الأشخاص الذين يكونون بعقلية غاضبة و(نرفزة) سوداء ووجه متجهم وفي الوقت الذي يكونون فيه ليسوا على ما يرام، هم أشخاص متشابهون بهذا الشعور والتصرف لأنهم يعانون من انشغال كبير ولا يتحتم هذا الانشغال أو يقتصر على عمل بل يتعدى ذلك إلى انشغال الروح بمكنونها المخبأ تحت الحجاب!.
ومن بعد ذلك تأتي عليهم مرحلة السيطرة والانضباط على الجهاز العصبي وبالأخص مع الأمهات الجميلات اللاتي يعاقبن على كل تصرف يجدنه يخالف قوانينهن الأمومية، تخيلوا كلمة أمومية مع أحد ملصقات مواقع التواصل الاجتماعي أي "ملصق بوجه باسم كأنه مطيع".
الطلبات التي تطالب بها الأمهات ربما لا تتوافق مع رغباتنا ومتطلباتنا حتى أنها لا تمت بأي صلة بما نريد ونرغب لكنها تنبع من قلب شخص يطلب ويتمنى سعادة الكون بين يدينا بغض النظر عن جدية موقفنا أو معارضتنا لمطالبهن حيث يبقين طوال العمر ويشعرن أننا ما زلنا صغارا ولا نفهم الحياة مثلما يفهمنها..
لو تمعنّا بالحقيقة سنفهم ما يتعرضن إليه من أذى لضمان مستقبل ينجينا من مساوئ الوضع الذي نعيشه بالبلد عامّة والوضع المجتمعي خاصة.
وكل قرار يصدر منهن طالما لم يغضب الله تعالى هو قرار صائب حتى لو لم يناسب مدى تقبلنا له ولكن، بالضبط كلمة "ولكن" حيث إن هنالك أمور في داخل كل منا لا تشرحها آلاف الروايات لأنها أعمق من أن تنطق ولعدم هذا النطق والتحاور به يُفكرن بإن اختيارهن هو الأفضل وفي الواقع قرارهن هو الأفضل على مستوى علمهن لأنهن لا يعلمن الغيب ولمراعاة مشاعرنا وما نمر به ولو أننا نفصح عما نخبئ سنجدهن أول ملجأ يحتضننا بلا مقابل.
فليس هناك داعٍ لنقسوا عليهن بالرفض دون أن نقدم لهن مبررا يزيل مخاوفهن ويطمئن صدورهن لمعارضتنا لهن.
يرنو البشر جميعا سواء كانوا أبناءً أم آباء وأمهات إلى الطاقة الإيجابية المرتفعة ليفتحوا بها أيقونات الأفكار لمواجهة أي تحد من تحديات العصر بتركيز تام ودون تلاشٍ، وهذا يصعب على الإنسان الذي لا يدبر أموره أو يحافظ على مسير العلاقات بالشكل الصحيح والمطلوب، ونجاح كل إنسان يعتمد في الغالب على مقدار إيمانه بالهدف أولا ودور الأهل ثانيا.
وما بين الهدف والأهل ارتباط قوي جدا، يجب العمل في بداية كل شيء على تصفية هذا الارتباط لتكوين الرضا والقبول بينهما وذلك لأنه من الصعب على الفرد أن يُماشي هدفه بمعرقلات الرفض وبالأخص رفض الأم، ولو أراد أي شخص التخلص من طلبات وأوامر الأمهات عليه أن يتحلى بالشجاعة الكاملة والمهارة لإقناعهن حسب الظرف الذي يمر به وحتى من الممكن أن يقتنعن بجملة بسيطة.
على سبيل المثال نستطيع أن نختصر كل ما نريد بجملة مضمونها رقيق ومتفهم لوضعهن، على سبيل الممكن أن تكون مثل هذه: "ما إن تنتهي كل الظروف التي أمر بها وأتأكد من أنني جاهز فعلا لما تطلبين، صدقيني سآتي وأخبركِ بذلك، أما الآن فأنا لست أهل لما تطلبين"!.
وكما قال لاعب كرة السلة الشهير مايكل جونسون حين سأل عن أهم أسباب تحقيق الهدف حيث قال: "فأنا أساعد ذهني أن يساعدني في تحقيق أهدافي".
فضع نصب عينيك أولا الطاقة الإيجابية في تسوية الأمور من كل الجوانب كي لا تتعرض لمأزق يُربكك وأنت في غنى عنه، ومن ناحية أخرى كي لا تشعر المرأة التي خرجتَ من رحمها بأن شعورها غير مهم لديك فهي جميلة جدا وخوفها وأوامرها التي تطلقها عليك هي ليست سوى ذرة في كون المحبة والأمومة التي تغدقها عليك، فاحذر أن تسبب خللا في أجزاء ذلك الكون لأن في ذلك عاقبة لا تُسعد، فحاول أن تجد التفاهم بين ما تريده أمك وسعيك..
اضافةتعليق
التعليقات