغ الذي ترغب فيه .
وأوضحوا الاهل أنهم يحاولون بقدر المستطاع الاقتصاد بالميزانية وتقسيمها على المناسبات فيما استغنى البعض عن شراء ملابس عيد الاضحى فالمدارس أولى، أما آخرون فوجدوا البسطات افضل مكان لتسوق، وأشاروا إلى اسعارها المناسبة وانها معقولة وجودة ممتازة.
من جانبها، قالت أم مرتضى وهي والدة لـ4 أطفال في المدرسة بأنها هذا العام استغنت عن تجهيزات العيد، مقابل شراء ملابس المدرسة لكون المدارس أولى، مبينة أنها لا تملك ميزانية للاستمتاع مع ابنائها بالعيد والمدرسة على الابواب، لكنها وعدتهم انها ستعوض ذلك في العطلة النصفية .
نصائح تقدمها لكم موقع بشرى للحفاظ بشكل عام على ميزانية الاسرة وعدم التبذير .
_اختيار ما يناسب الابناء من الالوان والموديلات، وعدم شراء ما هو فائض عن الحاجة، لا تبذر اموالك لأنك تحب اطفالك، الاكتفاء بما هو مناسب بالسعر، وضع ميزانية للموسم الدراسي حسب الواجب والاهم، وشراء ما يلزم من الملابس والمستلزمات، تذكير الابناء بان هنالك اشياء لا يقدرون على شرائها، وكذلك ضع خطة تسوق لكل الابناء مع تحديد النوع والسعر.
_زرع التواضع وعدم الرفعة لدي الابناء عندما يرتدون الجديد بان لا يتبخترون ويشكرون الله على هذه النعمة وتعليمهم دفع الصدقة، لوازم المدرسة كثيرة ولا تتوقف طوال العام الدراسي، وبالتالي من الصعب توفير الميزانية، تذكروا هناك ايتام بحاجة الى من يحتضن جراحهم ويسمح دمعتهم، ازرعوا الفرحة بقلوبهم ولو بشيء قليل فقد تكون خففت عنه معاناته ورسمت البسمة البريئة على شفتيه الصغيرة ، قال الامام علي (عليه السلام ): ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحمّاً له، إلا كتب الله له بكل شعرة مرّت يده عليها حسنة، في وصيته عند وفاته: الله الله في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيّعوا بحضرتكم .
تبرعوا بالفائض على الفقراء والمحتاجين، فلا نعرف اي صدقة تدخلنا الجنة.
اضافةتعليق
التعليقات