كُتب عنه الكثير وبحث عنه العديد من الناشطين والجمعيات والمنظمات المختلفة، حتى أصبح ذلك البحث والتقصي مبعث أمل لعدد كبير من النساء. العنف، أنواعه، اشكاله، ستوضحه لنا السيدة سهام حرب من خلال دراستها التي أجرتها حول هذا الموضوع.
تقول سهام: الإحصائيات غائبة.. القانون متساهل.. والبعض يعتبره حقا للرجل.
جسدي.. لفظي..اجتماعي.. معنوي.. نفسي.. هذه بعض أشكال وأنواع ومسميات العنف ضد المرأة الذي تتعرض له طوال حياتها.. يبدأ في البيت من قبل الأب أو الأخ أو الزوج وينتقل الى الشارع، حيث تفتقد للشعور بالأمان، خوفا من التعرض للتحرش أو الاغتصاب ويمتد الى مواقع العمل عندما تجد نفسها ضحية التمييز كونها امرأة.
لذلك اطلقت الأمم المتحدة حملة عالمية لمواجهة العنف بعد ان ازداد انتشارا، حيث ان امرأة من كل ثلاث نساء تتعرض للضرب، مما يعني ان ملايين النساء ضحايا هذه الجريمة والكثير من الجرائم التي تمس كرامة المرأة وانسانيتها وكيانها وشخصهامما يجعلها ضحية ظلم بلا نهاية.
ولكن ماذا عن الكويت والى أي حد تتعرض فيها النساء للعنف؟ وما هي اشكاله؟ وكيف تتم معالجته والتصدي له؟ وهل مازال مشكلة فردية أم ظاهرة اجتماعية؟ هذا ما نعرفه من خلال آراء ناشطات وحقوقيات عبرن عن خشيتهن من تفشي الظاهرة فتتحول الى جريمة متمادية بسبب ضعف عوامل الردع والعقاب ولجوء الضحية للصمت بدلا من الإعلان عما أصابها من أب أو زوج أو شقيق أو زميل عمل، لذلك تكررت الدعوة لكسر جدارالصمت. تقارير المخافر «متروسة»
أكدت المحامية ليلى الراشد ومرشحة سابقة لمجلس الأمة إن المرأة في أي مكان من العالم تتعرض للعنف، ولكن بأشكال وطرق مختلفة واضافت اما بالنسبة للمرأة الكويتية ومن خلال تجربتي في المحاكم، فإن العنف الجسدي وتحديدا الضرب أصبح شائعا لدى نساء الكويت، فتقارير المخافر متروسة، وكذلك المستشفيات من خلع ضروس وخرق للطبلة، اضافة الى حالات اخرى لا تبلغ عنها المرأة خوفا من الفضيحة اولا ومن ان تتعرض للضرب ثانيا، هذا بالنسبة للعنف الجسدي اضيفي اليه العنف النفسي المنتشر ايضا، خذي على سبيل المثال عندما تطالب المرأة الطلاق يهددها الزوج بأخذ اولادها منها، او بالنفقة واحيانا قد لا تريد زوجها لانه يسيء معاملتها او لانه يكون سكيرا او مدمن مخدرات، ومع ذلك تتحمله لانه لا يوجد مكان تذهب اليه، وتبقى معه تحت رحمته وهل هناك اشد ايلاما من هذا النوع من العنف؟، وايضا هناك اشقاء يمارسون العنف على شقيقاتهم اذا لم يتنازلن عن ميراثهن، عن ماذا اتحدث واتحدث، فالمحاكم مليئة بقضايا بطلها العنف.
واوردت الراشد مثالا بسيطا، وهو ان ولدا في مدرسة خاصة ضرب اخته، وعندما اشتكت للمدرسة ان شقيقها ضربها قالت لها الاخيرة ان الضرب من عاداتنا العربية، ماذا تتوقعين من هذه الاجابة التي تكرس الضرب؟ اضيفي اليها المسلسلات التلفزيونية التي لا يخلو احد مشاهدها من رجل يضرب زوجته «طراق» لتأديبها، وهذه كلها تعزز مفهوم العنف عند الذكور وتصوره على انه حق للرجل، وطالبت بحملة توعوية كبيرة تبدأ من المدرسة وتشارك فيها الجمعيات النسائية ومنظمات المجتمع المدني وتشديد العقوبات التي يتضمنها القانون الذي يمنع ضرب المرأة.
واجابت ردا على سؤال حول نوع العقوبة التي تؤخذ في حق الزوج الذي يضرب زوجته انها توقيف لمدة اسبوع، ولكن في اغلب الحالات يدفع غرامة، وتتنازل المرأة عن حقها، ولذلك اعتقد ان حملة الامم المتحدة لا للعنف ضد المرأة ايجابية ومهمة ومطلوبة ولكن هل سيتم التجاوب معها بجدية؟ ليس ظاهرة في الكويت.
وترى امثال الحويلة، الاستاذة في كلية العلوم الاجتماعية، ان ديننا الاسلامي الحنيف كرم المرأة واكد اهميتها ومكانتها، وكذلك قيمنا الاسلامية، وبالتالي لا نستطيع التعميم او اعتبار العنف ضد المرأة في الكويت ظاهرة، لعدم وجود دراسات واحصائيات تؤكد ذلك، واعتقد ان ما تعاني منه المرأة او تتعرض له في مجتمعنا إذا أطلقنا عليه مصطلح العنف يظل محصورا في العنف الاجتماعي مثل اساءة معاملتها، عدم احترامها وعدم تقديرها او العنف اللفظي مثل اهانتها وشتمها او البدني كحجز حريتها ومنعها من الخروج.
وبرأيي ان الحملة التي أطلقتها الامم المتحدة ستؤدي بالطبع الى تخفيف العنف عن المرأة ولا سيما في المجتمعات التي تتعرض فيها الى الاغتصاب والضرب والاكراه على ممارسة الجنس، كما جاء في بيان الامم المتحدة.
اضافةتعليق
التعليقات