عزيزتي حواء.. للحياة معركتان؛ معركة كبرى مع النفس وصغرى مع الحياة، فلا تكوني غائبة عن الحياة لمجرد كونكِ انثى، كوني انتِ، حاربي واطلقي العنان لنفسك، كوني قوية في زمن تلوث فيه كل شيء وعاد ادراجه للجاهلية لدفن الاناث فقط لكونهن اناثا، تجرأي وتعدي حدود الشعور فثقي لن يشعر احد يوما بأنثى تشتتت على صفحات الناس وقتلت جراء حرب ضروس لاهوادة فيها، واياكِ ان تكوني نبعا دفاقا لكل من هب ودب..
عودي لنفسك عزيزتي، اغمضي عينيك الان، اخبريني ماذا حققتِ في يومك هذا (غسيل الاطباق، تحضير اشهى الوجبات للعائلة، التنظيف، اوه اتممت كل واجباتك المنزلية، ماذا ايضا!)، استلقي واستنشقي نفسا، انت اتممتِ كل شيء على الموعد، لكن اين انت من كل هذا، ماذا حققتِ لذاتك!. من المؤكد عزيزتي ان البيت والعائلة ركن مهم، كل ذلك لاجدال فيه، لكن من كل ماذكرتِ، اين انت؟ هل هذه هي كل انجازاتك؟!
اذن اهنئك على المقبرة التي زينتيها بنفسك لتقتنعي انك عنصر مهم متواجد، اتظنين انك ان غبتِ سيموت الجميع او ان احدهم لن يعيش بعدك، اذن انت مخطئة، ربما سيحزن البعض شهرا، شهرين، عاما او عامين وسيعود كل شيء لطبيعته..
ارجوكِ لاتقتلي نفسك، فثقي ان ادم لن يعود ليسعفك من الموت، ولاتكون كل اهدافك؛ احمر شفاه وبدلة مرصعة بيضاء، لاتكوني مملة، لكونك انثى عودي لرشدك واياكِ ان تتركي تيارات الحياة الروتينية تأخذك ثم عند الكبر تعلمين ذلك لكن بعد ماذا؟ بعد فوات الاوان.
عزيزتي، اتقني فن اللامبالاة، تقدمي، كوني حسناء بذاتك لابجم مستحضراتك، فجمال الروح والثقافة تطغى على النساء الواعدات لمستقبل زاهر، فأنتِ اجمل امرأة وللحياة اجمل مرآة، انتِ روح ورياحين وعطر ياعبق الياسمين، فالثقافة لك هي الحصن الحصين الذي يعتمد عليه لتأسيس اهم اركان المجتمع..
واياك ان تكون دراستك او عمرك عائقا لكِ، فالثقافة بمفهومها الحالي تتعدى فكرة العلم والاختصاص بل تشمل معرفة الشخص ليس فقط بما يتعلمه في الجامعة ودور العلم وانما بكل مجالات الحياة وبمختلف انواعها، فعلى كل امرأة ان تبذل مابوسعها على اداء مهمتها العظيمة للدفاع عن عقيدتها ومبادئها، فهناك نساء تميزن رغم صغرهن، ولابد لك من اكتساب مختلف انواع الثقافات في مختلف المجالات، والان غاليتي هل ادركتِ ماعليك فعله، هي بضع خطوات لتستنشقي عبير الحياة ..
1-توحدي لتنقذي ذاتك من شتاة الحياة ومتاهاتها.
2-اثبتي على قراراتك ولاتتركي نفسك عرضة للتمزيق بسبب من يسكن فؤادك.
3-افهمي نبضاتك وسيري على خطوات قرآنك. ففي القرآن السعادة لمن أراد السعادة {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا{ (123-124) سورة طـه.
4-ادمي السطور بحرفك لتكوني حاضرة وان غبتِ في مجالاتك ..
فأنتِ المعشوق الذي تاهت القلوب على عتباتك، كوني واحدة اثبتت نفسها، استيقظي باكرا قبل الحزن وارتدي ثقتك بربك وامضي سريعا نحو نفسك، فلا تتأملي الكثير من مجتمعك ولاتتوقفي عند اي سطر حزين في رواية الحياة، لايهم كم محاولة ستحاولين، كل مايجدر بك هو ان لاتقولي لنفسك (لن استطيع بلوغ هدفي) فالطائرة لاتمشي بخط مستقيم للوصول لهدفها بل تستمر في تعديل مسارها حتى تصل الى النقطة المرادة..
يجب ان تدركي انه مع التوكل على الله والقيام بما عليكِ سوف تبلغين هدفك الآن او غدا.. وعندما ترين عقبة في الطريق حاولي ان تعرفي الخطأ وتقنعين نفسك بأنها (تجربة فاشلة) وليست (فشلا) وتستمرين بالمحاولة، هكذا ستصنعين دافعا لنفسك للاستمرار والوصول الى الطريق الصحيح وهدفك المنشود.
عزيزتي، الان جردي من مخيلتك حلم ذلك الفارس الابيض، حلم المراهقة الذي سيحقق احلامك فلن يحدث هذا قط، انك _ان وضعتِ معايير خاطئة في اختياره_ وعندما تجدينه ستخرجين من بيت الى زنزانة فنحن في مجتمع شرقي وكثيرا ما يبحث الرجل الشرقي عن اخرى، وان كنتِ معه لن تكوني الوحيدة ستكونين كل مرة ذلك الرصيف الذي سيمشي عليه كلما شعر بالخوف، فليس الجميع يسير على الاسلام الصحيح وحقوق المرأة الا ماندر.
لاتضعفي وتصرفي بشرقيته، تمردي وكوني انانية في بعض الوقت لكن بحدود دينك وحقوقك التي وضعها الاسلام، التمرد لايعني الخروج عن طريق الحق بل سيري على القواعد الصحيحة التي وضعها الدين، اتركي وقت لنفسك لانك انثى وتستحقين ذلك..
كل يوم امنحي نفسك بداية جديدة، سعادة جديدة، تفائل جديد، والأهم من ذلك، كل يوم قوي ثقتك بربك اكثر واكثر وتذكري؛ لاشيء يتغير ان لم نحرك انفسنا ونبدأ بها ..
اضافةتعليق
التعليقات