في مساء يوم السبت زفت البشرى الى الشعب العراقي بمناسبة تحرير العراق من الارهاب واطلق عليه يوم النصر، اضاف هذا البيان الى الشعب العراقي الكثير من البهجة والفرح فبعد سنوات من القتال والدماء ها هو يدحر تلك القوة باجساد ولائية كفائية قدمت ما لها وما عليها حتى جاء هذا اليوم، وبين تلك البسمة التي وحدت صفوف الشعب العراقي بأطيافه هناك دمعة تذرفها ام شهيد على فقيدها،وتحتضن ذكرياته بدمعة وابتسامة، ويحتفل الصغير بانتصارات ولده الذي لم يعد الى الان من المعركة، ومع كل هذه الظروف جاء هذا البيان كضماد لتلك الجروح، وان كانت من اصعب الجروح التي تعرض لها الجسد العراقي لسنوات طويلة، ولم يرَ معالجا او معينا معه يحمل الم جروحه غير اعضاءه، فبعد هذه الرحلة يكمل اليوم المرحلة الاخيرة ويقف مرة اخرى صامدا بكل كبرياءه رافعا الراية البيضاء في سماء العروبة.
وبين هذه الانتصارات العراقية هناك من يعيش على غصة الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل مما جعل العرب ينفض الغبار على عروبته ويقف مرة اخرى ويناشد تلك الضمائر الصامتة اتجاه بيت المقدس وبيان دوند ترامب الاخير الذي اطلقه اخيرا اتجاه القدس، وحيث قال في جملته الاخيرة وكانت الجملة الأخيرة بالإنجليزية هي: "شكرا لكم، بارك الله فيكم، بارك الله في إسرائيل، بارك الله في الفلسطينيين، بارك الله الولايات المتحدة".
وكيف كانت ردة حكام بعض الدول العربية هو الاجتماع العاجل ورفض وجود المندوبين من الولايات المتحدة في بلادهم مع اعتصامات ومناشدات من اجل ايقاف هذا القرار لانه من المعروف ان هذه القرارات ستنفذ في فلسطين وان كان هناك معارضين، فمنذ سنوات واليهود تمارس عملها في الاستيطان وبناء دولة لها على الاراضي الفلسطينية.
وفي تاريخ فلسطين تجد الكثير من الاسرار التي لم يعرفها العرب بعد،فلسطين وتاريخ الانبياء،وصل الكنعانيون أبناء سام من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000 ق.م. و 2500 ق.م.، وفي نحو 1250 ق.م. دخل يوشع بن نون عليه السلام بقومه إلى أريحا ودارت معركة بينهم وبين قوم من الكنعانيين انتصر فيها ودخل إلى فلسطين.
لكن انقسموا إلى قبائل عدة وكان حكامهم يسمون (القضاة)، وقد انتشرت بينهم الحروب والنزاعات، وحد داوود عليه السلام القبائل، وحوِّلها إلى مملكة متحدة عاصمتها القدس، ووسِّع حدود مملكته، وهزم المؤابيين والعمونيين والأدوميين. وقد خلفه ابنه سليمان في حكمها.بعد وفاة سليمان عليه السلام، قسمت دولة بني إسرائيل إلى مملكتي إسرائيل ويهودا وفي 721 ق.م. استولى الآشوريون على مملكة إسرائيل، وفي عام 586 ق.م. هزم البابليون بقيادة نبوخذ نصر مملكة يهودا وسبوا أهلها إلى بابل وهدموا الهيكل الذي يعتقد اليهود أن سليمان عليه السلام قد بناه.
شهدت فلسطين ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، إلا أن اليهود وشوا به للحاكم الروماني سنة 37. الحرب على فلسطين.اندلعت حروب خمسة بين الدولتين السلوقية من جهة والبطليمية من جهة أخرى، وذلك بغية الإنفراد بالسيطرة على بلاد الشام (سوريا وفلسطين)، وقد عرفت هذه باسم الحروب السورية التي دامت حوالي اثنان وعشرون عاماً. وقد ذاقت فلسطين الأمرّين خلال هذه السنوات التي مرت ما بين وفاة اسكندر الكبير ومعركة إبسوس Battle of Ipsusعام 301 ق.م (بين البطالمة والسلوقيون).
فلسطين وظهور فجر الإسلام
وقد استولى العرب المسلمون على القدس من البيزنطيين سنة 637 م، وانتصار المسلمين فيها، وقد كان الاسم العربي الذي اطلق على القدس هو بيت المقدّس، كمقابل للبيت الحرام. وأصبحت ولاية فلسطين البيزنطية ولاية إدارية وعسكرية عربية اطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك الوقت. ويتجهون المسلمون إلى القدس كقبلة للصلاة، كما كانت حادثة الإسراء والمعراج التي تروي الاسراء والمعراج محمد بن عبدالله من مكة إلى القدس وعروجه منها إلى السماوات السبع.
الانتداب البريطاني على فلسطين
في 1917، ضمن الحرب العالمية الأولى، احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر، أرض فلسطين، وفي 1922 تأسس الانتداب البريطاني على فلسطين بموجب قرار عصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو عام 1920. وأشارت سرعة تنفيذ الانتداب إلى "وعد بلفور"، الذي كانت الحكومة البريطانية قد نشرته في 2 نوفمبر 1917، أساسا للانتداب (الفقرة الثانية من مقدمة الشرعة)، والذي قال إن: "حكومة صاحب الجلالة (البريطاني) تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين".
كان من ردود الفعل العربية الفلسطينية لوعد بلفور عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني عام 1919 رافضا له كونه كان وعد من لا يملك لمن لايستحق وكون فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.أثناء الانتداب البريطاني كانت الوثائق الرسمية تعنون باسم دولة فلسطين، ومن هذه الوثائق جواز السفر الفلسطيني الصادر قبل سنة 1948 في فلسطين.بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا إلى احالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وفي 28 أبريل بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.وفي 13 مايو وجه حاييم وايزمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان يطلب فيها منه الايفاء بوعده الاعتراف بدولة يهودية، واعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل ابيب بتاريخ 14 مايو الساعة الرابعة بعد الظهر، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا، وفي أول دقائق من 15 مايو انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الاعلان عن قيام دولة إسرائيل نافذ المفعول، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد ذلك بعشرة دقائق.
في عام 1948م، بدأت القوات البريطانية في الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، وإخلاء أماكن تواجدها للجيش الصهيوني، وتسليمهم كافة الذخائر والأسلحة، ليسيطر اليهود على العديد من الأراضي التي تمكنوا من الاستيلاء عليها دون أي عناء يذكر، وليتوسع انتشارهم في فلسطين، ليعلنوا في تاريخ 15 أيار من عام 1948م، قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية التي تمكنوا من احتلالها وقاموا بتهجير الملايين من الفلسطينيين من ديارهم، وقتل الكثيرين منهم في مذابح جماعية، ولم يفرقوا بين أحد، فكانوا يلقون القنابل، ويطلقون الرصاص،على كل من يجدوه أمامهم، وتمت إبادة العديد من القرى الفلسطينية وإلغاء وجودها، واحتل ما تبقى منها وسكن فيها اليهود، وعملت منظمات جهادية التصدي للهجوم الصهيوني على فلسطين، ولكن كان الجيش الصهيوني مزوّداً بما يكفيه للبقاء لحد هذه لحظة.
وليس الامس بالبعيد فاليوم ايضا اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة اسرائيل. وقد تكون هذه المرة الاخيرة وبعدها ستنال شرف الحرية على يد القائد الغائب الذي سيملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، بعد خروج القائم في الكعبة ويسند ظهره اليها منتظراً قدوم الأنصار من الأصقاع، ليتلو عليهم بيان الانطلاق وتحرير العالم فان المكان الذي يرمقه الإمام من الكعبة هو القدس، حيث تتحرك جيوش الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه في هذا الاتجاه، من مكة الى كربلاء الى القدس، وهناك يعمل الإمام عليه السلام على طرد اليهود من فلسطين وللأبد، وتحرر القدس على يديه ويصلي هو ونبي اللّه عيسى عليه السلام في مسجدها،وفي ابن حماد:1/238: إذا ثارت فتنة فلسطين تردَّدُ في الشام تردُّدَ الماء في القربة ثم تنجلي حين تنجلي وأنتم قليل نادمون.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر يامسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود). (التاج:5/356).
اذن ستنال الحرية والاستقرار على يد صاحب الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة ونسأل الله ان تكون هذه الطلعة قريبة. ((وانهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)).
اضافةتعليق
التعليقات