كم ثمن ثوبك؟، من أين لكِ هذا؟، أثاثكِ جديد؟، كم راتبك؟، متى تتزوجين؟ كيف علاقتك بحماتك؟.. وملايين الأسئلة التي تحرق أعصابنا وتثير جنوننا.
قيل في الفضول أنه شيء رائع ولكن غير قانوني، عند رؤية أمر جديد يحدث شيء غريب وكأن خلايا المخ تبدأ بالحركة يمينا وشمالا من شدة الفرح كأنها في صالة العرس حيث تسعى لمعرفة المزيد وتقفز بجنون كي تكشف الغطاء عن الخفايا وتعرف أكثر وأكثر.
هذه الأسئلة تصدر من فئة معينة من الناس فقط من يفكرون بأن لديهم حب الاستطلاع وحب الاصلاح بين الناس، ولكن الآخرين يعرفونهم ب (الفضوليين) !
لماذا نتدخل في مواضيع لا يتخصنا؟
تحت عنوان أي سبب كان لا يحق لنا التدخل في أمور الآخرين ربما هذه الصفة ترسخت فينا منذ الصغر عندما شاهدنا من حولنا يقومون بالتدخل في شؤون الآخرين بمهارة وربما تعلمنا من أحد الوالدين ونشأنا معها!.
التدخل يعني التجاوز على حدود الآخرين وخطوطهم الحمراء، لا يمكن أن نساعد أحد دون أن يطلب منا فمن ينشأ في هذه الأجواء يصبح معتديا على حياة الآخرين وحريمهم الشخصي، كثير من هؤلاء الأفراد لا يعرفون مدى كمية الأذى التي يلحقوها بالآخرين عن طريق تدخلهم وأسئلتهم الكثيرة لذلك يجب أن نسأل أنفسنا عندما نرغب في التدخل في أمور الآخرين بعض الأسئلة، هل أعرف هذا الشخص لأسأله عن هكذا أسئلة؟
هل يحق لي أن أدقق في تصرفات هذا الشخص وأجعله تحت المجهر وأحكم عليه؟
هل أحمل في داخلي حسدا تجاهه؟، هل هناك فراغا في داخلي وأبحث عن أمر يشغلني؟
هل أريد هذه المعلومات كي أستخدمها ضد هذا الشخص؟، لو سألني أحدهم هذا السؤال هل يعجبني ذلك؟، ماذا أفعل مع الشخص الفضولي؟
لسنا مجبرين كي نجيب على جميع الأسئلة إذا تدخل أحدهم في حياتنا نستطيع أن نتخلص من تدخله عن طريق الأمور التالية:
١- تغيير الكلام، عن طريق تغيير الكلام حول الموضوع الذي يزعجن ، والكلام حول موضوع آخر.
٢-عدم الارتباط البصري، في هذه الحالة نستطيع أن نبحث عن شيء ما داخل المحفظة أو نقرأ كتاب ما أو نحاول أن نغير الجهة التي ننظر إليها ونتخلص من الأسئلة الكثيرة.
٣- الاجابات المبهمة، لو سألوا عن الراتب مثلا نستطيع أن نجيب بأن راتبي كراتب أي شخص يحمل مواصفاتي أو بقدر الذي أدير شؤون حياتي.
٤- النفس العميق والصمت ، لا أحد باستطاعته أن يجبر الآخرين كي يجيبوا على أسئلته باستطاعة الانسان أن يصمت ولا يجيب حتى وإن تكررت الأسئلة بعد مدة سوف يدركون بأن عليهم التسليم والابتعاد.
٥- تحديد الحواجز والخطوط الحمراء، يجب أن نبين بأن هناك حواجز لا يمكن لأحد أن يخرقها ويعتدي عليها إلا بعد سماحنا بذلك.
٦- قطع الارتباط، التقليل من الارتباط مع الأشخاص الذين يتدخلون في شؤوننا ووجودهم يضرنا ويخرب حياتنا.
٧- اظهار الضجر عند النميمة، يجب أن نبين بأننا نكره النميمة ولا يروقنا نقل الأخبا ، لأن من يتكلم عن الآخرين سوف يتكلم عنا أيضا .
٨- الصراحة، نستطيع أن نخبرهم بأننا لا نحب تدخلهم في خصوصياتنا ولايحق لهم التدخل في أمورنا.
العلاج في كلام الامام الباقر (عليه السلام)
يدهشني كمية الجمال والدقة في آداب وتعليمات الدين حيث لا يوجد مجال للاعتذار والجهل وإتيان أي صغيرة تجرح النفس والآخرين ، فنجد التدقيق على أبسط الأمور كي يعيش الإنسان بسلام وفي سلام من جميع النواحي الجسدية والروحية ففي كل موضوع هناك ارشادات عن كيفية التعامل والاتيان به بأفضل وجه.
يقول الإمام الباقر (عليه السلام): إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله فليقعد حيث يأمر صاحب الرحل، فإن صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه.
يعلمنا مولانا الباقر أدب الدخول في بيوت الآخرين وكيف أن الإنسان يكون مسالما ومطيعا
حتى مكان الجلوس يختاره صاحب البيت كي لا ينحرج أمام ضيفه والضيف يجب عليه احترام القوانين فلو أننا طبقنا هذا الحديث فقط لكنا في خير فكثير من مشاكلنا سوف تُمحى تلقائيا عند احترام الحدود والحواجز إنه شيء رائع ولكنه غير قانوني!.
اضافةتعليق
التعليقات