عندما تدخل المرأة إلى منصة العرض وأمامها اثنين من الحكام ليقيموا موقعها في هذه الحياة، تجد الأول يصفها بالدونية وإنها انسان من الدرجة الثانية وانها خلقت فقط من أجل أن تسد شهوات الرجل وتلبي رغباته الدنيوية لا غير، وأما الثاني أيضا يفعل ذلك ولكن بطريقة دراماتيكية مغلفة، فإنه يعرض لها حقوقا مساوية مع الرجل تماما، وأن عليها أن تدخل نفس المضمار الذي دخله الرجل بنفس القدرة والطاقة دون مراعاة طبيعة تكوينها وطاقة تحملها، فينسب حريتها بحرية العمل مع الرجل، فكما يعمل الرجل سائق تكسي وعامل بناء هي أيضا يمكنها أن تفعل ذلك.. فمثلما يعمل الرجل 12 ساعة في اليوم هي أيضا تفعل ذلك دون النظر إلى حاجتها لفترات الأمومة والرضاعة أو حتى الراحة الملزمة للأمور الصحية والنفسية، فكل شخص ملزم بنفسه وبمصاريفه، سواء كان ذكر أو انثى، متزوج أو أعزب، فحتى المرأة المتزوجة عندهم هي المسؤولة عن مصاريفها وليس الرجل كما هو موجود في الإسلام، وما إن تتجاوز الفتاة السن القانوني يجب أن تخرج من بيت والدها وتستقل عنهم في السكن والمصروف وكل شيء!.
كما أنها تخضع للتجنيد في بعض الدول، بينما المرأة في الإسلام معفية من هذا الأمر لكون الدين لا يريد تعريض المرأة إلى ما لم تخلق له في أصل خلقها، ويريد أن ينبه الخائضين في الحروب، إلى أنها كائن لطيف ورقيق، وسريع الانكسار، وغير قادر على تحمل القساوة والشدة، وأنها محمية ومصونة بالرجل.
"وهذا يقودنا إلى التأكيد على أن الإسلام منح المرأة استقلالية الذمة المالية وذلك قبل كل الحضارات والأديان الأخرى. فالديانة اليهودية مثلا تعتبر أن المرأة وكل ما تملكه ملكا لزوجها يتصرف هو في مالها بحرية وليس لها الحق في مراجعته. وكان هذا هو حال المرأة الغربية في أوروبا منذ القرون الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر، بينما المرأة المسلمة تمتعت بحق استقلالية الذمة المالية منذ ظهور الإسلام الذي كفل لها حق البيع والشراء وإبرام العقود دون أي تدخل من أي رجل سواء أكان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا".
وقبل سنوات عديدة نقل عن موقع راديو البي بي سي خبراً عن قيام إحدى كبريات شركات التأمين الألمانية حفلاً "جنسياً" لرجال مبيعات، حيث قدّمت فيه الشركة "بائعات الهوى" ضمن فئات الموظفين ودرجاتهم الوظيفية.
إن هذا الفعل المستقبح لا تستحي منه شركة التأمين ولا الدول الغربية عموماً، فهو من جوهر مبدئها ونظرتها للمرأة، والتي تنظر للمرأة على أنها سلعة تعرض للبيع والشراء، وأنها قابلة للاستنفاد فإذا ما انتهت صلاحيتها رميت على قارعة الطريق لا تجد من يعيلها أو يأويها.
ومع كل هذا فإن أساليب ولغات الحرية عند الغرب تطورت شيئا فشيئا حتى وصلت إلى استغلالها جسديا في تقديم العروض والاعلانات، فتراها تخرج نصف عارية بحركات ووضعيات مغرية جدا في اعلان رخيص لموس حلاقة!.
هذه الحرية التي ينادي بها الغرب، أن ينزع المرأة لبساها من أجل أن يدفع المواطن بعض السنتات لشراء موس حلاقة!.
مع بالغ الأسف كل الشعارات التي يرفعها الغرب ما هي إلا شعارات مغلفة بالمهانة وتهميش المرأة مقارنة بالحقوق التي نصها الإسلام للمرأة، وعندما نقول الإسلام لا نقصد به بتاتا الفئات المتخلفة التي نصت لنفسها قوانين وتقاليد تافهة ونضدتها بالإسلام والشريعة الالهية بحسب ما يتناسب مع أهواء الجاهلية، هؤلاء القوم هم أشد الناس ضلالا لأنهم صنعوا صورة مشوهة للإسلام وعرضوها للعالم، وبالتالي عكس ذلك سلبا على الدين الحنيف، ولكن مع كل هذا التضليل الحاصل لا يعذر الانسان أن يفهم تفاصيل الدين الإسلامي وجزئياته، لأننا في زمن العرض المباشر، والبحث عن معلومة لا يستغرق أكثر من دقيقة، والقرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة هي خير مرجع، فكل الكلام الوارد هو كلام دقيق وواضح وأحكامه ونصوصه صافية.. ويمكن الاستنباط منها كل الحقوق والحريات التي نصها الله تعالى للمرأة وعززها وعلا شأنها في الإسلام، ولكن مع بالغ الأسف نحن تركنا المنبع الصافي والتهينا بأصحاب الضلال، فليس كل شخص يملك لحية طويلة ويمسك بيده مسبحة هو رجل دين، وكلامه منزل من السماء!، أبدا الأمر ليس كذلك، وهذه حجة باطلة علينا أمام الله، لأننا لا نعيش في زمن الجاهلية، وكل الدلائل ووسائل البحث متوفرة عندنا، وأي تقصير في هذا الجانب هو تقصير متعمد ويكون حسابه عسيرا، فليس كل من لبس لباس الدين بمتدين، هل نسينا قصة مستر همفر، إنها نفس اللعبة ولكن بطريقة عصرية ومتطورة، لا يحتاج العدو أن يرسل إلينا عناصره وجواسيسه ملثمين بوجه الإسلام وباطنهم كفر وطغيان، يشهرون في وجهنا السلاح ويضربونا بالرصاص، لا يا عزيزي إنهم يدخلون إلى بيوتنا وغرف نومنا دون أن نشعر حتى، إنهم يتواصلون مع أبناءنا وبناتنا من خلال الفيسبوك والانستجرام، إنها الحرب الناعمة يا سادة، حرب التواصل والاعلام والتضليل، هل نشعر بمقدار الخطر الذي بات يتطور ويلاحق العصرنة التي نعيشها اليوم؟ في كل الأحوال عيب على المؤمن أن يلدغ من جحر مرتين!.
اضافةتعليق
التعليقات