مع تضخم وازدراء الوضع الصحي والسياسي وحتى الأمني في العراق وبالتحديد داخل محافظة البصرة، ومع اقتراب شهر محرم الحرام، وتواليه مع الأحداث التي جرت على المواطنين نستطيع ان نرى بوضوح كيف مزج الناس الأحداث الواقعة والمأساة بواقعة الطف وما جرى على الحسين (عليه السلام) وأله من الظلم والعطش من قبل بني امية.. فما كانت النتيجة إلا ثورة حسينية قلبت موازين التاريخ بأكملها.
لتكون هذه الملحمة الشرارة الاولى لإنتصار الحق على الباطل، حتى تتحول هذه الشرارة الى براكين من الثورة يهتدي بها المجتمع نحو الحق الى ابد الابدين، فماذا يعني ان نهتدى بخطى رجل ثار على الباطل قبل الف واربعمئة سنة ونسير على منهاجه الذي ظل كنور الهي ينور طريق الشهادة فقط كي لا يبقى للباطل في دفتر الزمان عنوانا.
فالمسيرات والاحتجاجات التي تحصل هل تمثل السير الصحيح على خطى ثورة الحسين؟ وهل هذه الانتقاضة حقا هي انتقاضة حقيقية تمثل صوت الحسين الذي انتقض للحق الالهي الأوحد دون غيره من الأهداف والمصالح؟.
لو نظرنا قليلا الى اهداف الثورة الحسينية، سنجد بأن الحسين عليه السلام قد انتفض من اجل الحق، وليس من اجل المنصب الدنيوي او حتى العطش الذي عاناه هو وعائلته وانصاره، فانقطاع الماء وذبح ال البيت وسبي الاطفال والنساء لم يكن سوى نتيجة للهدف الذي سعى الحسين (عليه السلام) للوصول اليه، ألا وهو الاصلاح!.
فقبل بالنتيجة مهما كلفه الأمر غاليا، لأن الهدف المعنوي الذي يريد الوصول اليه هو اغلى واسمى جدا من هذه الاهداف المادية والمعنوية، لأنه عرف بأن الباطل لو تجذر بالمجتمع لضيع الحق مع اهله، ولضاع التاريخ بين ايدي الظالمين والفاسدين الذين لا يرجون للحق دينا.
فلو لم يحدث ما حدث في البصرة من تلوث الماء وانقطاع الكهرباء.. الخ، هل كان قد حرك الشعب ساكنه كي ينظر من حوله الى القمع الفكري والظلم الذي يتعرض له من قبل الكثير من الجهات والنفوذ التي تحيط به على مدى سنوات طويلة!.
هل النقص المادي والخدمي هو الذي ايقظ ضمائر الشعب؟!، حتى وان كان كذلك فما نخافه اليوم بعد هذه اليقظة هو العودة الى السبات والتغابي عن النهب والفساد الذي يحصل في الوطن، فلو كانت خطانا فعلا على خطى ثورة الحسين (عليه السلام) ومبادئنا التي انتفضنا من اجلها هي منبع الحق فبكل يقين نستطيع ان نقول بأننا قادرين على تغيير الحاضر، لأن الحسين لم يغير الحاضر فقط بل غير التاريخ بأكمله، لأن الذي يثور لأجل الجوع سيسكت حتما اذا القيت له كسرة خبز، اما الذي يثور لأجل كرامته فلن يسكت حتى تكون له كرامة!." (محمد غنيم).
اضافةتعليق
التعليقات