• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دعاء يا مفزعي وأربعة معاني

فاطمة الركابي / الثلاثاء 04 نيسان 2023 / اسلاميات / 1632
شارك الموضوع :

إن ما يُخيم -عادة- على أجواء السحر هو الأمان حيث لا عدو يبطش، والسكينة حيث لا صخب يُزعج، والهدوء حيث لا أناس تُشغل، ومع هذا يأتي إلينا دعاء الفزع إلى الله تعالى واللجوء إليه، إنه دعاء" يا مفزعي"* الذي هو من أهم الأدعية المستحب قراءتها أسحار شهر رمضان المبارك، فهذا ليس من التناقض بشيء بل هو عين الصواب، ويوجهنا إلى قلب الحقيقة، وذلك من خلال التأمل في نفس عبائره فهو -كما يبدو- يبين لنا:

أولًا: أن الفزع إلى الله تعالى لابد أن يكون بشكل دائم في النفس، بل وفي أوج حالات سكونها وسكينتها، فاللجوء إلى الله تعالى لا يتطلب سبب بل هو نحو من أنحاء إظهار العبودية لله تعالى. فلكي تبقى النفس مستقيمة في توحيدها لابد أن تكون فزعة إلى ربها، وذلك مما ورد في أوله بقولنا: [يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي، وَيَا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي إِلَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَثْتُ، وَبِكَ لُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِوَاكَ وَلا أَطْلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا مِنْكَ، فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي].

ثانيًا : ثم في قولنا: [يَا مَن يَّقْبَلُ الْيَسِيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ، اِقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ، وَاعْفُ عَنِّي الْكَثِيرَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ]، وكأن الدعاء يوجه قلوبنا لنوع آخر من موجبات الفزع، فنحن لم نأتي فزعين من عدو أو بلية أو مصيبة بل أتينا فزعين من طاعاتنا القليلة ومعاصينا الكثيرة، وما يجعلنا نأمن هو حسن ظننا بأن من فزعنا إليه غفور يعفو عما عصينا ورحيم يقبل اليسير من طاعاتنا، بمجرد أننا لجئنا إليه معترفين فزعين.

ثالثًا: إن في ذلك فتح لباب السلامة قبل الوقوع بما يوجب الفزع مما يتعرض له الانسان في نهاره من اختبارات وابتلاءات وهموم ومشكلات؛ قد تجعل هذه النفس تخرج عن حدود ربها أو تظهر جزعها وقنوطها، فالفزع لله تعالى من احتمال الوقوع بمثل هذا الحال مطلوب وواجب فالتوقي يوجب السلامة، وهذا ما نفهمه من المسائل الثلاثة التي نطلبها كغاية وعلل لهذا الفزع نحو الله تعالى وذلك بقولنا: [اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْاَلُكَ إِيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَن يُّصِيبَنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي، وَرَضِّنِي مِنَ الْعَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ].

فالمطلب الأول هو الإيمان، ففي كتاب الله تعالى عبر بأن الإيمان تزيين إلهي في القلوب، وكأن بذلك إشارة إلى أنه مقدمة لنُجذب ونسعى لتحقيقه وجعله ذاتيًا قلبيًا، ولكن هنا في هذه الفقرات نطلب أن يكون هو الأصل الذي يملأ القلب، فلا يُزال بفعل تقصير يصدر منا ولا يتزلزل بفعل غيرنا.

أما المطلب الثاني فهو اليقين بعلم الله تعالى بنا وبما يُصلحنا، فلا نشك بحكمة ما يصيبنا وما يجري علينا من مقاديره الجارية وتدابيره النافذة، وهذا اليقين هو مترتب على تصديقنا بأن كل ما يصيبنا هو خير لنا. أما المطلب الثالث فهو تحصيل ثمرة الطلبتين، فمتى ما آمن العبد ووصل إلى اليقين رضى بقِسَم ربه وسكنت نفسه فلم تجزع ولم تهلع، لماذا؟ لأنها فزعت إلى أرحم الراحمين.

رابعًا: وفي قولنا: [يَا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي، وَيَا صَاحِبِي فِي شِدَّتِي، وَيَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، وَيَا غَايَتِي فِي رَغْبَتِي، أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِي، وَالْآمِنُ رَوْعَتِي، وَالْمُقِيلُ عَثْرَتِي، فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ]، أي من له مدبر وصاحب وولي وغاية وساتر ومؤمن ومقيل مثل أرحم الراحمين، كيف لا يفزع إليه؟ أم كيف لا يعيش حالة الأمن والأمان طالما هو ممن توكل والتجأ إليه.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكأن هذه الطلبات هي مسائل تلقينية يُلقن بها العبد نفسه لتَستقر بوصلتها وتجد وجهتها الحقيقية وهي تسير كادحة في السير إلى ربها، لذا هو يختم بهذه العبائر المليئة بالتوحيد والتسليم والخضوع واستشعار معية الله تعالى وعونه ومعونته.

————-

* مفاتيح الجنان.

شهر رمضان
الصيام
الايمان
الدعاء
السلوك
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    الأدب النسوي.. هل يحتاج الابداع إلى تصنيف؟

    النشر : الثلاثاء 18 آب 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رحلة في ربيع الحب

    النشر : السبت 10 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استطلاع رأي: هل يعد الحجاب عائقاً أمام الوظيفة؟

    النشر : الثلاثاء 20 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الكمامة وحكاية الشهرة

    النشر : الأحد 01 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في قصيدة: \"هو منطق التاريخ\" للشاعر قيس لفتة مراد

    النشر : الأحد 22 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل الشخير أمر طبيعي.. وماهي أسبابه؟

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2324 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 24 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 24 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 24 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة