تعظيم العلماء والعظماء من البديهيات عند أهل المعرفة والثقافة والعقلاء، فمن يعظم العظماء يكشف عن سلامة قلبه وتربيته الحسنة وبالعكس الشخص المريض الفاسد يبحث عن أمور واهية تنزل من مستوى الشخص العظيم في المجتمع كي يسقطه اجتماعيا ويبعد الأنظار عنه.
وهكذا يطفئ نيران الحسد في قلبه ولكن أحيانا يشتد المرض ويخاف الفرد ليس من الأحياء فقط بل يهاب القبور أيضا.
ما هو تأثير القبور على النفوس وما هو الخطر الذي يهدد أصحاب الكنوز والسلطة؟
إن السبب وراء تخريب قبور الأئمة في البقيع الغرقد هو اخفاء حقائق تاريخية و تضليل الأجيال وإخفاء مناشئ المصادر عن أراضي المسلمين في هذه الحالة تصبح أفكار وقيم الناشئة بالية حيث ينظرون إلى الخراب في كل بقعة من بقاع أرضهم ويكرهون التواجد فيه .
لم يكن الجيل اللاحق الهدف فقط بل الهدف الأساسي من وراء الهدم كان القضاء على بيضة الإسلام و إخفاء طريق الحق و تضليل الناس عن طريق خلق معلومات جديدة وفتاوى جديدة لم تكن لها أي أثر فيما مضى من زمن الرسول صلى الله عليه وآله إلى القرن السابق فتدمير الآثار الإسلامية يفتح المجال لانتهاكات أخرى والتعدي بما لا يجوز .
نلاحظ أن البناء فوق القبور كان موجوداً منذ بداية الإسلام، ولم يعترض النبي صلى الله عليه وآله ولا المعصومون عليهم السلام على ذلك، وكانت المراقد موجودة في مكة المكرمة والمدينة في حياتهم ولم نجد أن النبي صلى الله عليه وآله قام بتخريب أي قبر أو دمر آثار الماضين، كقبر زوجة إبراهيم ومقام إسماعيل في مكة.
قضية هدم القبور قضية كبرى تحاكي مدى خوف الظالمين من الأنوار الطاهرة حيث أنهم يخافون من مراقد الأئمة عليهم السلام و يرغبون بهدم جميع الآثار كي لا يقترب أحد منهم و لا يتعرف عليهم و لا يبحث عن صفاتهم و أخلاقهم وتكشف الغطاء عن قلوبهم المريضة ونفوسهم الجبانة حيث ليس باستطاعتهم رؤية اقبال الناس على أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وانتهال العلوم من محضرهم الشريف.
فيا ترى كيف سيكون مصير من يقرأ عن شجاعة و عطاء كريم أهل البيت النجل الأكبر و من يردد تلك الأدعية و يقرأ الصحيفة السجادية التي فيها أسس الحياة حيث إن مولانا يبين حق كل ذي حق ومن يقرأ سطور الباقر عليه السلام الذي بقر العلم بقرا و من يرى اكتشافات التي اكتُشفت في زمن عالم آل محمد الصادق عليهم افضل الصلاة و السلام . فهم أنوار الهدى و السرج المنيرة الذين من أتاهم نجى من لم يأتهم هلك !
فليكتب كل باحث عن النور و الانسانية في الدفاع عن حقهم و ليصرخ العالم بأعلى صوته تباً للارهاب و العقول المريضة ، لنملأ العالم حبا و سلاما كما فعل نبينا الكريم صلى الله عليه وآله و آخى بين المسلمين و جعلهم خير أمة أخرجت للناس وأبعدهم عن الحروب و الأمراض النفسية حيث قسم الأنصار ممتلكاتهم مع الأنصار بكل حب و أصبحت الأمة في أعلى درجات الحضارة و صفو النية أين نحن منهم الآن؟ فلنمسح على قلوبنا آثار الحقد و الكراهية ولنرتقي مرة أخرى.
اضافةتعليق
التعليقات