بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله ) تقلبت الأمور و انقلبت الأمة على أعقابها قد انحرف المسلمون و أصبحت العلوم سطحية و هبط المستوى العلمي و أحرقوا ما جمعه المسلمون من احاديث النبي (صلى الله عليه واله) و منعوا الناس من تدوين أي حديث منها لأنهم خافوا من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله ) و فضح أحقادهم و جناياتهم . بدأ العلماء يتكلمون كما تشتهي الأنفس حسب أهواءها دون علم و نزل المستوى العلمي بسبب الابتعاد عن أوصياء النبي صلوات الله عليهم اجمعين فقد روى ابن حجر في فتح الباري (13/229) أن أبا بكر وعمر سئلا في خلافتهما عن معنى: وفاكهةً وَأَبّاً ، فلم يعرفا معنى كلمة (أبّاً ) ! كان يحث الخلفاء على أخذ العلوم من اليهود و النصارى فقد ظُلم الناس باسم الإسلام و سجنوا و شردوا بأقبح صورة فكان الكافر والزنديق أفضل حالا من شيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث كانت تجري عليهم أنواع أساليب التعذيب و القبائح وكانت القضاة تحكم على الناس بالأهواء و الظنون ورد في مناقب ابن شهر آشوب: قال الأبرش الكلبي لهشام مشيرا إلى الباقر عليه السلام: من هذا الذي احتوشته أهل العراق يسألونه؟ قال: هذا نبي الكوفة، وهو يزعم أنه ابن رسول الله، وباقر العلم، ومفسر القرآن، فاسأله مسألة لا يعرفها، فأتاه وقال: يا ابن علي قرأت التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان؟ قال: نعم قال: فإني أسألك عن مسائل؟ قال: سل فإن كنت مسترشدا فستنتفع بما تسأل عنه، وإن كنت متعنتا فتضل بما تسأل عنه قال: كم الفترة التي كانت بين محمد وعيسى عليهما السلام؟ قال: أما في قولنا فسبع مائة سنة، وأما في قولك فستمائة سنة، قال: فأخبرني عن قوله تعالى " يوم تبدل الأرض غير الأرض " ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ قال: يحشر الناس على مثل قرصة النقي، فيها أنهار متفجرة يأكلون ويشربون، حتى يفرغ من الحساب، فقال هشام: قل له: ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ؟ قال: هم في النار أشغل، ولم يشتغلوا عن أن قالوا " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " قال: فنهض الأبرش، وهو يقول: أنت ابن بنت رسول الله حقا، ثم صار إلى هشام قال: دعونا منكم يا بني أمية فان هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض، فهذا ولد رسول الله صلى الله عليه وآله. يقول هشام نبي الكوفة فهذا يدل عن ان الامام ينبئ عن الغيب ، يخبر عن السماء و تدل العبارة ان الامام لم يكن لديه اتباع في المدينة وان مواليه و اتباعه في الكوفة يؤمنون به و يأخذون أحكامهم منه .. وهذا يدل على عظمة أهل الكوفة و علو شأنهم حيث ان أمير المؤمنين عليه السلام غير مقر حكومته من المدينة إلى الكوفة قد شهد الغريب و القريب على فضلهم وما من مناظرة او محاورة في جانب علمي او في جانب غيبي او في تفسير القران دخل فيها عليه السلام الا وقد أفحم خصومه كل المدارس التي تقابل القران و الوحي لا اعتبار لها امام مدرسة آل محمد كما ان الانسان عندما يحتاج إلى شيء ما يفكر ان يتصل بالمصدر و يذهب إلى المنشأ كذلك في الاقتداء و العلوم نحتاج إلى منهج يكشف الستار عن الشكوك و من يرشدنا إلى الطريق الصحيح. هذا المصدر هو اهل البيت (عليهم السلام)، كما وردعن أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل بن عتيبة: شرِّقا وغرِّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت .
اضافةتعليق
التعليقات