بالرغم من اكمالهن الدراسة الجامعية وحصولهن على شهادات وبأختصاصات مختلفة الا ان احلامهن ارتطمت بجدران الخيبة... لا يوجد تعيينات... لمئات الخريجين والخريجات ممن تخرجوا معهن في السنوات السابقة واللاحقة من سنين تخرجهن مما لم يترك لهن خيار الا العمل في المحلات التجارية كبائعات بالرغم من نظرة المجتمع بين رافض للفكرة وبين مؤيد .
ولأهمية هذا الموضوع ولارتباطه الوثيق بمستقبل فتياتنا وأُسرنا كان لموقع (بشرى الحياة) هذا الاستطلاع ..
بائعات
حدثتنا شيماء عيسى ذات ال22 عاما: تخرجت من كلية التربية قسم التاريخ ولم يحالفني الحظ في الحصول على وظيفة كمدرسة بالرغم من كوني من العشر الاوائل مما اضطررت ان اعمل بائعة في احد المولات التجارية لسد احتياجاتي واحتياجات عائلتي.
مضيفة: تعرضتُ لرفض والدتي بالعمل في هكذا مجال خوفا منها من نظرة المجتمع ونبذها إياي، لكنني واصلت عملي للحصول على رزق حلال لسد احتياجاتي دون الحاجة الى أحد.
اما هند علي 25 عاما خريجة معهد تقني: اكدت في حديثها انها غير مرتاحة في عملها في المحال التجارية كبائعة لتعرضها للكثير من المضايقات من قبل المتبضعين والوقوف لساعات طويلة مما أدى الى تردي حالتي الصحية حيث اني لم اتعود ان اقف لساعات طويلة وما يحتاجه هذا النوع من العمل من مجهود لكنني مجبرة في التعايش مع هذه المهنة لما توفره لي من مردود مادي جيد.
وأجابت زينب علي 30 عاما: اصبحت المرأة في يومنا هذا تمارس وتشارك الرجل في كل الميادين وفي اصعبها فالطبيب تقابله الطبيبة والمهندس تقابله المهندسة وهكذا وقد اثبتت جدارتها في كثير من المجالات ولا اتصور ان مهنتي كبائعة في مول تجاري بالمهنة المبتذلة على العكس اراه مكانا مناسبا لعمل المرأة فلا يتطلب جهدا كبيرا بالاضافة الى ان المرأة تعتبر افضل مروج لماركات السلع المختلفة.
الرفض والقبول
وكان للمواطنة المتبضعة فاطمة محمود هذا الرأي:
حيث ابدت ارتياحها قائلة انها حين دخلت الى محل الالبسة والاكسسوارات ومواد التجميل وجدتُ البائعة امرأة مما بعث في نفسي الارتياح الشديد واصبحت لي الجرأة في اختيار احتياجاتي براحة دون خجل او وجل.
وكان احمد مصطفى الشاب البالغ 24 عاما رأيا لايؤيد فكرة ان تعمل الفتاة بهكذا مجال واشار الى ان النساء قد اثرن سلبا على الشباب في الحصول على فرص عمل واستحواذهن على العديد من الفرص مما قلل فرص العمل علينا وبدأنا نجدهن ينافسننا كشباب في مجالات عديدة مؤكدا ان المرأة مهما تكن لا تصل الى المهارات التي يتمتع بها الرجل في اي مجال عمل مهما كان نوعه.
ترفض المواطنة أم عبدالله عمل المرأة في المولات وتقول بأن هؤلاء الفتيات يعطين للرجال نظرة سيئة عن المرأة فهن لا يأتين للعمل وإنما للعرض أمام الزبائن من ناحية الشكل الخارجي (الملابس) وطريقة الكلام ويأثرن سلبا على عمل الشباب وسرقة الفرص ممن هم بحاجة لهذا العمل او ذاك ويكون الدافع هو التسلية وسد الفراغ لا اكثر بالرغم من وجود المعيل لهن من الناحية المادية.
علم الاجتماع
وكانت لنا هذه الوقفة مع الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي، مؤكدة بدورها بأن المرأة قد مارست العمل في كل مجالات الحياة كمدرسة وطبيبة ومهندسة وفلاحة فلا اتصور بكون الفتاة ان تمارس التجارة والبيع والشراء داخل الاسواق الكبيرة ذات البناء العمراني المتطور بالظاهرة الشاذة في المجتمع.
ووقفتْ ان المجتمع العراقي مجتمع متحفظ تحكمه العادات والتقاليد فنجد هنالك تضارب بالاراء حول عمل الفتاة كبائعة فمنهم من تقبل الفكرة ودفع بفتياتهم للعمل في هذا المجال لكون التعيينات وفرص العمل بالقطاع الحكومي ودوائر الدولة ضئيلة.
وبأنها مهنة جيدة وذات مردود مالي جيد للعديد من الفتيات بالاضافة الى الخبرة المكتسبة في مجال التجارة.
والرأي الاخر لم يتأقلم مع التطور الجديد والحركة التجارية وكان الرفض قاطعا بعدم اتاحة الفرصة على فتياتهم بمزاولة هكذا مهن وبأن هذه الظاهرة قد تكون جديدة على المجتمع العراقي نوعا ما ولم يستألفها العديد من الناس حتى وقتنا هذا.
اضافةتعليق
التعليقات