وهبنا الله الكثير من النعم التي سُخِرتْ لنا لغايات بعضها غيبية لم يتم التوصل لكنهها وأخرى استطعنا ان نصل الى ماهيتها ومعرفة الفائدة المتحققة منها.
فأسبغ الينا نعمة تعدد الفصول وانتقالها، وهنا يبقى على الانسان كيفية استثمار تلك النعم وتوقيفها لتحقق الغاية المنشودة منها.
ولفصل الصيف حكاية أخرى، فصل الفقراء حسب ما كان يطلق عليه بسبب ما يدره من فاكهة وغيرها، فصل النشاط والحركة وجمع القوت، وفي العراق حكاية أخرى لهذا الفصل حيث تتكالب أزمة الكهرباء مع سوء الخدمات لتجعل من هذا الفصل شبحا يرعب العراق بما فيه من خيرات، وفي الجانب الصحي الأكثر ضررا من تلك الازمات، ولأستقراء تلك الحالة توجهنا لمجموعة من المختصين بسؤالهم.
كيف تؤثر ازمة الكهرباء على المرضى؟!
دكتورة أوراد / أخصائية تقول:
نظراً لازدياد درجة الحرارة العالية في فصل الصيف وتفاقم مشكلة انقطاع الكهرباء تبدأ معاناة المرضى ومشاكلهم بالتزايد مثلا مرضى العيون تزداد لديهم الحساسية والجفاف نظرا للرطوبة العالية وتغير الجو، مثلا في المكان الذي تنخفض فيه درجة الحرارة لوجود تبريد يختلف عن مكان آخر يتواجد فيه فإن من شأن تلك العوامل أن تساعد على ازدياد معاناة المرضى وتدهور أحوالهم.
أما مرضى الأمراض التنفسية فهم اكثر ضرراً وعند ارتفاع درجة الحرارة تبدأ الأعراض واضحة عليهم وأحيانا تؤدي الى غياب الوعي مثل الربو وحساسية القصبات وغيرها، أما مرضى الأمراض الجلدية تزداد معاناتهم بشدة فإن التعرق تتواجد فيه مادة كيميائية ومن شأن ذلك تزيد لديهم التهيج والحساسية والطفح كما تكثر لديهم الحكة التي تزعج المريض.
فالكهرباء تمثل عامل مهم يوفر نسبة من الراحة النفسية التي يحتاجها المريض والتي تسرع من عمليه الشفاء ومن شأن ذلك يعد مكسب لنجاح العمل الطبي وبالتالي ربح السلامة للناس.
أم محمد تقول:
الكهرباء أصبحت مشكلة فصل الصيف عامة ومشكلة المرضى خاصة فإن انقطاعها لساعات طويلة يؤثر سلباً على حالة المريض النفسية بسبب حرارة الجو المرتفعة والتي تقف حاجزاً أمام راحته لتتركه بانزعاج دائم جسديا حيث تعمل على تفاقم وزيادة الأعراض المرضية التي من شأنها أن تؤثر على الحالة النفسية التي تعتبر من أهم عوامل الشفاء والتي يجب توفرها قبل أي دواء للمريض واليوم نحن نعاني من هذه الأزمة التي أصبحت مرض لنا دون شفاء.
أمير صادق / ممرض جامعي يقول:
لهذه المشكلة تأثير على جانبين لحالة المريض الصحية:
تأثير نفسي: يزيد من الحالة السلبية مما يؤدي الى التصرف بشكل غير مقصود من ناحية التأثير العصبي، أما التأثير الجراحي يؤثر سلبا بسبب خروج الأملاح عن طريق التعرق
مما قد يلوث الجرح.
ابو علي/ مريض يقول:
المشكلة الأساسية التي يعاني منها المريض هي الكهرباء باعتبارها عنصر أساسي وضروري توفرها في مكان تواجد المريض لأن البرودة في الصيف تساعد على تخفيف الألم ونوم المريض لفترة معينة ومن شأن ذلك يساعد على تقليل الألم واكتساب الشفاء وراحة الجسد للمريض أما عدم توفرها يتسبب في خلل وحدوث الردود العصبية والغير متوقعة بسبب تأزم الحالة النفسية للمريض وعدم تحمل الآثار الجانبية لارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وخصوصا في المستشفى يسبب ارباك وتوتر المحيطين به أيضاً، كذلك في البيت يسبب إرباك لأهله وتزايد الاثار المترتبة على حالته الصحية والنفسية.
دكتورة سارة تقول:
للصيف حرارة في قلوب المرضى لا ينفع معها إلا (التبريد)، هكذا أستطيع الرد على سؤالكم لأن تاثير انقطاعها وعدم استقرار وضعها تسبب بتوتر المريض وبالاضافة الى ذلك تدخله في حالة من الخوف وعدم الراحة مما تسبب أرق في الليل وعدم الراحة في النهار وخصوصا من يعتمد شفاؤه عليها مثل مرضى الحروق والحساسية الشديدة وكذلك اصحاب العمليات كالبتر وغيرها مما تستدعي وجود جو مناسب للحفاظ على راحة المريض وزيادة فرصة الشفاء.
فاطمة/ مريضة تبدي رأيها قائلة:
كيف لي أن أبدي رأيي عن شيء احلم ان يتحقق في كل صيف لكن تبقى هذه امنيتنا، المشكلة أن هذا الصيف اختلف فيه وضعي فقد خضعت لعملية بتر رجلي اليسرى بسبب مرض السكري مما جعلني مقعدة في البيت وبذلك احتاج لوجود الهواء البارد واستمرار الكهرباء الذي يوفر ذلك لأن العملية التي اجريت لي من الممكن ان يصيبها التهاب وخروج رائحة كريهة تنبئ عن تعفن الحرج او التهابه بشكل كبير حيث اني لا احتمل ارتفاع درجات الحرارة العالية وخصوصا ونحن في العراق.
اضافةتعليق
التعليقات