• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صرخة روح

جنان الهلالي / الخميس 28 آذار 2019 / حقوق / 2441
شارك الموضوع :

الطبيعة في هذا الكون العجيب المدهش الساحر الذي يشمل البحار والأشجار والجبال وغيرها، جميلة في هدوئها، ولا ينبغي لأحد أن يأمنها.. فهي حين غضبت

الطبيعة في هذا الكون العجيب المدهش الساحر الذي يشمل البحار والأشجار والجبال وغيرها، جميلة في هدوئها، ولا ينبغي لأحد أن يأمنها.. فهي حين غضبت لاتأمن مكرها، وقد خلقها الله تعالى لنا بأحسن صورة، فهي مجرد وسيلة رمزية بسيطة أهدانا الله إيّاها.. فقط كي نأخذ من خلالها فكرة عن الجنة.

إنه يوم جميل تمتزج فيه عطر الطبيعة مع عطر عيد الأم. قرر يوسف ذو العشرين ربيعاً بأخذ تلك الأم الجميلة المعطاء إلى تلك العبارة للأحتفال  معها بعيد الأم.

قال لها: أمي تعالي نصعد  للعبارة مع تلك العوائل.

أجابته بتردد: ولكن بني يوسف فلنحتفل هنا.. أنا لا أخشى على نفسي بقدر خوفي عليك حبيبي  من النهر إنه غدار.

أجابها: أمي هيا دعي عنك الخوف أنا بجانبك امسكي بيدي ستتحرك العبارة هيا أين الشجاعة التي كنت توصيني بها؛ هيا ضعي قدمك توكلي على الله لقد اقتربنا.. هيا الحمد لله انظري روعة المنظر صدق  شاعرنا الجواهري حيث قال: (يادجلة الخير ياأم البساتينِ).

قالت: حسنا بني يوسف ولكن تمسك بي أنت تعلم جيدا أني أعاني من دوار البحر.

يوسف: أمي اليوم يصادف عيد الأم وأنا أريد أن أحتفل معك بهذا العيد واجعله مميزا، تعالي كي نأخذ بعض الصور وبعض اللقطات الجميلة.

ام يوسف: ياالله ماهذه العبارة كأننا في عربة الموت إنها غير متزنة! وماهذه الأعداد الكبيرة من البشر على متنها فلنرجع يابني أنا غير مطمئنة.

أمي لاتخافي، هيا انظري جمال النهر، عزيزتي كل عام وأنتِ بخير، الله يحفظك لي.. أعطني  يدك لأقبلها.

أم يوسف: ماهذا، ما بال هذه العبارة إنها تتأرجح يوسف ابني امسكنيـ يالهي.. إنها تميل، اطلب من سائق العبارة العودة إلى الشاطئ.. إنها تتأرجح.. فلتبقى متمسكا بي لاتخف بني..

يوسف: أمي لاتخافي تمسكي، أنت أيضاً إنها تميل.. لقد انقلبت.. إنها تغرق.. إنها تغرق ياالله انقذونا، ابني ألم تشاهدوه؟ ابني يوسف!! هل هو مرمي مع تلك الجثث!! لالا إن قلبي يخبرني أنه حي أستطيع أن اسمع دقات قلبه ولكن لا أكاد أميز صوته من صوت هدير الماء وصراخ بقية الأطفال والرجال والنساء، ياربي ساعدني إني أخشى أن يجرفه التيار بعيدا عني.

فليساعدنا أحد ما، انقذوا ابني.. يالهي ولكن لماذا لا استطيع التحرك لقد شل الخوف جسمي. أقدامي لاتتحرك انها ثقيلة، سأحاول النهوض ياالله.. لا استطيع.. حسنأ حتما سأتحسن بعد قليل إنها آثار انقلاب العبارة؛ ولكن سوف أستمر بالصراخ وطلب النجدة لعل أحد يسمعني وينقذ يوسف.. ابني إنه هناك ساعدوني، إنه يتنفس لماذا لا أحد يرد علي أين نخوتكم يا الهي ابني سوف يغرق فليساعدني أحد.

اقترب منها أحد أفراد الشرطة النهرية، أخذ ينظر إليها وقد ازرقت شفتيها من البرد القارص، أشفق عليها، وأخذ يتأمل وجهها الملائكي وهو ويقول سبحان الله.. ماهذا الشبه بينها وبين والدتي الله يرحمك ويرحم والدتي. يال هذا النهر الحزين  لقد سرق منا الكثيرين وكأن حنينه للأرواح لا ينتهي..

الشرطي: ماهذا الصوت كأن أحدا يحدثني التفت يمينا يسارا لايوجد أحد بين جثث الموتى!! ثم قال: لاحول ولا قوة الا باالله العلي العظيم بالتأكيد انقلاب العبارة وكثرة الجثث اصابتني بالصدمة، وصدى صوت صراخ الناجين عالق في ذهني.

ثم عاد الصوت: ولدي يوسف أما من يوجد احد ينقذنا!، يالهي ابني إني أشعر بقلبه ينبض.. اخذ يختنق، ساعده ياالله يا من أخرج يوسف من غياهب الجب.

ثم أخذ الشرطي يبحث عن هاتف أو مستمسك ليخبر ذويها بمكان تواجدها، أراد رفع يدها وإذا بيدها ثقيلة بسبب كثرة أعداد جثث ضحايا العبارة التي غرقت، أخذ يدفع بالجثث لكي يسحب يدها وإذا بها ممسكة برداء وقابضة بكل قوتها على ذلك الرداء، ثار فضوله ليعرف من صاحب ذلك الرداء؛ ثم قال: ماهذا ماذا تمسك هذه المرأة في يدها!.

إنه شاب كفلقة القمر وكثير الشبه بجثة المرأة التي تمسك برداءه؛ انتفض وصرخ يالهي هذا ابن هذه المرأة لقد كانت تحاول انقاذه فجرفهما التيار ولقيا حتفهما وهو في هذه الحالة من الذهول.. شعر بأصابع يد الشاب تتحرك.. فصرخ إنه حي إنه حي.. ساعدونا فرق النجدة..احضروا لنا حمالة.. تعالوا الشاب حي، الشاب حي.

ثم عاد لتلك الأم المنكوبة وسحب الكيس الأسود الخاص بجثث الموتى وهو يغطي جسدها.. وقال سبحان الله، كأن روحها كانت تصرخ وتحدثني وتوجهني للبحث عن ابنها بين جثث الموتى ثم أغلق سحاب كيس الموتى على جسدها وهو يقول: ألف رحمة عليك ياأمهاه، ابنك بخير ارقدي بسلام.

العاطفة
الأم
قصة
الحزن
الموت
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    رحيل ناعم

    النشر : الثلاثاء 06 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    وجبات الأطفال السريعة.. دراسة تكشف الخدعة المؤذية

    النشر : السبت 20 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عطر العيد

    النشر : الأثنين 25 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استطلاع رأي: هل تنتظر مبادرات الحكومة لحل مشكلاتك؟

    النشر : الأربعاء 23 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قطعة ثلج في مقلاة!

    النشر : الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تأملات في حضرة الرضا

    النشر : السبت 04 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 870 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 761 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 442 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 373 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 344 مشاهدات

    الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.. أهم النصائح التي تخلصك من الأعراض

    • 329 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1214 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1062 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 24 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 24 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 24 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة