• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الحكم الإسلامي في العالم: منعطف آخر بين الفوضى والديكتاتورية

ليلى قيس / الأحد 26 كانون الأول 2021 / اسلاميات / 2437
شارك الموضوع :

فإذا بالاستغلال يطغى على العدالة، وإذا بالميوعة تقضي على الضبط

تعرف القيادة الإسلامية بأنها تقع في طريق الوسط بين منعطفي الفوضى والديكتاتورية وأنها النظام الفاصل يتوسع ما اقتضته المصلحة، ويؤيد مالا تتحقق المصلحة بدونه.

أما الغرب والشرق فليس في نظمهما القيادية تلك المرونة المنطقية المعقولة التي نجدها في الإسلام، فهي تتمسك بأحكامها دون رعاية المصلحة، وتفرط في جانب على حساب التفريط بجانب آخر.

فالفوضى الغربية تفتح الأبواب واسعة عالية أمام شهوات الإنسان، فإذا بالاستغلال يطغى على العدالة، وإذا بالميوعة تقضي على الضبط، وإذا بالفحشاء تنتشر انتشارا على حساب الخلق والكرامة، وإذا بالأفكار الخطيرة تأكل التوازن الثقافي للأمة كما تأكل النار الهشيم.

وأما النظم الديكتاتورية في بلاد أخرى فتخنق الأمة، وتضعها في قوقعة ضيقة في القوالب الجاهزة الثابتة التي لا تسمح لمواهب الأمة أن تتفتح، ولا لأفكارها ان تنمو وتسمو.

فحرية السفر والفكر والتجارة والشؤون الشخصية تذبح في الديكتاتوريات المقيتة، كما تذبح كرامة الفرد، وعزة الأسرة، وشرف المجتمع في دنيا الغرب وفي نظامه.

وما هو السبب؟

لعل السبب في هذا الحيف والتعدي الفاضح الذي أقحمت البشرية إما إلى الاستبداد وإما إلى الفوضى، لعل السبب في ذلك هو أمر واحد فقط وهو: إن نظم الغرب لم تشأ أن تعطي لفرد واحد -هو القائد الأعلى- كامل الصلاحية خشية منه على حريات الجماهير، فلذلك تورطت في الفوضى، وإن النظم الاستبدادية خشيت من عاقبة الفوضى فأعطت الدولة (القيادة) كامل الصلاحيات فصادرت حريات الجماهير وكرامتها.

فالسبب يكمن في عدم قدرة النظام الغربي (ويمثله الشعب كله) على أن يقف على مصالحه، فلا يتعداها إلى الأخذ بشهواته الضارة به، وفي عدم قدرة النظام الديكتاتوري (ويمثله القائد المستبد) على تحقيق كرامة الإنسان، وهو يريد أن يوجهه إلى مصالحه، ويوقفه دون الشهوات المضرة به.

أما القيادة الإسلامية، فبما أنها تقوم على قاعدة فكرية صلبة وبما أن الشعب يؤمن بها وبجدارتها واستقامتها، وهي تؤمن بالشعب وبحقوقه، وبما أن الجميع قد اتفقوا –تربويا لا خطابيا- على رعاية مصالحهم المتمثلة والموجودة في المناهج الدينية، فإنها تستطيع من تحقيق كلا الأمرين:

١-تحديد الأمة بمصالحها

٢-صيانة كرامة كل فرد منها

ولذلك فإن القيادة في ظل الإسلام تعطي الناس الحرية والكرامة الكاملتين، في الوقت الذي قد تنتزع منهم بعضا لتحقيق مصلحتهم، وتحدده وتمنعه عنهم لتوفير سعادتهم.

والمبدأ الذي يتجرد له القائد، ويخضع له الناس لا يعطي القيادة إلاّ من يراعي مصالح الناس ويحققها، ويثق الناس بهذه الصفة فيه، فإذا حدد شهواتهم أطاعوه، لأنهم يعرفون لماذا تكون للقيادة الإسلامية تلك المرونة التي يفقدها غيره من نظم الأرض.

وربما تتمكن النظم الغربية أو الديكتاتورية من تعديل بعض انحرافاتها، والتقارب فيما بينها ليزيد هذا من ضبطه وتوجيهه، ويحد ذاك من ديكتاتوريته واستبداديته، ربما يستطيعون ذلك بعض الاستطاعة كما هم فاعلوه الآن، إلا أنهم لابد لهم أن يعرفوا نقطة واحدة وهي: مادامت الجماهير لا تتوفر لها التربية الروحية فإن اعطاءها كامل الحريات خطأ كبير، لأنها ستستخدم هذه الحريات في غير صالحها.

ومادامت الروح التضحوية لم تنضج في القيادة، فإن إعطاءها هي الأخرى حق التوجيه والإدارة المطلق خطأ كبير أيضا، إذ أنها ستنطلق من موقع القيادة هذا سبعا ضاريا على الجماهير، وتوجهها إلى ما يضمن مصالح القادة ومآربهم الخاصة، دون مصالح الشعوب ومآربها.

إن الإسلام إذ يضع للناس قسطاس المصلحة وميزان العدالة فإنه يمهد السبيل إلى هذا الهدف الأسمى قبل ذلك باشتراط العدالة المستمرة في القائد الأعلى التي تحصنه عن استغلال حق التوجيه المخول إليه فيما يضاد مصلحة الأمة.

وإذ يعطي الناس حرياتهم، فإنه يربيهم قبل ذلك على التقيد بالدين تربية مثلى حتى تعود تفضل مصالحها على شهواتها، سواء المصالح التي يعينها لهم العقل، أو توضحها لهم القيادة، ذلك لأنهم يعرفون أن القيادة لا تعمل إلا في صالحهم، لأنها قد تجردت للحق وللمصلحة ولهم تجردا كاملا.

وبهذا نعرف السبب الذي يعطي الدين هذا المقدار الضخم من الصلاحيات بيد القائد الأعلى، ويوسع له الطريق في سبيل تحقيق المصلحة التي يراها للأمة.

المصدر:
مقتبس من كتاب "القيادة الإسلامية" للكاتب "جواد كاظم"
الاسلام
المجتمع
التاريخ
السياسة
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم

    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: هل تفضلين أن تكونين موظفة أم ربة منزل؟

    النشر : السبت 28 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الكهرباء والصيف.. أزمة العصر الحديث 

    النشر : الثلاثاء 11 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الامام الباقر ودوره في تجهيز الأرضية

    النشر : الأربعاء 29 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    كيف دخل الذكاء الاصطناعي إلى المعركة أمام السرطان؟

    النشر : الخميس 04 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    فوائد التفاح الصحية وماهو فرق اللون الأحمر عن بقية الألوان؟

    النشر : الخميس 06 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    ماذا تفعل بدائل السكر المضافة في الجسم؟

    النشر : الأحد 12 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1097 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1014 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 709 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 373 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1417 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1114 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1097 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1081 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1069 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية
    • منذ 18 ساعة
    نور المحبة وميزان القلوب
    • منذ 18 ساعة
    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم
    • منذ 18 ساعة
    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة