يكفيك من زمانك صاحبا تأوي اليه عندما تضيق بك الدنيا وتعتصرك بمفاجئاتها وأحزانها فترتمي بكل تعبك وانكساراتك وميولك على كتفه. فتشفى جراحك ويستقيم عودك وتعود ذلك القوي المتماسك.
كيف لو كان ذلك الصاحب هو منقذ للأمة والغائب الحاضر الموجود الذي يمسح على قلبك وروحك وانت في قمه انحنائك..
باتت انواره قريبة الظهور وبات عدله قريبا ان يسود. هلموا بأرواحكم التي ثقلتها الدنيا واتجهوا بكل ما تحملون من هموم الى تلك الليلة الموعودة التي تشفى فيها الجراح وتعيد فيها الأرواح إلى تلك الاجساد البالية التي فتكت بها الدنيا وآلامها؛ مملوءة بالأمل والحياة مشعة بانوار المنتظر القادم... فصدق (عج) قوله عندما قال (وأما اوجه الانتفاع بي في غيبتي ف كالانتفاع بالشمس اذا غيبها عن الإبصار السحاب وأني لأمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان ل اهل السماء).
يتجلى المعنى الذي يبث في الروح السلام في هذه الأحرف المباركة بيان الفضل العظيم والنفع الذي يأتي من الموعود المنتظر (عج)، حتى في غيابه الجسدي.
وتضيف كلمات الحديث تشبيه آخر له عج ب انه أمانا وإشراقا لأهل السماء في الليل. فحضوره وتوجيهاته وسنته القادمة وملئه الأرض قسطا وعدلا وحبا بعدما ملئت ضلما وجور يوفران الأمان والهداية والنور للمسلمين، حتى وإن كان جسده غائبا.
الشيخ بهجت يعزز نصيحته بأنه يجب أن تنتبه لها بعناية شديدة وتطبق بدقة تامة في كل جزء من تفاصيلها، حتى يتحقق التأثير المثلى والاستفادة الكاملة منها. حيث انه يقول (حين تتحرك قل يا صاحب الزمان.
حين تمش قل يا صاحب الزمان
حين تقوم قل يا صاحب الزمان
حين تستيقظ صباحا قف وأبدأ صباحك بالسلام على إمام زمانك وقل: سيدي يدي متعلقة بأطراف ثيابك فلتساعدني، في المساء حين تريد النوم ضع يدا على صدرك وقل: السلام عليك يا صاحب الزمان...
ثم نم. اشغل ليلك ونهارك بذكر المحبوب، فإذا صار كذلك لن تكون للشيطان مكانة في حياتك بعدها ولن تتمكن من ارتكاب الذنب، وسيكون كل وقتك.
تحت ضمانة إمام الزمان (عج)... كم هو جميل أن نشعر بالأمان والحماية عندما نضمن تفاصيل يومنا بذكره الغائب الحاضر ونفتخر بحمايته الكريمة ونعيش كل لحظة من حياتنا بوجوده القريب والمحب.
ﻳُﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤؤمنين ﺭﺃﻯ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﻳﻄﺎﺭﺩﻩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺼﻼﺓ ، ﺃﺣﺲ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ، ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ، ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﺧﻠﻒ ﻋﻤﻮﺩ ﻋﺮﻳﺾ ﻟﻴﺮﺍﻗﺒﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ .
وﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻃﻤﺄﻥ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺨﺸﻮﻉ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ.. فأﺻﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ: " ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ! ، ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﻭﻗﺪ ﺩﻟّﺘﻨﻲ ﺻﻼﺗﻚ ﺍﻟﺨﺎﺷﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻚ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﻭﻟﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺗُﻈﻬﺮﻧﻔﺴﻚَ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻗﻞ ﻟﻲ ﻟﻢَ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻛﺎﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ؟.
ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﺇﻻ ﺑﺤﺮﻛﺎﺕ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ﺗﺨﻔﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ .
وﻫﻨﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ: "ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻨﻨﺖَ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ".
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻭﺑﻜﻰ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎ ﺩﻣﺖَ ﻗﺪ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻲّ ﺑﻤﻦ ﺟﻨﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻱ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﺪﺍﻩ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻨﻲ ﻭﻟّﺖ ﻋﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻣﺜﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺷﻘﺎﺋﻪ ﻭﺧﺴﺎﺭﺗﻪ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻼ ﺃﻫﻤﻴﺔ ".
فسأﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: "ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻟﻴﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺮﺗﺪﻋﻮﻥ؟".
ﻗﺎﻝ : " ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺭﻳﺒﺔ ﻭﺷﻬﻮﺓ ، ﺃﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ؟؟
ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﺎﺳﺮﺍ ﺃﺷﻘﻰ ﻣﻨﻲ !! "
والآن ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﺎﺳﺮﺍ ﺃﺷﻘﻰ ﻣﻨﻲ !! "
لأن كان الجحيم جنون عشقك يا صاحب الزمان فنحن للجحيم عشاق ..اللهم عجل لوليك الفرج بحق محمد وآل محمد .. فقد ضاقت صدورنا.. وكثر عدونا.. وتكالبت الفتن علينا...
اضافةتعليق
التعليقات